فهد بن نافل.

جدل الصندوق يتصاعد .. اقتراح مثير لتكليف فهد بن نافل بمفاوضات الأجانب

كتب بواسطة: محمد صالح |

تشهد أروقة الأندية السعودية الكبرى حالة من الغليان مع استمرار الجدل المتصاعد حول تحركات أندية صندوق الاستثمارات العامة خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، إذ لم يعد خافيًا أن نادي الهلال يتصدر المشهد بحركته النشطة في التعاقدات، بينما لا تزال أندية النصر والاتحاد والأهلي تترقب وتنتظر دون إنجازات تُذكر على صعيد الأسماء الأجنبية.

والهلال، الذي بدأ الصيف بالتعاقد مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، بات قريبًا جدًا من حسم صفقة النجم الفرنسي ثيو هيرنانديز، في خطوة أثارت انتباه الوسط الرياضي بأكمله، خصوصًا مع غياب التحركات الملموسة من جانب بقية أندية الصندوق، التي يبدو أن صيفها يسير بخطى بطيئة مقارنة بما يحدث في الهلال.

إقرأ ايضاً:

قرار مثير للجدل.. هل يدفع الهلال ثمن غيابه عن السوبر، ماهى العقوبات؟مدرب سباحة دولي يحذر: الكثير من حالات الغرق تحدث داخل المسابح الخاصة

وعلى الرغم من محاولات التبرير الرسمية وغير الرسمية، فإن جماهير النصر والاتحاد والأهلي لا تُخفي استياءها من ضعف نشاط أنديتهم في الميركاتو، وسط تساؤلات واسعة عن سبب تميّز الهلال بالحصول على الدعم الأبرز من برنامج الاستقطاب التابع لصندوق الاستثمارات السعودي، الذي يُفترض أن يدعم الأندية الأربعة بشكل متوازن.

وفي النصر، لا تزال الأمور عالقة دون حسم للمدرب الجديد، رغم تداول العديد من الأسماء، فيما لم يُعلن عن أي صفقة أجنبية رسمية حتى الآن، وهو ما يزيد من ضغط الجماهير على إدارة النادي التي تواجه صيفًا غامضًا، ويبدو أنها لم تُفعّل حتى اللحظة أي خطوة جادة في سوق الانتقالات.

أما الأهلي، الذي يستعد للمشاركة في كأس القارات بصفته بطلًا لآسيا، فترى جماهيره أن النادي يستحق دعمًا استثنائيًا يتناسب مع طموحاته الدولية، لكن حتى اللحظة لم تظهر تحركات تعكس هذا التصور، وهو ما يُشعر الجمهور بالحيرة والقلق من دخول الموسم الجديد دون تعزيزات كافية.

والاتحاد من جهته يعيش حالة من الاستقرار النسبي، دون بوادر لتغيير الأجانب الحاليين، لكن ذلك لم يمنع وسائل الإعلام التابعة لجماهيره من التعبير عن غضبها من صمت الإدارة، مطالبةً بتحركات أكثر وضوحًا، خاصة بعد موسم شهد تراجعًا على مستوى النتائج.

وفي خضم هذا الجدل المتواصل، طُرح مؤخرًا اقتراح غير تقليدي أثار تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حين دعا الإعلامي محمد أبو هداية إلى تكليف رئيس نادي الهلال فهد بن نافل بمهمة التفاوض مع اللاعبين الأجانب نيابةً عن أندية الصندوق الأخرى، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل إغلاق السوق الصيفي.

واعتبر أبو هداية في تغريدة لافتة عبر منصة "إكس" أن بن نافل هو الوحيد القادر على التحرك بحرية كاملة في أوروبا، ولديه القبول الكامل من برنامج الاستقطاب، مشيرًا إلى أنه "لا حرج" في ذلك وأن الأمر أفضل من بقاء بقية الأندية دون تعاقدات تُذكر في هذا الصيف الحاسم.

وقد لاقت هذه الدعوة ردود فعل متباينة، بين من رآها سخرية من الواقع الذي تعيشه الأندية الثلاثة، ومن اعتبرها طرحًا واقعيًا يُبرز حجم التفاوت في آليات الدعم وطرق التعامل مع ملف الانتقالات، مؤكدين أن ما يحدث في الهلال ليس محض صدفة بل نتيجة تسهيلات واضحة.

والهلاليون بدورهم لم يتأخروا في الرد، حيث أكد البعض أن تفوق الهلال في السوق ناتج عن عوامل موضوعية، من بينها استقراره الإداري وتخطيطه المسبق، فضلًا عن الدعم المالي المباشر من الأمير الوليد بن طلال، الذي يُعد أحد أبرز الممولين الدائمين للنادي إلى جانب موارد أخرى.

ولكن خصوم الهلال يرون أن هذه التبريرات لا تكفي، وأن الدعم الذي يتلقاه الفريق الأزرق يتجاوز بكثير ما يُقدّم للأندية الأخرى، خصوصًا في ظل عدم ظهور أي بوادر لتحركات مشابهة في النصر أو الاتحاد أو الأهلي، وهو ما يعزز الشعور بغياب العدالة في توزيع الإمكانيات.

وبينما يصر الهلال على أنه يتحرك وفق ما يتيحه له موقعه التنافسي واحتياجاته الفنية، لا تزال الضبابية تحيط بموقف الأندية الأخرى، التي لم توضح ما إذا كانت تعاني من صعوبات بيروقراطية أو عراقيل تنظيمية تمنعها من السير بنفس الوتيرة التي يسير بها الهلال.

وقد ساهم فشل الهلال في بداية الصيف في التعاقد مع لاعبين كبار رغم محاولاته في تعزيز صفوفه قبل كأس العالم للأندية، في التخفيف من حدة الانتقادات حينها، لكن عودة الفريق مؤخرًا للمشهد مع اقترابه من صفقة ثيو هيرنانديز أعادت التساؤلات للواجهة من جديد.

وفي الوقت الذي تطالب فيه جماهير الأندية الأخرى بإجابات واضحة وشفافة حول أسباب تعثر التعاقدات، تتصاعد الأصوات المنادية بإعادة النظر في آلية عمل برنامج الاستقطاب، ومدى عدالة الفرص المتاحة أمام جميع الأندية المشمولة بمظلة صندوق الاستثمار.

ولا تزال هوية الصفقات الأجنبية الجديدة للأندية الثلاثة غير واضحة، وسط تكهنات مستمرة عن صفقات محتملة، لكنها لم ترَ النور حتى الآن، ما يزيد من الضغط على إدارات تلك الأندية لإنهاء المفاوضات قبل فوات الأوان، خصوصًا مع اقتراب انطلاق الموسم الكروي الجديد.

والمشهد الراهن يعكس حجم التباين بين الأندية الأربعة في إدارة الملف الأهم خلال الصيف، ويُعيد النقاش حول فاعلية الاستراتيجية الحالية، ومدى الحاجة إلى تدخل عاجل لضمان تكافؤ الفرص بين الفرق المنافسة على الألقاب في ظل نظام دعم يفترض أنه موحّد.