الاستمرارية في الحركة عامل مهم للحفاظ على صحة القلب.

تحذير طبي جديد يكشف .. سرعة المشي قد تحدد مصير قلبك

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

أطلق استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر تحذيرًا طبيًا هامًا يتعلق بصحة القلب، مؤكداً أن نمط الحركة اليومية، وخاصة المشي، يُعد عاملاً أساسياً في الوقاية من أمراض القلب والحد من احتمالات الوفاة القلبية، حتى لو تم ذلك بمعدل بطء شديد، فالعبرة ليست فقط في كمية الحركة، بل في وجودها المستمر.

وأشار النمر إلى أن المشي، ولو ببطء شديد لا يتجاوز سرعته 2.4 كيلومتر في الساعة، يُحدث فرقًا فعليًا على المدى الطويل في تقليل خطر الإصابة بالمشكلات القلبية، وهو ما تؤكده دراسات طبية متعددة في السنوات الأخيرة، تربط بين النشاط البدني البسيط وتحسن مؤشرات صحة القلب.

إقرأ ايضاً:

"وزارة الداخلية" تطلق "أقسى تحذير": السجن 15 عاماً وغرامة مليون ريال لمن يرتكب هذا الفعلفهد الخضيري يوجه 4 نصائح ذهبية لمرضى السكري لتفادي المضاعفات

وأكد أن العلاقة بين سرعة المشي والفائدة الصحية علاقة طردية، فكلما زادت سرعة الخطى، زادت معها المكاسب الصحية للقلب، موضحاً أن المشي بسرعة تفوق 3 كيلومترات في الساعة يمنح الجسم حماية وقائية أكبر، حتى دون الحاجة إلى مدة طويلة أو استهلاك طاقة مرتفع.

وتابع النمر حديثه مشيرًا إلى أن العبرة تكمن في الاستمرارية، فالمواظبة على النشاط اليومي تمنع تراكم عوامل الخطر القلبية، وتُعزز كفاءة الدورة الدموية، وتُسهم في تحسين مستويات الكوليسترول وضبط ضغط الدم، وهذه العوامل مجتمعة تُشكّل درعاً وقائيًا ضد أمراض القلب.

وما ذكره الدكتور النمر يتقاطع مع نتائج أبحاث طبية نُشرت خلال السنوات الماضية، تشير إلى أن معدل الخطى اليومية وسرعتها يرتبطان ارتباطًا مباشرًا بمعدلات الوفاة العامة والوفاة القلبية بشكل خاص، إذ إن من يمشون بشكل أسرع يتمتعون بمعدلات نجاة أعلى.

ويرى مختصون في طب القلب أن الحركة المنتظمة، حتى لو اقتصرت على المشي لمسافات قصيرة، تُعتبر وسيلة فعالة وآمنة لتحسين صحة القلب، لا سيما في المجتمعات التي يشكل نمط الحياة فيها عبئًا صحياً بسبب قلة النشاط البدني والجلوس الطويل أمام الشاشات.

وفي الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن الفائدة من المشي مرتبطة بعدد الكيلومترات أو بمدة التمرين، يكشف الدكتور النمر أن الأثر الإيجابي للمشي لا يرتبط بهذين العاملين بشكل مباشر، وإنما بالسرعة النسبية للحركة، وهو ما قد يغيّر نظرة الكثيرين إلى مفهوم التمارين القلبية.

ويؤكد النمر أن الأجسام التي اعتادت الخمول تحتاج إلى وقت للتأقلم مع نمط حياة أكثر نشاطًا، وأن البداية حتى لو كانت بطيئة لا تزال تُعد خطوة في الاتجاه الصحيح، مبيناً أن الاستمرارية في المشي اليومي ترفع من كفاءة القلب وتُعزز مرونة الشرايين مع مرور الوقت.

ويشير إلى أن الجلوس لفترات طويلة دون حركة يمثل أحد أبرز عوامل الخطر المرتبطة بزيادة معدلات أمراض القلب، موضحًا أن التوقف عن الحركة لفترات ممتدة يؤدي إلى خلل في أداء الجهاز القلبي الوعائي، ويزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات وتصلب الشرايين.

ويحث الدكتور النمر الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو تقدم في السن على اعتماد المشي كعادة يومية، مؤكدًا أن إدماج المشي السريع ضمن روتين الحياة لا يتطلب معدات أو أماكن خاصة، بل مجرد التزام ومثابرة، وهي خطوات بسيطة قد تنقذ حياة.

ويشدد على أن مرضى القلب أو من لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الشرايين بحاجة إلى استشارة طبية قبل بدء أي برنامج رياضي، لكن في معظم الحالات فإن المشي، إذا ما تم تنظيمه حسب القدرة، يُعتبر أحد أكثر الأنشطة أمانًا لهم، وأقلها من حيث المخاطر الجانبية.

ويلفت النظر إلى أن معظم الناس يقللون من أهمية المشي، ويعتقدون أن نتائجه محدودة، بينما تظهر الدراسات أن تحسين سرعة المشي له انعكاسات مباشرة على خفض معدلات الوفاة القلبية، ما يستوجب إعادة النظر في الممارسات اليومية التي تعزز أو تعيق النشاط.

ويضيف أن مشكلات مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري غالباً ما تتفاقم نتيجة الخمول، وأن الحركة اليومية المنتظمة تُمثل عنصراً محورياً في الوقاية، سواء بتقليل الوزن أو بتحسين حساسية الجسم للأنسولين، وهي جوانب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصحة القلب.

ويشيد الدكتور النمر بالأبحاث التي بدأت تُسلّط الضوء على العلاقة الدقيقة بين سرعة المشي ومؤشرات الصحة العامة، مبيناً أن هذه الأبحاث تسهم في رفع الوعي وتقديم توصيات طبية مبنية على بيانات واقعية يمكن للناس اتباعها دون مشقة أو تكلفة.

ومن خلال ما ذكره النمر، يتضح أن المفهوم الطبي للحركة لم يعد يقتصر على إجهاد الجسد أو السعي لتحقيق معدلات عالية من التمارين، بل يتعلق أكثر بأسلوب حياة دائم، تتحقق فيه الفائدة بالاستمرارية، وتتعزز مع تحسين سرعة المشي وجودته اليومية.

هذا الطرح يفتح الباب أمام جهات صحية متعددة لتبني حملات توعية تركز على فوائد المشي السريع، وتحفز الناس على مغادرة الكسل والخمول، لما في ذلك من مردود مباشر على مؤشرات الصحة الوطنية، وتقليل العبء المالي الناتج عن علاج أمراض القلب المزمنة.

وفي ظل التغيرات المتسارعة في أنماط الحياة، وارتفاع نسب الإصابة بأمراض القلب في العالم، تبقى التوصيات البسيطة مثل هذه، إن طُبقت بجدية، من أهم الأدوات الوقائية الفعالة، فهي لا تتطلب تكلفة، بل فقط التزاماً بقيمة الحركة في حياة الإنسان اليومية.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار