يتواصل مسلسل التغييرات الإدارية داخل أسوار النادي الأهلي، وسط دهشة جماهيره التي لا تزال تحتفل بإنجاز قاري تاريخي سُطر بأحرف من ذهب، إذ بات كل يوم يحمل خبر رحيل إداري جديد ساهم في صناعة المجد، في مشهد بات مألوفًا عقب التتويج بلقب دوري أبطال آسيا "النخبة" في موسم 2024-2025.
هذا الإنجاز الذي حققه الأهلي لأول مرة في تاريخه، جاء بعد فوزه على كاواساكي فرونتال الياباني في النهائي، ليحمل اللقب الآسيوي الكبير إلى جدة، وسط فرحة عارمة اجتاحت المدرجات الخضراء ومواقع التواصل، قبل أن تبدأ تباعًا مرحلة الانفصال عن بعض ركائز الإدارة.
إقرأ ايضاً:
صفقة مفاجئة تلوح في الأفق ... خروج قريب لأوتافيو وعرض رسمي في الطريق!بعد انتهاء إعارته: الغموض يحيط بمستقبل العقيدي والفتح يبحثبعد التتويج مباشرة، قررت إدارة الأهلي إقالة المدير الرياضي لي كونجيرتون من منصبه، بسبب خلافات متراكمة بينه وبين المدرب ماتياس يايسله، والتي ألقت بظلالها على أجواء الفريق رغم الإنجاز الكبير، ما تسبب في اتخاذ القرار الحاسم برحيله.
وفي خطوة مفاجئة جديدة، أعلن كامل الموسى، مدير الكرة في الفريق الأول، رحيله رسميًا عن النادي، بعد رحلة دامت ثلاث سنوات، كان خلالها شاهدًا وشريكًا في كثير من التحولات والنجاحات، حيث جاء قراره ليفتح صفحة جديدة في مشواره، ويغلق أخرى محفوفة بالتحديات والإنجازات.
الموسى نشر عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" بيان وداع مؤثر، قال فيه: "اليوم وبعد ثلاث سنوات.. أعلن مغادرتي للفريق الأول، عقب رحلة ميدانية مليئة بالتحديات، رسمنا خلالها طريق النجاح؛ بالعمل والالتزام والإيمان، وإثبات أن المستحيل مجرد رأي"، وهو ما لقي تفاعلًا واسعًا من محبي النادي.
وعاد الموسى للحديث بفخر عن الإنجاز الآسيوي التاريخي، مؤكدًا أن تحقيق لقب دوري أبطال آسيا كان أحد أعظم ما تحقق له خلال فترة عمله، معتبرًا أن هذا الإنجاز هو ثمرة جهد جماعي وتعاون صادق بين كل عناصر الفريق، من إدارة وجهاز فني ولاعبين.
وأكد أن تتويج الأهلي بطلاً لقارة آسيا لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية واضحة وعمل يومي مضنٍ وإصرار على تخطي التحديات، معتبراً أن ما تحقق سيبقى خالدًا في ذاكرة كل عاشق للنادي، وسيشكل دافعًا للأجيال القادمة للسير على نفس النهج.
كما وصف كامل الموسى تجربته مع الأهلي بأنها تجربة "ثرية وعظيمة"، موضحًا أنه خرج منها أكثر نضجًا على المستويين المهني والشخصي، وأنه تعلم الكثير خلال سنوات خدمته للنادي الذي يرتبط معه بعلاقة تاريخية منذ كان لاعبًا في صفوفه.
وقال الموسى في نهاية رسالته المؤثرة: "اختم تجربتي مع الأهلي اليوم؛ بقلبٍ ممتن وروحٍ راضية.. اللهم اجعلني مباركًا أينما كُنت"، في إشارة إلى رضاه التام عن الرحلة التي خاضها، واستعداده لمرحلة جديدة في حياته المهنية أو الشخصية.
جماهير الأهلي من جانبها عبّرت عن امتنانها العميق لكامل الموسى، مثمنة ما قدمه للنادي كلاعب سابق وإداري ناجح، مشيرة إلى أنه كان عنصرًا من عناصر الاستقرار خلال الفترات العصيبة التي مر بها الفريق قبل الوصول إلى المجد القاري.
ويأتي رحيل الموسى في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مستقبل الأهلي الإداري والفني، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التغييرات تأتي ضمن خطة تجديد شاملة أم نتيجة تباينات داخلية ستؤثر على استقرار النادي قبل انطلاق الموسم الجديد.
ورغم حالة الغموض التي تحيط بالمشهد الداخلي في الأهلي، إلا أن إدارة النادي تبدو حريصة على ترتيب البيت من الداخل بهدوء، والعمل على سد الفراغات التي يخلفها الراحلون، بما يضمن الحفاظ على المكتسبات وتوسيع رقعة الإنجازات في المستقبل.
وفي انتظار تعيين بديل للموسى، تترقب الجماهير القرار الرسمي بشأن الشخصية التي ستتولى هذا المنصب الحيوي، الذي كان له دور كبير في صقل هوية الفريق وقيادته فنيًا ونفسيًا في أصعب لحظات الموسم الماضي.
ورغم الفجوة التي سيتركها الموسى برحيله، إلا أن إرثه سيبقى حاضراً في ذاكرة النادي، كجزء لا يتجزأ من ملحمة آسيوية خالدة صنعت للأهلي مجدًا لا يُنسى، ومهدت لمرحلة جديدة تأمل الجماهير أن تكون أكثر رسوخًا واستقرارًا.