ما الذي أشعل حريق منفوحة؟ .. تفاصيل أولية وتحقيقات جارية.

ما الذي أشعل حريق منفوحة؟ .. تفاصيل أولية وتحقيقات جارية

كتب بواسطة: حكيم حميد |

اندلع حريق مفاجئ صباح الجمعة في أحد الأحياء القديمة بمدينة الرياض، حيث شبّت النيران في محلين تجاريين يقعان في حي منفوحة، مما تسبب في حالة من الذعر بين سكان الحي ورواد المنطقة التجارية التي تشهد عادة ازدحامًا في نهاية الأسبوع.

وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" أن فرق الإطفاء باشرت الحادث فور تلقي البلاغ، واستطاعت السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى المحال والمباني المجاورة، رغم سرعة انتشار ألسنة اللهب وكثافة الدخان المتصاعد من موقع الحادث.
إقرأ ايضاً:قرارات ملكية تعيد تشكيل خارطة التنمية في حائل وتزج برجال الأعمال في قلب القرارحساب المواطن يُفاجئ المستفيدين بإعلان نتائج دورة يوليو.. تحقق فوراً من أهليتك واستعد للدعم الجديد!

وأكدت الفرق الميدانية أن الحريق تسبب في تضرر عدد من المركبات التي كانت متوقفة قرب موقع النيران، دون تسجيل إصابات بشرية، في وقت لا تزال فيه التحقيقات جارية لتحديد الأسباب التي أدت إلى نشوب الحريق.

ووثق شهود عيان لحظات اندلاع النيران، مشيرين إلى أنهم سمعوا أصوات فرقعة أعقبتها تصاعد أعمدة دخان سوداء كثيفة، مما دفع العشرات إلى مغادرة المنطقة فورًا خشية امتداد النيران أو انفجار أحد خزانات الوقود في المركبات المتوقفة.

وتعامل رجال الدفاع المدني بحرفية عالية مع الموقف، حيث تم إخلاء المنطقة المحيطة وتأمين مداخل الحي لتسهيل حركة الآليات الثقيلة، في ظل تواجد أمني مكثف للتعامل مع الحادث وضمان سلامة المواطنين والمقيمين في الموقع.

ويعد حي منفوحة من الأحياء التاريخية في العاصمة السعودية، ويتميز بكثافته السكانية وتنوع الأنشطة التجارية فيه، مما يجعل مثل هذه الحوادث عرضة لأن تتفاقم بسرعة، خاصة في الأماكن التي تفتقر إلى اشتراطات السلامة الكاملة.

ولم تعلن حتى الآن تفاصيل دقيقة حول نوعية الأنشطة في المحلين المتضررين، إلا أن مصادر محلية أشارت إلى أن أحدهما يستخدم كمستودع للمواد الكهربائية، بينما الآخر ورشة صغيرة لصيانة الأجهزة المنزلية، مما قد يفسر سرعة انتشار النيران وكثافة الدخان في بدايات الحريق.

وتواصل الجهات المختصة جمع الأدلة من موقع الحادث وتحليل بقايا الحريق للوصول إلى الأسباب الدقيقة، سواء كانت ناتجة عن تماس كهربائي، أو نتيجة خطأ بشري، أو بسبب عوامل خارجية مثل إشعال النار في مكان قريب من دون احتياطات السلامة.

وفي الوقت الذي لم تسجل فيه خسائر بشرية، إلا أن الأضرار المادية تبدو ملموسة، خصوصًا بعد احتراق بعض المركبات التي كانت مركونة بمحاذاة المحلات، وتشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر قد تتجاوز مئات الآلاف من الريالات.

ودعا الدفاع المدني المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة وعدم التهاون في تخزين المواد القابلة للاشتعال داخل المحال أو قرب مواقع التوصيلات الكهربائية، مشددًا على أهمية تركيب أنظمة إنذار مبكر ومطافئ حريق داخل المنشآت التجارية.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحادث، حيث تداولوا صورًا ومقاطع فيديو توثق اللحظات الأولى لاشتعال النيران، معربين عن شكرهم لسرعة تدخل رجال الدفاع المدني، ومطالبين بزيادة الرقابة على المحال التجارية، خاصة تلك الواقعة في الأحياء القديمة.

ويأتي هذا الحريق بعد أيام قليلة من حادث مشابه وقع في أحد أحياء جدة، حيث اندلع حريق في مستودع تجاري أدى إلى خسائر كبيرة، وهو ما يعيد الجدل مجددًا حول فعالية فحوصات السلامة الدورية ومدى التزام أصحاب المنشآت بالشروط الوقائية.

ويذكر أن السعودية تبذل جهودًا كبيرة في تعزيز منظومة الدفاع المدني، من خلال تحديث أسطولها من المعدات، وتكثيف حملات التفتيش، وتنظيم ورش عمل توعوية لتثقيف المواطنين حول سبل التعامل مع الطوارئ والحد من المخاطر.

ويُنتظر أن تصدر المديرية العامة للدفاع المدني تقريرًا مفصلًا خلال الأيام المقبلة يوضح أسباب الحريق وحجم الخسائر بشكل دقيق، كما قد يتم اتخاذ إجراءات قانونية بحق المنشآت المخالفة لأنظمة السلامة العامة في حال ثبوت مسؤوليتها عن الحادث.

وتؤكد هذه الحوادث المتكررة الحاجة إلى مزيد من التشديد على تطبيق لوائح الدفاع المدني، خاصة في الأحياء الشعبية والأسواق المكتظة، حيث تمثل هذه المواقع بؤرًا محتملة للخطر إذا ما غابت الرقابة وتجاهلت المحلات التعليمات النظامية.

وفيما تستمر عمليات التبريد والمعاينة الفنية في موقع الحريق، تتابع الجهات الأمنية جمع إفادات الشهود وأصحاب المركبات المتضررة تمهيدًا لتعويضهم عن الأضرار إن ثبت عدم تورطهم في أسباب الحادث.

وتتزايد الدعوات المجتمعية إلى تعزيز ثقافة السلامة عبر المدارس والمؤسسات والمبادرات الأهلية، مؤكدين أن السلامة مسؤولية مشتركة تبدأ من الفرد وتنتهي بالمؤسسة والدولة.

وبينما يواصل الدفاع المدني جهوده في رصد ومعالجة الحوادث المشابهة، يعيد حادث منفوحة تسليط الضوء على الحاجة الماسة إلى تحديث البنية التحتية للسلامة في الأحياء القديمة وتكثيف الجهود التوعوية لضمان بيئة آمنة للجميع.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار