في خطوة تؤكد على المكانة الرائدة التي وصلت إليها المملكة كمركز عالمي للرياضات الإلكترونية، شهدت النسخة الثانية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، المقامة حاليًا في بوليفارد رياض سيتي، حدثًا تاريخيًا تمثل في الظهور الأول لثلاث ألعاب بارزة، تمثل كل منها حقبة وجيلاً مختلفًا.
ففي تنوع فريد يوسع من آفاق المنافسة، ويجذب شرائح جديدة من الجماهير واللاعبين حول العالم، انضمت كل من لعبة الشطرنج العريقة، ولعبة القتال الكلاسيكية "Fatal Fury"، ولعبة التصويب التكتيكي الشهيرة "Valorant"، إلى قائمة الألعاب الرسمية في البطولة الأكبر من نوعها.
إقرأ ايضاً:
كيف استطاعت أن تتفوق رغم كل العوائق؟ .. كفيفة تتصدر المراكز الأولى بمسابقة لحفظ القرآن"تعليم المدينة" يكشف عن "33 برنامجاً تدريبياً".. وهذه أبرز "المفاجآت" للمعلمين هذا العامويمثل انضمام لعبة الشطرنج، التي يقدر عدد لاعبيها حول العالم بأكثر من ستمائة مليون لاعب، لحظة فارقة في تاريخ الرياضات الإلكترونية، حيث تعد هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها هذه اللعبة الذهنية العريقة بشكل رسمي إلى ساحة المنافسات الإلكترونية العالمية بهذا الحجم.
إن هذه الخطوة لا تمثل فقط اعترافًا بالشعبية الجارفة للشطرنج، بل هي أيضًا تتويج للنهضة الرقمية الكبيرة التي شهدتها اللعبة في السنوات الأخيرة، بفضل المنصات الإلكترونية والبث المباشر، والتي حولتها إلى رياضة مشاهدة عالمية، تجمع بين الأجيال المختلفة.
أما المفاجأة الكبرى التي أسعدت عشاق ألعاب القتال القدامى، فكانت الإعلان عن عودة السلسلة الأيقونية "Fatal Fury" إلى الحياة بعد غياب دام ستة وعشرين عامًا، حيث تخوض أولى تجاربها في الساحة التنافسية الإلكترونية عبر بوابة كأس العالم بالرياض.
إن اختيار كأس العالم للرياضات الإلكترونية ليكون منصة الإطلاق التنافسية للجزء السابع والمنتظر من هذه السلسلة، يمثل شهادة على ثقة كبرى شركات الألعاب في مكانة الحدث، وقدرته على توفير أفضل بيئة ممكنة لعرض ألعابهم الجديدة أمام جمهور عالمي.
وتكتمل هذه الثلاثية التاريخية بانضمام "Valorant"، اللعبة التي فرضت نفسها كقوة لا يستهان بها في ساحة ألعاب التصويب التكتيكي، والتي تمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة، تتجاوز خمسة وعشرين مليون لاعب نشط شهريًا، وقرابة سبعة ملايين لاعب يوميًا.
إن وجود "Valorant" في قائمة ألعاب المونديال، يعد أمرًا ضروريًا وحيويًا، لضمان أن تضم البطولة أبرز وأقوى الألعاب التنافسية الموجودة على الساحة حاليًا، وهو ما يعزز من مكانة كأس العالم كبطولة شاملة ومتكاملة.
إن هذا التنوع المدروس في اختيار الألعاب الجديدة، بين لعبة ذهنية استراتيجية، ولعبة قتالية كلاسيكية، ولعبة تصويب تكتيكية عصرية، يعكس الرؤية الشاملة لمنظمي البطولة، وسعيهم لخلق حدث يرضي جميع الأذواق، ويجمع كافة أطياف مجتمع الرياضات الإلكترونية تحت سقف واحد.
وتأتي هذه الإضافات النوعية لترسخ من مكانة الرياض كعاصمة للرياضات الإلكترونية في العالم، وتؤكد على أن المملكة لا تستضيف الأحداث العالمية فقط، بل تساهم بفعالية في تشكيل مستقبل هذه الصناعة، من خلال تقديم أفكار ومبادرات مبتكرة.
ويترقب الملايين من عشاق هذه الألعاب حول العالم الآن، انطلاق المنافسات في هذه الألعاب الثلاث، لمشاهدة أفضل اللاعبين العالميين وهم يتنافسون على أرض الرياض، في فصول جديدة ومثيرة من تاريخ الرياضات الإلكترونية.
في المحصلة النهائية، لم تعد كأس العالم للرياضات الإلكترونية مجرد بطولة، بل أصبحت مهرجانًا عالميًا يحتفي بكافة أنواع الألعاب والمنافسات، ومنصة تصنع التاريخ، وتفتح آفاقًا جديدة أمام اللاعبين والمطورين والجماهير على حد سواء.
