بأداء باهر، واصل الهلال السعودي تألقه العالمي محققًا فوزًا ثمينًا على فريق باتشوكا المكسيكي بنتيجة هدفين دون رد، في المواجهة الحاسمة التي جمعت بين الفريقين فجر الجمعة 27 يونيو، ضمن منافسات الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات في بطولة كأس العالم للأندية 2025، والمقامة في الولايات المتحدة الأمريكية.
الفوز لم يكن فقط مفتاحًا لعبور الهلال إلى الدور التالي، بل حمل بين طياته العديد من المؤشرات والرسائل الفنية التي تؤكد صعود نجم "الزعيم" في سماء الكرة العالمية.
إقرأ ايضاً:قرارات ملكية تعيد تشكيل خارطة التنمية في حائل وتزج برجال الأعمال في قلب القرارحساب المواطن يُفاجئ المستفيدين بإعلان نتائج دورة يوليو.. تحقق فوراً من أهليتك واستعد للدعم الجديد!
افتتح قائد الهلال سالم الدوسري التسجيل في الدقيقة 22 بطريقة فنية رائعة، بعد تمريرة محكمة من ناصر الدوسري، أسكنها الشباك بـ"لوب" ذكي فوق حارس باتشوكا، ليمنح فريقه التفوق مع نهاية الشوط الأول.
وفي الوقت القاتل من اللقاء، عاد الهلال ليؤكد تفوقه بهدف ثانٍ عبر البرازيلي ماركوس ليوناردو، الذي أنهى آمال باتشوكا وأرسل الهلال رسميًا إلى الدور ثمن النهائي كوصيف للمجموعة الثامنة برصيد 5 نقاط، خلف ريال مدريد المتصدر.
بذلك، يضرب الهلال موعدًا مرتقبًا وناريًا مع مانشستر سيتي الإنجليزي في واحدة من أقوى مواجهات ثمن النهائي، والتي ستُقام فجر الثلاثاء الأول من يوليو، المواجهة المرتقبة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لطموحات الهلال في مواصلة الحلم والمنافسة على اللقب العالمي وسط الكبار.
هذا الانتصار رفع عدد انتصارات الهلال في تاريخ مشاركاته بكأس العالم للأندية إلى خمسة، موزعة على النسخ التي خاضها منذ 2019، ليؤكد استمرارية الهلال كأحد ممثلي آسيا الأقوياء، بعد أن سبق له التفوق على أندية بحجم الترجي والوداد والجزيرة وفلامينغو.
كما سجّل الهلال انتصارًا جديدًا للأندية الآسيوية على نظيرتها المكسيكية، التي خسرت للمرة السابعة من أصل 17 مواجهة أمام الفرق الآسيوية.
ولم يكن هذا الفوز عاديًا من حيث الأرقام، حيث أصبح سالم الدوسري الهداف العربي التاريخي للبطولة، بعد أن رفع رصيده إلى 5 أهداف، متفوقًا على المصريين محمد أبو تريكة وحسين الشحات.
وبات على بعد هدف واحد فقط من عمالقة اللعبة أمثال ميسي وسواريز وبنزيما، بينما يظل كريستيانو رونالدو في صدارة قائمة الهدافين التاريخيين للبطولة بـ7 أهداف.
ولم يقتصر التألق على سالم، إذ قدم ناصر الدوسري أول تمريرة حاسمة له في تاريخ مشاركاته بكأس العالم للأندية، في تطور لافت لأداء اللاعب الذي خاض 5 مباريات دون تسجيل أو صناعة أي هدف حتى تلك اللحظة.
أيضًا، تمكن المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي من عبور مرحلة المجموعات للمرة الثامنة في مسيرته التدريبية، في مؤشر واضح على استقراره الفني وقدرته على قيادة الفرق في المنافسات الكبرى.
وفي المقابل، خسر باتشوكا مجددًا أمام نادٍ عربي، لتكون خسارته الثانية في 6 مواجهات أمام الفرق العربية، بعد أن سقط سابقًا أمام الترجي التونسي، رغم تفوقه في أربع مناسبات سابقة على الأهلي المصري والوداد والجزيرة الإماراتيين، فإن هذه الهزيمة تعكس تراجع الفريق المكسيكي، خصوصًا أمام مدارس كروية مختلفة.
الهلال، بقيادته المحنكة وتشكيلته المتجانسة، يبدو مستعدًا لمواصلة طريقه بثقة نحو مراحل متقدمة، معتمدًا على عمق الخبرة، وحيوية العناصر الشابة، ومهارات نجومه الذين باتوا رقماً صعبًا في معادلة الكرة العالمية.
مواجهته المقبلة ضد مانشستر سيتي ستكون لحظة فاصلة تحدد مدى قدرة "الزعيم" على مقارعة عمالقة أوروبا، وربما التطلع لحلم أبعد من مجرد المشاركة المشرفة.