أطلقت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، بالشراكة مع الهلال الأحمر الصومالي، مشروعًا إنسانيًا جديدًا يهدف إلى تحسين قطاع المياه والإصحاح البيئي في مخيمات النازحين بجمهورية الصومال، وذلك بتمويل كريم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبإشراف فني ولوجستي مباشر من قبل المنظمة العربية.
ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود الإقليمية الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية والصحية للنازحين، ودعم المجتمعات المتضررة في بيئات الأزمات والصراعات الممتدة.
إقرأ ايضاً:
تنبيه عاجل للمزارعين بشأن خطورة استخدام المبيدات دون اتباع هذه الضوابطبراتب سنوي 20 مليون يورو.. "عرض سعودي ضخم" يغري "هداف الدوري الإيطالي".. والقرار معلقشهد حفل تدشين المشروع حضورًا رسميًا رفيعًا تقدمه الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور عبدالله المهيدلي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصومال أحمد المولد، إلى جانب ممثلين عن مركز الملك سلمان للإغاثة، ورئيس الهلال الأحمر الصومالي معالي يوسف حسن، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين المحليين والجهات الشريكة في التنفيذ الميداني.
وخلال التدشين، أوضح الدكتور عبدالله المهيدلي أن المشروع يشمل إنشاء 750 دورة مياه صحية وآمنة، موزعة على خمس مناطق رئيسية من أكثر المناطق تضررًا في مخيمات النزوح، وهي مقديشو، بيدوا، كيسمايو، جالكعيوا، وبوصاصو.
مشيرًا إلى أن المشروع يُمثل نقلة نوعية في جهود تحسين البيئة الصحية داخل هذه المخيمات، ويُسهم في مكافحة الأوبئة التي ترتبط بتردي مستوى الإصحاح البيئي في المجتمعات المتأثرة بالنزوح الداخلي.
وأضاف أن المبادرة لا تقتصر فقط على توفير بنية تحتية، بل تتضمن أيضًا تنفيذ برامج توعية سلوكية وصحية شاملة، تهدف إلى رفع وعي المجتمعات المستفيدة بضرورة الحفاظ على الصحة العامة، وتعزيز الممارسات الوقائية داخل المخيمات.
كما أكد أن إشراك المجتمع المحلي في تشغيل وصيانة هذه المرافق الصحية سيكون ركيزة أساسية لضمان استدامة المشروع، وتحقيق أثر فعلي طويل الأمد في حياة السكان.
وأعرب الأمين العام عن تقديره العميق لمركز الملك سلمان للإغاثة على دعمه السخي والمتواصل، معتبرًا أن هذا المشروع يترجم القيم الإنسانية المشتركة، ويُجسد الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في تقديم العون للمتضررين في مناطق النزاع، كما ثمّن الجهود الميدانية الكبيرة التي يبذلها الهلال الأحمر الصومالي، رغم الظروف المعقدة التي تواجهها فرق العمل داخل المخيمات.
من جهته، عبّر معالي رئيس الهلال الأحمر الصومالي يوسف حسن عن فخره واعتزازه بهذه الشراكة، موضحًا أن المشروع يخدم آلاف الأسر التي تُعاني من أوضاع إنسانية صعبة في مناطق متعددة من البلاد.
وأكد أن هذه المبادرة جاءت استجابة مباشرة للاحتياجات الصحية العاجلة، وتعكس فاعلية التعاون الإنساني العربي عندما يُبنى على أسس الاستجابة السريعة والتنسيق المشترك.
وأشار إلى أن المشروع يُسهم بشكل كبير في تحسين الواقع المعيشي داخل المخيمات، من خلال الحد من مسببات الأمراض المتعلقة بسوء الصرف الصحي، وتعزيز بيئة صحية آمنة للسكان.
مؤكدًا التزام الهلال الأحمر الصومالي الكامل بضمان استدامة المشروع عبر تفعيل دور المجتمعات المحلية، وتمكينها من تشغيل وصيانة هذه المرافق الحيوية بطريقة منظمة وفعالة.