واتس آب

واتس آب يُفجّر مفاجأة تقنية: ميزة ذكية تلخّص رسائلك وتُشعل الجدل حول الخصوصية

كتب بواسطة: حكيم حميد |

في خطوة جديدة تعكس تسارع وتيرة التحوّل الرقمي، أعلنت شركة "ميتا" المالكة لتطبيق "واتس آب" عن إطلاق ميزة مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلخيص الرسائل غير المقروءة، ما يتيح للمستخدمين استيعاب محتوى المحادثات دون الحاجة إلى قراءتها بالكامل.

وتُعد هذه الميزة من أبرز التحديثات التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، كونها تُحدث تغييرًا جذريًا في طريقة تفاعل المستخدمين مع الرسائل الطويلة أو المتراكمة، خاصة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتزاحم المهام.
إقرأ ايضاً:قرارات ملكية تعيد تشكيل خارطة التنمية في حائل وتزج برجال الأعمال في قلب القرارحساب المواطن يُفاجئ المستفيدين بإعلان نتائج دورة يوليو.. تحقق فوراً من أهليتك واستعد للدعم الجديد!

وبحسب منشور رسمي على مدونة "واتس آب"، فإن الخاصية الجديدة تعتمد على خوارزميات ذكاء اصطناعي طُورت خصيصًا من قِبل "ميتا"، لتقديم ملخصات دقيقة وموجزة للمحادثات التي لم تُفتح بعد.

وبمجرد تفعيل الميزة، ستظهر للمستخدم ملخصات تلقائية تمكّنه من فهم السياق العام للرسائل وتحديد أهميتها قبل الرد عليها، مما يُقلل من التشتت ويوفر الوقت، لا سيما في مجموعات العمل أو المحادثات الطويلة.

وتؤكد "ميتا" أن الميزة طُورت بعناية لضمان احترام خصوصية المستخدمين، حيث لا يتم إخطار المُرسلين بأن رسائلهم خضعت للتلخيص، كما لا تُستخدم البيانات لأغراض إعلانية أو تحليلية خارجية.

وسيتم في البداية طرح هذه الخدمة باللغة الإنجليزية داخل الولايات المتحدة، على أن تتوسع لاحقًا لتشمل مستخدمين في دول أخرى خلال الأشهر المقبلة.

تأتي هذه الميزة في إطار استراتيجية "ميتا" الأوسع لتعزيز استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف منصاتها، إذ سبقتها خطوات مشابهة عبر إدراج روبوتات محادثة ذكية داخل "فيسبوك" و"إنستغرام"، بالإضافة إلى تطوير نماذج لغوية متقدمة ضمن البنية التحتية التقنية للشركة.

وتطمح "ميتا" إلى أن تصبح هذه الأدوات جزءًا لا يتجزأ من تجربة المستخدم اليومية، لتسريع التفاعل وتسهيل الوصول إلى المعلومات.

لكن في ظل هذا التقدّم السريع، برزت أصوات تحذيرية من بعض الخبراء النفسيين الذين أبدوا قلقهم من التأثيرات النفسية المحتملة للاعتماد المفرط على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.

فقد نقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن البروفيسور سورين أوستيرغارد، أستاذ الطب النفسي في جامعة آرهوس الدنماركية، أن الاستخدام غير المنضبط لروبوتات المحادثة قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الذهان لدى بعض المرضى، عبر تكوين أوهام مبنية على حوارات آلية يُسقط فيها المستخدم مشاعره وتصوراته على نموذج غير بشري.

وأشار أوستيرغارد إلى أن ما يُعرف بـ"ذهان روبوتات الدردشة" ليس مجرد مصطلح افتراضي، بل أصبح ظاهرة مرصودة في عدد من الحالات السريرية الحديثة، حيث يظن بعض المرضى أن الذكاء الاصطناعي يوجه إليهم رسائل شخصية أو يخوض في مؤامرات معهم، مما يتطلب رقابة دقيقة واستخدامًا واعيًا لهذه الأدوات، خصوصًا لدى الفئات الهشة نفسيًا.

في المقابل، يرى خبراء التكنولوجيا أن هذه الميزة تمثل نقلة نوعية في تطوير تطبيقات المراسلة، مؤكدين على أهمية التدريب الإعلامي والتثقيف التقني للمستخدمين لضمان استخدام آمن وفعّال.

ويؤكد مطورو الميزة في "ميتا" أنهم يعملون باستمرار على تحسين أداء التلخيص ودقته، مع الالتزام الكامل بمعايير الخصوصية وعدم تخزين الرسائل أو تحليلها خارج جهاز المستخدم.

من جهته، قال متحدث باسم "واتس آب" إن الهدف من هذه الميزة هو تقليل الشعور بالارتباك عند العودة إلى الهاتف بعد فترة انقطاع، وتسهيل اللحاق بسياق المحادثات دون الحاجة للتمرير المطول أو قراءة كل ما فات، وهو أمر مفيد لملايين المستخدمين ممن يتعاملون مع كم كبير من الرسائل يوميًا.

مع استمرار "ميتا" في توسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تظل الأسئلة الأخلاقية والإنسانية حاضرة في النقاش العام وبينما يتطلع الكثيرون إلى مستقبل أكثر سهولة وسرعة في التواصل، يرى آخرون ضرورة الموازنة بين الفعالية والوعي، بين الراحة الرقمية والحسّ البشري.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار