الهيئة الملكية لمحافظة العلا.

العلا تتحرك نحو أسلوب حياة صحي بافتتاح أول مركز للياقة البدنية

كتب بواسطة: بدور حمادي |

في خطوة جديدة تعكس التزامها بتحقيق تطلعات رؤية السعودية 2030، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن افتتاح أول مركز متكامل للياقة البدنية في المدينة، وذلك بالشراكة مع شركة الأندية للرياضة، حيث تم الكشف عن هذا الحدث من خلال حساب الهيئة الرسمي على منصة "إكس" يوم الخميس.

ويمثل هذا المشروع أحد أبرز التحركات العملية لتعزيز جودة الحياة في محافظة العلا، إذ يهدف إلى توفير بيئة صحية متكاملة تُشجع السكان والزوار على تبنّي نمط حياة أكثر نشاطًا، كما يُعد المركز بوابة أولى نحو سلسلة من المبادرات المماثلة التي تسعى الهيئة من خلالها إلى إحداث تغيير ملموس في الثقافة الصحية والرياضية.

إقرأ ايضاً:

بعد مغادرة النصر.. فيورنتينا يعلن بيولي مدربًا رسميًا للموسم الجديدعبر "أبشر توظيف": هل تم ترشيحك لدورة الضباط؟ إليك طريقة الاستعلام عبر "أبشر"

وتندرج هذه المبادرة ضمن استراتيجية شاملة تبنتها الهيئة لتطوير البنية التحتية الرياضية في المحافظة، حيث تسعى من خلالها إلى توفير مساحات مخصصة لممارسة الأنشطة البدنية، وهو ما يعكس توجهًا جادًا نحو تعزيز مفهوم الحياة الصحية وتحقيق التوازن بين التراث والتقدم العصري.

وتُعرف العلا بمكانتها كوجهة ثقافية وسياحية عالمية، وقد حرصت الهيئة الملكية على الدمج بين هذه الهوية التراثية العريقة ومتطلبات الحياة الحديثة، ما يظهر جليًا في تصميم المركز الجديد الذي يراعي الطابع المعماري المحلي ويُوفر في الوقت نفسه تجهيزات رياضية حديثة.

ويأتي افتتاح المركز في توقيت مهم، إذ تشهد السعودية نقلة نوعية في دعم القطاع الرياضي، ليس فقط على مستوى المنافسات الاحترافية بل أيضًا على صعيد الأنشطة المجتمعية، وهو ما يتماشى مع مستهدفات جودة الحياة في رؤية المملكة الطموحة.

ومن خلال توفير مرافق متكاملة لممارسة الرياضة، تسعى الهيئة إلى جذب سكان العلا وتحفيزهم على المشاركة النشطة في البرامج الصحية، كما تُراهن على جذب الزوار من مختلف المناطق، ما يعزز من مكانة المدينة كموقع جاذب للرياضة والسياحة في آن واحد.

وبحسب ما تم الإعلان عنه، فإن المركز لن يقتصر على قاعات اللياقة البدنية التقليدية، بل سيشمل مرافق متنوعة مثل المسابح والملاعب متعددة الاستخدامات، ومناطق مخصصة للجري والتمارين الجماعية، وهي مرافق تهدف إلى تلبية احتياجات مختلف الفئات العمرية.

وتسعى الهيئة من خلال هذه المبادرات إلى دعم الاقتصاد المحلي، وذلك عبر تحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في المرافق الرياضية والترفيهية، وقد بدأت فعليًا خطوات ملموسة لجذب مستثمرين في هذا المجال، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام فرص العمل والتنمية الاقتصادية.

كما تُعزز هذه الخطوة من مساهمة العلا في التحول الوطني نحو بيئة أكثر نشاطًا وصحة، حيث تتضمن استراتيجية الهيئة برامج رياضية متنوعة تناسب جميع الفئات، في محاولة لترسيخ الوعي المجتمعي بأهمية الرياضة كنمط حياة لا كمجرد نشاط ترفيهي.

ويمتد اهتمام الهيئة بالرياضة ليشمل تطوير مسارات للدراجات الهوائية وملاعب مجتمعية ومساحات مفتوحة مخصصة للنشاط البدني، ضمن رؤية أوسع لتوفير بيئة حيوية تدعم الحركة وتُشجع على التواصل المجتمعي، وهو ما يسهم في تحسين الصحة العامة.

وفي الوقت الذي تُركز فيه بعض المدن السعودية على البنية الفوقية، تُبرز العلا نموذجًا مختلفًا عبر الاهتمام بالبعد الإنساني والتنموي من خلال مرافق تدعم الصحة النفسية والبدنية، وهو ما يعطي المدينة طابعًا خاصًا يجعلها أكثر من مجرد وجهة سياحية.

ويُعد هذا المشروع أيضًا نموذجًا يُحتذى به في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تلعب شركة الأندية للرياضة دورًا محوريًا في التشغيل والإدارة، ما يعكس رؤية الهيئة في بناء منظومة مستدامة تعتمد على التكامل بين مختلف الأطراف.

كما تؤكد الهيئة الملكية لمحافظة العلا أن هذا المشروع ليس نهاية المطاف، بل خطوة أولى ضمن سلسلة من المشاريع القادمة، التي تستهدف توسيع نطاق البنية التحتية الرياضية وجعل النشاط البدني جزءًا أساسيًا من حياة السكان والزوار على حد سواء.

وقد حظي افتتاح المركز باهتمام ملحوظ من المهتمين بالشأن الصحي والرياضي، وسط توقعات بأن تسهم هذه الخطوة في رفع الوعي العام بأهمية تبني أسلوب حياة صحي، وخاصة بين فئات الشباب والناشئة، الذين يشكلون الشريحة الأوسع في المجتمع المحلي.

ويمثل إدماج الرياضة في التخطيط الحضري أحد توجهات الهيئة الجديدة، حيث تعمل على تعزيز الممرات الصحية وتطوير وجهات مثل البلدة القديمة وحي الجديدة وحي المنشية، لتكون أماكن تمزج بين الجمال التاريخي والتصميم المعاصر المُلهم للحركة.

وتسعى العلا من خلال هذا التوجه إلى تصدير نموذج متكامل للحياة الصحية، يتجاوز البنية التحتية ليشمل البرامج المجتمعية، والتثقيف الصحي، وتحقيق التكامل بين النشاط البدني والرفاهية العامة، وهو ما يُمكن أن يشكل تجربة سعودية ملهمة على المستوى الدولي.

ويُنتظر أن يشهد المركز إقبالًا كبيرًا في الفترة المقبلة، خاصة في ظل ما يوفره من تنوع في الخدمات والتجهيزات، وهو ما سيُعزز من حضوره في الأوساط المحلية، ويدعم طموحات الهيئة في جعل الرياضة مكونًا أساسيًا من شخصية العلا الجديدة.