في خطوة جديدة تعكس التوسع المتسارع للحركة الجوية بين المملكة العربية السعودية والصين، شهد مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة اليوم السبت تدشين أولى الرحلات المباشرة لطيران "هاينان" الصينية، حيث بات أول مطار سعودي يربط مباشرة مع مدينة هايكو الصينية.
وتقرر أن تكون الرحلات بواقع ثلاث رحلات أسبوعيًا، وهو ما يُعد مؤشرًا واضحًا على تنامي العلاقات الاقتصادية والسياحية بين البلدين، ويعزز من مكانة مطار جدة كمحور لوجستي دولي متكامل يربط الشرق بالغرب.
إقرأ ايضاً:قرارات ملكية تعيد تشكيل خارطة التنمية في حائل وتزج برجال الأعمال في قلب القرارحساب المواطن يُفاجئ المستفيدين بإعلان نتائج دورة يوليو.. تحقق فوراً من أهليتك واستعد للدعم الجديد!
وقد حضر مراسم استقبال الرحلة الافتتاحية عدد من كبار المسؤولين، يتقدمهم المهندس مازن بن محمد جوهر، الرئيس التنفيذي لشركة مطارات جدة.
إلى جانب القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في جدة، وانغ تشي، وقيادات من الهيئة السعودية للسياحة، وبرنامج الربط الجوي، وممثلي عدد من الجهات الحكومية والأمنية العاملة بالمطار، ما يعكس أهمية هذه الخطوة في السياق الوطني والدولي على حد سواء.
الشراكة مع شركة "هاينان" لا تمثل مجرد إضافة عددية في قائمة شركات الطيران التي تهبط في مطارات المملكة، بل هي نقلة نوعية في جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، بالنظر إلى تصنيف الشركة ضمن قائمة أفضل 10 شركات طيران في العالم وفقًا لمؤسسة "سكاي تراكس" العالمية المتخصصة في تقييم جودة شركات الطيران.
هذا التميز في الخدمات يعزز من تجربة المسافرين عبر مطار الملك عبدالعزيز ويمنح الرحلات من وإلى جدة بُعدًا تنافسيًا في السوق الآسيوي والعالمي.
ومن جانبه، عبّر فهد حميد الدين، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، عن سعادته بهذه الشراكة، مؤكدًا أن السوق السياحي الصيني بات يمثل ركيزة أساسية في خطة المملكة الطموحة لجذب الزوار من آسيا.
وأوضح أن عدد السياح الصينيين ارتفع بنسبة 52% مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفع عدد الرحلات إلى 29 رحلة أسبوعيًا تُشغّلها ست شركات طيران مختلفة، في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى استقبال خمسة ملايين سائح صيني سنويًا بحلول عام 2030.
أما المهندس مازن جوهر، فقد شدد على أن افتتاح هذا الخط الجوي الجديد ينسجم مع الأهداف المعلنة لشركة مطارات جدة، والتي تسعى إلى رفع عدد الوجهات الدولية المرتبطة بالمطار إلى 150 وجهة بحلول نهاية العقد الحالي.
ولفت إلى أن هذه المبادرة تمثل حلقة ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز ربط المملكة بالعالم، وتعكس في الوقت ذاته جاهزية البنية التحتية لمطار جدة لمواكبة الزيادة المتوقعة في الحركة الجوية.
وفي السياق ذاته، أشار ماجد خان، المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي، إلى أن التعاون مع شركة طيران "هاينان" هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى دعم التنقل الجوي بين المملكة والدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
مؤكدًا أن هذه الخطوة تدعم تنمية السياحة وتبادل الخبرات الثقافية والاقتصادية، وتحظى بمتابعة مباشرة من وزير السياحة، أحمد بن عقيل الخطيب، الذي يشرف على البرنامج شخصيًا لضمان تحقيق أعلى معايير الكفاءة والتكامل.
ومن الملاحظ أن هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه قطاع السياحة والسفر السعودي تحولًا غير مسبوق، في ظل سعي المملكة إلى تعزيز تنويع مصادر دخلها الوطني ضمن مستهدفات رؤية 2030، والتي تضع تطوير القطاع السياحي والطيران ضمن أولوياتها.
وتُعد الصين شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا في هذه الرؤية، خصوصًا مع ازدياد الطلب الصيني على الوجهات السياحية الجديدة، مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية متعددة في مجالات الفندقة، والخدمات، والمواصلات.
ولا تقتصر فوائد هذه الشراكة على قطاع السياحة فحسب، بل تمتد لتشمل مجالات عدة كالتبادل التجاري، والتعاون اللوجستي، وجذب الاستثمارات بين البلدين، في ظل سياسة انفتاح متبادلة تؤكد على أهمية التعاون في العصر الرقمي والتكنولوجي.
ويُتوقَّع أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز المزيد من شركات الطيران الآسيوية لفتح خطوط جديدة مع المملكة، مما يُعيد رسم خريطة الطيران الإقليمي والدولي انطلاقًا من جدة.
وفي ظل استمرار تنفيذ مشاريع التوسعة في مطار الملك عبدالعزيز، يتوقع المراقبون أن يستمر المطار في تحقيق قفزات نوعية في أدائه التشغيلي، وجذب شركات طيران جديدة، وتقديم خدمات مبتكرة، ليصبح بوابة المملكة الأولى نحو آسيا والعالم، ومركزًا رئيسيًا في شبكة الطيران العالمية الحديثة.
