أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حملة طبية تطوعية جديدة في مجال جراحة وقسطرة القلب تحت اسم "نبض السعودية" وذلك في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت بجمهورية اليمن الشقيقة، حيث انطلقت فعاليات المشروع الإنساني يوم السادس من يوليو الجاري، ويستمر حتى الثاني عشر من الشهر نفسه بمشاركة كادر طبي متطوع متعدد التخصصات.
ويُشارك في الحملة فريق طبي مكوّن من 14 متطوعًا من أطباء واستشاريين وفنيين وممرضين، جميعهم من ذوي الخبرة العالية في مجال طب وجراحة القلب، حيث تم اختيارهم بعناية ضمن برنامج المركز التطوعي الذي يستهدف تقديم الرعاية التخصصية للفئات المحتاجة في الدول ذات الموارد المحدودة.
إقرأ ايضاً:
تأكيد رسمي من مجلس الضمان الصحي: هذه الخدمة حق مجاني لكل مؤمن خلال 14 يومالسعودية ورؤية 2030.. "ساما" تدعم الابتكار المالي بترخيص جديد لـ"عون الرائدة" في التقنية المالية!ومنذ انطلاقة المشروع تمكن الفريق الطبي التابع للمركز من إجراء 8 عمليات دقيقة في مجال جراحة القلب المفتوح، حيث جرت جميع التدخلات الجراحية بنجاح تام، وشهدت استقرارًا ملحوظًا في الحالة الصحية للمرضى بعد تلقي الرعاية اللازمة خلال مرحلة ما بعد العمليات.
كما أجرى الفريق ذاته 20 عملية قسطرة قلبية باستخدام تقنيات متقدمة ومعدات طبية حديثة تم توفيرها من قبل المركز خصيصًا لهذه المهمة، وقد أكدت النتائج السريرية نجاح جميع العمليات بنسبة مئة بالمئة دون تسجيل أي مضاعفات خطرة على المرضى المستفيدين من الحملة.
ويُعد هذا المشروع امتدادًا لمبادرات المركز في توفير الرعاية الطبية التخصصية للمصابين بأمراض مزمنة وحرجة في المناطق الأكثر حاجة، حيث يُركّز البرنامج بشكل خاص على الأطفال وكبار السن وذوي الدخل المحدود الذين يصعب عليهم الوصول إلى خدمات طبية متقدمة.
وتُجسد الحملة حرص المملكة العربية السعودية على توظيف خبراتها الطبية في خدمة المجتمعات المتضررة، ضمن نهجها الإنساني الذي تقوده القيادة الرشيدة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
وقد لاقت المبادرة استحسانًا واسعًا من أهالي محافظة حضرموت الذين عبّروا عن امتنانهم للجهود السعودية المستمرة في دعم القطاع الصحي اليمني، مشيدين بالدور الإيجابي الذي تلعبه المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة في التخفيف من معاناة الآلاف من المرضى والمحتاجين.
ويعمل المشروع الطبي "نبض السعودية" وفق خطة تنفيذية محكمة تشمل الفحص الأولي للحالات وتحديد الإجراءات المناسبة لها، إلى جانب تقديم استشارات ما قبل وبعد العمليات، فضلًا عن تدريب الكوادر المحلية على آليات العمل الطبي الحديثة لضمان الاستدامة بعد مغادرة الفريق.
ويهدف المشروع إلى تقليل معدلات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب المنتشرة في مناطق عديدة من اليمن، إضافة إلى تقليل الضغط على المنشآت الصحية المحلية التي تواجه تحديات كبيرة في توفير الرعاية المتقدمة للمرضى بسبب ضعف الموارد ونقص الكوادر المتخصصة.
وتندرج هذه المبادرة ضمن إطار البرامج الطبية التطوعية التي يطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة بشكل دوري في مختلف البلدان، وذلك في مجالات متعددة تشمل طب العيون والجراحة العامة وطب الأسنان إلى جانب حملات القلب والقسطرة، والتي تحظى بتمويل مباشر من حكومة المملكة.
ويعكس نجاح العمليات المنفذة في المكلا الكفاءة العالية للفرق الطبية السعودية المشاركة، فضلًا عن التنظيم الدقيق والتنسيق المستمر بين الجهات الطبية اليمنية ومكتب المركز بالميدان، ما أسهم في تسهيل المهام وضمان تقديم خدمة طبية متكاملة للمستفيدين.
وتأتي هذه الجهود ضمن رسالة المركز القائمة على ترسيخ قيم العمل الإنساني النبيل، وتحقيق أوسع تغطية ممكنة للمناطق المتأثرة بالكوارث أو النزاعات، إلى جانب مساعدة الدول الشقيقة والصديقة على تجاوز الأزمات الصحية والإنسانية من خلال مشاريع ميدانية فعالة.
كما يُسهم مشروع "نبض السعودية" في رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الفحص المبكر لأمراض القلب وطرق الوقاية منها، حيث ينفذ الفريق المشارك لقاءات توعوية قصيرة مع المرضى وأسرهم في المستشفى لتعزيز الثقافة الصحية وتقديم إرشادات عملية حول أنماط الحياة الصحية.
ويواصل مركز الملك سلمان للإغاثة تنفيذ برامجه النوعية في مناطق متعددة من العالم بمهنية عالية والتزام صارم بالمعايير الإنسانية الدولية، حيث تجاوز عدد المشاريع التي أشرف عليها المركز 2,400 مشروع منذ إنشائه، شملت أكثر من 90 دولة حول العالم.
ويؤكد تدشين المشروع الجديد في المكلا استمرار السعودية في أداء دورها المحوري في الساحة الإنسانية العالمية، مستندة إلى رؤية وطنية شاملة تسعى لجعل المساعدات الإغاثية والتطوعية أداة للتنمية وتعزيز الاستقرار ودعم الفئات الأكثر احتياجًا دون تمييز.