يترقب المواطنون في المملكة العربية السعودية بشغف بالغ موعد صرف دفعة يوليو من برنامج حساب المواطن، والذي يمثل أحد أوجه الدعم الحكومي المهمة التي تستهدف الأسر ذات الدخل المتوسط والمحدود، ويأتي هذا الترقب في وقت تتزايد فيه التحديات المعيشية وتبرز الحاجة إلى آليات دعم فعالة وشفافة.
ووفقًا لما أعلنه برنامج حساب المواطن عبر منصة "إكس"، فقد تحدد يوم الخميس الموافق العاشر من يوليو القادم ليكون موعد صرف الدفعة الجديدة، وهو التاريخ الذي يلتزم به البرنامج شهريًا، ما لم يصادف يوم الصرف عطلة نهاية الأسبوع، ففي تلك الحالة يتم التقديم أو التأخير ليوم واحد وفقًا لما تقتضيه ظروف العمل المصرفي.
إقرأ ايضاً:قرارات ملكية تعيد تشكيل خارطة التنمية في حائل وتزج برجال الأعمال في قلب القرارحساب المواطن يُفاجئ المستفيدين بإعلان نتائج دورة يوليو.. تحقق فوراً من أهليتك واستعد للدعم الجديد!
ويُعتبر برنامج حساب المواطن أحد البرامج الرائدة التي أطلقتها الحكومة السعودية بهدف تخفيف الأعباء المالية عن المواطنين، وتحقيق التوازن الاقتصادي ضمن مستهدفات رؤية 2030، حيث يُصرف الدعم بشكل منتظم وشهري بعد مراجعة دقيقة لبيانات المستفيدين، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين.
كما أكد البرنامج أن الدعم يُصرف بناءً على بيانات يتم التحقق منها دوريًا، مشيرًا إلى أن أي تغييرات تطرأ على بيانات المستفيدين، يتم مراجعتها وإعادة دراسة الاستحقاق بناءً عليها، مما يعكس التزام البرنامج بمبدأ الشفافية في توزيع الدعم وتحديث قواعد البيانات باستمرار.
وللراغبين في معرفة مقدار الدعم المستحق شهريًا، يتيح البرنامج أداة إلكترونية تحت مسمى "حاسبة الدعم التقديرية"، والتي يمكن الوصول إليها عبر موقع حساب المواطن الرسمي، وتعد هذه الأداة وسيلة فعالة لتقدير المبلغ المتوقع حصول الأسرة عليه، بناءً على عدد أفرادها ودخلها الشهري.
وتشمل خطوات استخدام الحاسبة التقديرية إدخال عدد التابعين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وعدد التابعين ممن تزيد أعمارهم عن هذا الحد، ثم إدخال إجمالي الدخل الشهري للأسرة، وبعد ذلك يقوم النظام بحساب القيمة التقديرية للدعم بناءً على البيانات المدخلة.
وتتيح الحاسبة معرفة حد الإعفاء من التناقص، وحد الدخل المانع، وهي عناصر أساسية في تحديد قيمة الاستحقاق الشهري، إذ تساعد هذه المعايير على تنظيم عملية صرف الدعم وتوجيهه بشكل عادل إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
ويُعد استخدام هذه الحاسبة خطوة مهمة لكل مستفيد يرغب في تتبع حالته أو التحقق من مدى انطباق شروط الاستحقاق عليه، كما أنها تعكس جهود البرنامج في تعزيز الوعي المالي لدى المواطنين وتمكينهم من فهم آليات الدعم الحكومي بشكل مبسط وواضح.
ومن جهة أخرى، شدد البرنامج على أهمية تحديث البيانات بشكل فوري في حال حدوث أي تغيير في دخل الأسرة أو عدد أفرادها، مؤكدًا أن تأخر الإفصاح عن هذه التغييرات قد يؤدي إلى تأثير مباشر على مقدار الدعم المستحق أو إيقافه مؤقتًا لحين اكتمال التحقق.
وقد أكد حساب المواطن أن مراجعة الطلبات تتم بدقة عالية، ويُنظر في العديد من العوامل التي تشمل الحالة الاجتماعية، والدخل الشهري، وعدد التابعين، الأمر الذي يجعل كل دفعة دعم تخضع لمعايير دقيقة قبل صرفها، مما يضمن العدالة في التوزيع.
وفي ظل استمرار البرنامج في استقبال طلبات التسجيل الجديدة، يحرص فريق الدعم الفني على توضيح كافة الخطوات والإجابة عن استفسارات المستفيدين عبر قنواته الرسمية، خاصة مع تزايد التساؤلات حول شروط الاستحقاق، ومواعيد الصرف، وآلية الاعتراض على نتائج الأهلية.
ويُذكر أن برنامج حساب المواطن قد شهد منذ إطلاقه في ديسمبر 2017 تطورًا مستمرًا في آلية عمله، حيث تم إدخال تعديلات متعددة على نظام الدعم بما يتماشى مع التغيرات الاقتصادية والمجتمعية، وكان من أبرزها تعديل معايير الاستحقاق وتوسيع شريحة المستفيدين.
ويعكس استمرار البرنامج لعدة سنوات حجم الأثر الإيجابي الذي أحدثه في دعم الاستقرار المعيشي للأسر السعودية، لا سيما في ظل المتغيرات الاقتصادية التي تشهدها المنطقة والعالم، حيث أصبح البرنامج مصدرًا ثابتًا يعول عليه كثير من الأسر في إدارة ميزانياتها الشهرية.
كما لعبت الحملات التوعوية للبرنامج دورًا في توضيح معايير الاستحقاق ورفع مستوى الشفافية، حيث تم نشر عشرات الإيضاحات والبيانات التوضيحية عبر المنصات الرسمية، مما أسهم في تقليص عدد الشكاوى وتعزيز الثقة في البرنامج لدى المواطنين.
ويتوقع أن يستمر التفاعل الكبير مع الدفعة القادمة، في ظل اعتماد شريحة كبيرة من المستفيدين على هذا الدعم الشهري كعنصر أساسي في تغطية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والسكن والتعليم وغيرها، مما يجعل متابعة موعد الصرف محط اهتمام بالغ شهريًا.
ومع تحديد العاشر من يوليو موعدًا للصرف، ينتظر المواطنون تنفيذ الإيداع في حساباتهم البنكية وفق الآلية المعتادة، حيث تبدأ الجهات المصرفية في عمليات الإيداع خلال الساعات الأولى من صباح يوم الصرف، وتصل الرسائل النصية تباعًا إلى المستفيدين.
وتبقى أهمية البرنامج مستمرة في كونه أداة مرنة قابلة للتحديث، تعكس التزام الدولة بتقديم حلول مالية مباشرة للمواطنين، وهو ما يعزز من دور الحكومة في بناء مجتمع متوازن اقتصاديًا، ويعكس حرصها على تحقيق العدالة الاجتماعية لجميع فئات المجتمع.