في مفارقة غريبة تعكس حجم الضغوطات الكبيرة في عالم كرة القدم، يبدو أن مستقبل النجم الجزائري حسام عوار، أحد أبرز صناع الإنجاز التاريخي لنادي الاتحاد، قد بات خارج أسوار "قلعة النمور".
فعلى الرغم من مساهمته الفعالة في تحقيق الفريق لثنائية "دوري روشن" و"كأس خادم الحرمين الشريفين" في موسم استثنائي، إلا أن اللاعب وجد نفسه في مواجهة انتقادات جماهيرية حادة.
إقرأ ايضاً:
لإعادة "تشكيل الفريق".. لماذا استغنى "الخليج" عن 6 من لاعبيه قبل انطلاق الموسم؟بين الالتزام والمخالفة.. شركتا عمرة تواجهان الإيقاف والتحقيقهذه الأجواء المشحونة دفعت باللاعب الجزائري للتفكير جديًا في الرحيل عن النادي، والبحث عن وجهة جديدة تمنحه بيئة أكثر هدوءًا واستقرارًا، وهو ما قد يجده في الملاعب الأوروبية.
ويبدو أن طوق النجاة قد أُلقي بالفعل من الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحديدًا من نادي بورنموث، الذي تحرك بشكل جاد ورسمي لإنقاذ اللاعب من هجوم مدرج الاتحاد.
فقد كشفت شبكة "أفريكا فوت" الإخبارية، أن إدارة نادي بورنموث تقدمت بعرض ملموس إلى نظيرتها في نادي الاتحاد، بهدف شراء عقد حسام عوار خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
هذا التحرك الإنجليزي يمثل الخطوة الأكثر جدية في سباق يضم عدة أندية أوروبية أخرى، أبدت اهتمامها بالحصول على خدمات صانع الألعاب الموهوب هذا الصيف.
ومن بين الأندية المهتمة أيضًا، يبرز اسما ليل وأولمبيك مارسيليا من الدوري الفرنسي، بالإضافة إلى وجود اهتمام من أحد الأندية التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرًا لها.
ولا شك أن فكرة العودة مجددًا إلى القارة الأوروبية، وتحديدًا إلى الدوري الإنجليزي القوي، تثير اهتمام اللاعب الجزائري بشكل كبير، وتعتبر خيارًا جذابًا لمسيرته المهنية.
وتشير التقارير إلى أن المفاوضات تسير حاليًا على قدم وساق بين ممثلي حسام عوار وإدارة نادي بورنموث، للتوصل إلى اتفاق حول البنود الشخصية في العقد المحتمل.
وفي الوقت نفسه، تنتظر إدارة النادي الإنجليزي الرد الرسمي من نادي الاتحاد على العرض المقدم، والذي سيحدد المسار النهائي لهذه الصفقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وتظل هناك احتمالية أخرى مطروحة على الطاولة، وهي إمكانية فسخ العقد وديًا بين اللاعب والنادي السعودي، في حال توصل جميع الأطراف إلى حل مشترك يرضي الجميع.
وكان عوار قد انضم إلى "قلعة النمور" في شهر يوليو من العام الماضي، قادمًا من نادي روما الإيطالي، بعقد يمتد لأربع سنوات، وكان يُنظر إليه كأحد أهم صفقات الفريق.
ورغم مساهماته الفردية القوية، وإحصائياته المميزة في موسمه الأول، إلا أنه لم ينجح في كسب رضا شريحة من الجماهير، مما جعل رحيله الآن يبدو أكثر احتمالاً من أي وقت مضى.
إنها نهاية غريبة لموسم كان ناجحًا بكل المقاييس على المستوى الجماعي، حيث توج الفريق بلقبين غاليين، بمشاركة نجوم كبار مثل الأسطورة الفرنسية كريم بنزيما.
لكن عالم كرة القدم يثبت دائمًا أن الضغوط الجماهيرية قد تكون أقوى أحيانًا من الألقاب والإنجازات، وأن راحة اللاعب النفسية تبقى عاملًا حاسمًا في تحديد مستقبله.
الآن، الكرة في ملعب إدارة نادي الاتحاد، التي يتوجب عليها اتخاذ قرار صعب، بين بيع عقد لاعب مهم لتحقيق استفادة مالية، أو محاولة تهدئة الأجواء وإقناعه بالبقاء.
ويبقى الدوري الإنجليزي هو الوجهة الأقرب للنجم الجزائري، الذي قد يجد في تحدي "البريميرليغ" فرصة مثالية لإعادة إطلاق مسيرته، وإثبات جودته بعيدًا عن الضغوطات الحالية.