حميدان التركي

أول تعليق من أسرة حميدان التركي على قرار الإفراج عنه في الولايات المتحدة

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

في تطور لافت أنهى سنوات من الانتظار والترقب، أكد نجل المواطن السعودي حميدان التركي، الإفراج عن والده من السجون الأمريكية، بعد قضائه 19 عامًا خلف القضبان، في قضية أثارت جدلاً واسعًا منذ بدايتها، وظلت حاضرة في الرأي العام السعودي والعربي لعقود.

وأوضح "حميدان"، نجل التركي، في تصريح خاص لصحيفة "عاجل"، قائلاً: "الحمد لله حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، الحمد لله الذي وعد بنصر عباده المؤمنين فأوفى وأجزل"، مشيرًا إلى أن حكم الإفراج قد صدر رسميًا عن الجهات القضائية الأمريكية، وتم على إثره نقل والده إلى مركز احتجاز تابع لوكالة الهجرة والجمارك، تمهيدًا لترحيله إلى المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكانت قناة "الإخبارية" قد نقلت في وقت سابق، عن مصدر مطلع، أن محكمة أمريكية أصدرت قرارًا بالإفراج عن حميدان التركي بعد سنوات طويلة من الاعتقال في أحد سجون ولاية كولورادو، وأضاف المصدر أن التركي نُقل من سجن الولاية إلى عهدة وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، تمهيدًا لاستكمال إجراءات ترحيله، وسط متابعة حثيثة من جهات رسمية سعودية معنية.

تعود قضية حميدان التركي إلى مطلع الألفية الجديدة، حيث اعتُقل في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2005، على خلفية اتهامات متعلقة بمعاملة خادمته الإندونيسية، وقد أثارت قضيته منذ ذلك الحين جدلاً قانونيًا وأخلاقيًا واسعًا، وسط تأكيدات من عائلته ومحاميه بأنه تعرض لمحاكمة غير منصفة، واستندت إلى دوافع غير موضوعية، في حين أكدت جهات حقوقية أن ظروف احتجازه خالفت العديد من المعايير الإنسانية.

ورغم تعدد جلسات النظر في قضيته على مدى السنوات، وطلبات الإفراج المشروط التي قُدِّمت مرارًا، فإن السلطات الأمريكية كانت تُجدد رفضها، قبل أن تصدر المحكمة مؤخرًا حكم الإفراج النهائي، بعد دراسة جديدة للملف القانوني وظروفه الإنسانية، ما أنهى سنوات من الحبس القسري لواحد من أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام السعودي.

وأكدت أسرة حميدان التركي أنها تعمدت عدم نشر خبر الإفراج لحين عودته إلى أرض الوطن، حفاظًا على سلامة الإجراءات ومراعاة لحساسية الموقف، ويُنتظر أن يتم ترحيله خلال أيام، وسط استعدادات رسمية وشعبية لاستقباله في المملكة بعد رحلة طويلة من المعاناة القانونية والنفسية.

وقد حظيت قضية حميدان التركي باهتمام رسمي وشعبي كبير داخل المملكة، حيث تابعت الجهات السعودية المعنية تطورات قضيته بشكل مستمر، سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو من خلال المحامين الأمريكيين الذين تم توكيلهم لمتابعة ملفه القانوني، كما وفرت له السلطات السعودية الدعم القانوني والقنصلي في مختلف مراحل محاكمته.

ويؤكد مراقبون أن الإفراج عن التركي يعكس نجاح الجهود الدبلوماسية والقانونية السعودية التي أُحيطت بالكثير من الحذر والاحتراف، في ظل تعقيدات قانونية أمريكية وتشعبات طويلة الأمد.

وتحوّلت قضية حميدان التركي إلى رمز لمعاناة الموقوفين في الخارج، واعتبرها كثيرون قضية رأي عام ذات بعد إنساني عميق، خاصة بعد أن أُبرزت شهادات تدحض الاتهامات الموجهة إليه، وتسلط الضوء على ظروف احتجازه الطويل.

كما قاد أبناؤه، وخاصة نجله "تركي" و"نورة"، حملة إعلامية وشعبية متواصلة على مدار سنوات، مستخدمين المنصات الاجتماعية، وعبر اللقاءات الإعلامية لإبقاء قضيته حيّة في ذاكرة المجتمع، ما أثمر عن ضغط جماهيري لم ينقطع حتى اللحظة التي صدر فيها حكم الإفراج.

وفي الوقت الذي تنتظر فيه العائلة عودة والدها، يعيش المجتمع السعودي حالة من الترقب المشوب بالفرح، حيث يُعد حميدان التركي رمزًا للثبات والإيمان والكرامة في مواجهة ظروف غاية في القسوة، ويتوقع أن يكون لاستقباله في المملكة صدى كبيرًا، باعتباره لحظة انتصار إنساني وأخلاقي طال انتظارها.