في تصريح أثار اهتمام المراقبين، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته الخليجية الأخيرة بأنها إحدى أنجح الزيارات التي قام بها أي رئيس على الإطلاق، مشيدًا بالعلاقات المتينة التي تجمع بلاده بكل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في مركز كينيدي الثقافي بالعاصمة الأميركية واشنطن، حيث أكد ترامب أن الجولة أثمرت عن صفقات استثمارية ضخمة تُعدّ الأضخم في تاريخ العلاقات الثنائية بين واشنطن والعواصم الخليجية.
وأوضح ترامب أن الولايات المتحدة وقّعت خلال هذه الجولة على اتفاقيات وصفقات استثمارية بقيمة إجمالية تقدر بنحو 5.1 تريليونات دولار، معتبرًا أن هذه الأرقام غير مسبوقة ولم يتم التوصل إليها من قبل في أي زيارة رسمية، مشيرًا إلى أن بعض الدول الخليجية أبرمت صفقات تتجاوز التريليون دولار في كل حالة على حدة. ولفت إلى أن هذه الإنجازات تُعدّ دليلاً على المكانة الرفيعة التي تحظى بها الولايات المتحدة لدى شركائها الخليجيين، وعلى جدية الإدارة الأميركية في تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة.
وأكد ترامب خلال كلمته أن العلاقات مع السعودية وقطر والإمارات لم تكن أبدًا بهذا الزخم من قبل، واصفًا إياها بالعلاقات الرائعة، كما أشار إلى الحفاوة الكبيرة التي حظي بها خلال زيارته، مؤكدًا أن قادة الدول الثلاث أظهروا تعاونًا ومرونة في الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تم بحثها خلال الاجتماعات الرسمية. وأشاد ترامب بما وصفه بقدرات هذه الدول المالية الهائلة، مضيفًا أن بلاده تمتلك هي الأخرى موارد ضخمة، لكنها بدأت مؤخرًا فقط في استخدامها بالطريقة المثلى.
وشهدت جولة ترامب الخليجية محطات عدة بدأت في المملكة العربية السعودية، ثم قطر، واختُتمت في دولة الإمارات، حيث تم الإعلان عن سلسلة من الصفقات الاقتصادية والاستثمارات المشتركة، كما شهدت الزيارة انفتاحًا دبلوماسيًا تجاه ملفات إقليمية معقدة أبرزها الملف السوري والاتفاق النووي مع إيران، ما يعطي للجولة أبعادًا استراتيجية تتجاوز الاقتصاد إلى أفق أوسع من الشراكة والتأثير المشترك في المنطقة.
ويُنظر إلى هذه الجولة بوصفها جزءًا من تحركات أميركية أوسع تهدف إلى تعزيز حضورها الاقتصادي والسياسي في الخليج، وإعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية بما يخدم المصالح الأميركية في ظل التغيرات المتسارعة إقليميًا ودوليًا، خصوصًا في ظل صعود قوى جديدة على الساحة العالمية ومحاولات إعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط.