في خطوة قد تُنهي الكثير من التكهنات، حسمت إدارة نادي الهلال السعودي مستقبل اللاعب الدولي الشاب مصعب الجوير، بعد أن عاد إلى صفوف الفريق الأزرق عقب نهاية إعارته لنادي الشباب، وسط جدل واسع حول مصيره الفني في الموسم الكروي الجديد، بالتزامن مع بداية فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
وقد وجد الجوير، الذي تألق في مراحل سابقة مع الفئات السنية للمنتخب السعودي، نفسه محط أنظار عدد من الأندية المحلية، بعد أن برز اسمه ضمن قائمة اللاعبين المتوقع أن يحدثوا فارقًا في سوق الانتقالات هذا الصيف، خصوصًا بعد أدائه الملفت في مناسبات متعددة مع الهلال والشباب.
إقرأ ايضاً:
خطوة "استراتيجية" في "لندن".. كيف نجح "بنك الرياض" في جذب "رؤوس أموال عالمية"؟من المرجان إلى المبرز.. تعرف على الأحياء السعودية المشمولة في مشروع التسجيل العيني!وكان اللاعب قد شارك مؤخرًا مع الهلال في بطولة كأس العالم للأندية، التي احتضنتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نال فرصة الظهور في مباريات الفريق الأزرق على مستوى عالمي، في وقت تترقب فيه الجماهير مستقبله تحت قيادة الجهاز الفني الجديد.
وعلى الرغم من رغبة الهلال في المحافظة على نجومه المحليين، فإن المؤشرات الأخيرة تشير إلى نية الإدارة الاستماع للعروض المقدمة بشأن الجوير، في ظل وجود اهتمام من عدة أندية سعودية، على رأسها نادي الشباب الذي يسعى لاستعادته بشكل دائم، إلى جانب القادسية ونيوم الصاعد حديثًا لدوري المحترفين.
وتُشير المصادر إلى أن قرار الهلال يأتي في إطار إعادة هيكلة فنية شاملة، يقودها المدرب الجديد سيموني إنزاجي، الذي تولى مهمة تدريب الفريق مؤخرًا، بعد تجربة ناجحة في الملاعب الأوروبية مع نادي إنتر ميلان الإيطالي، حيث صنع له اسمًا مرموقًا في عالم التدريب.
وبينما كان جمهور الهلال يترقب تجديد عقد الجوير، الذي كان يُنظر إليه كأحد أعمدة الجيل الشاب القادر على تمثيل الفريق مستقبلًا، فقد جاءت المستجدات لتقلب التوقعات، وتضع اللاعب أمام مفترق طرق، سيحدد مسار مسيرته في السنوات المقبلة.
وكانت فترة إعارة الجوير إلى الشباب بمثابة محطة مهمة في مسيرته، حيث حصل على عدد أكبر من الدقائق داخل المستطيل الأخضر، وظهر بمستوى جيد في مركزه كلاعب وسط ميدان، مما لفت انتباه الأندية الباحثة عن صفقات محلية مميزة.
وفي ظل فشل الهلال في مواصلة مشواره في كأس العالم للأندية، عقب خسارته في ربع النهائي أمام فلومينينسي البرازيلي بهدفين مقابل هدف، بدأت إدارة النادي مراجعة ملفات اللاعبين، سواء من حيث الأداء أو مدى توافقهم مع أسلوب المدرب الجديد.
ويميل سيموني إنزاجي إلى الاعتماد على عناصر ذات جاهزية تكتيكية عالية، وهو ما قد يفسر رغبته في حسم بعض الأسماء سريعًا، سواء بالتجديد أو بالبيع، خصوصًا أن الجوير لم يحظَ بمشاركة كبيرة خلال التحضيرات الأخيرة للفريق.
ويُتوقع أن يتلقى الهلال خلال الأيام المقبلة عروضًا رسمية من الأندية المهتمة بخدمات الجوير، الذي لا يزال في مقتبل عمره الكروي، ويملك الإمكانيات الفنية التي تؤهله للعب أدوار مؤثرة في أي فريق ينضم إليه، إذا ما حصل على ثقة الجهاز الفني.
ومن جهة أخرى، تواصل إدارة الهلال تدعيم صفوف الفريق بعدد من الأسماء العالمية، بالتوازي مع عملية تصفية شاملة لبعض اللاعبين المحليين الذين لم يجدوا مكانًا في خطة الموسم المقبل، وذلك بهدف توفير توازن فني ومالي استعدادًا لخوض المنافسات المحلية والقارية.
وتأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه الأندية السعودية طفرة على مستوى الاستقطابات، خاصة بعد فتح الباب أمام الاستثمار الرياضي، وارتفاع القدرة الشرائية للأندية، وهو ما وضع ضغوطًا كبيرة على الأجهزة الفنية لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن اللاعبين.
وقد يشكل انتقال الجوير إلى نادٍ آخر فرصة لاستعادة ثقة اللاعب بنفسه، وتقديم مستويات أكبر من تلك التي ظهر بها مع الهلال، لا سيما إذا توفرت له بيئة مستقرة، وجهاز فني يمنحه المساحة الكافية للتطور واللعب المنتظم.
وتبقى الأيام القليلة المقبلة حاسمة في تحديد الوجهة النهائية للجوير، الذي بات مطلبًا لدى أكثر من نادٍ داخل المملكة، في ظل سعيهم لتعزيز صفوفهم بلاعبين من أصحاب الخبرة الدولية في الفئات السنية، وبقدرة على صناعة الفارق في وسط الملعب.
وفي الوقت الذي قد يرى البعض أن الهلال يخسر موهبة محلية واعدة، فإن إدارة النادي ترى في القرار خطوة ضرورية في سبيل بناء فريق أكثر انسجامًا مع فلسفة المدرب الجديد، الذي جاء بطموحات كبيرة لإعادة الفريق إلى منصات البطولات القارية.
ورغم الضجة الإعلامية المصاحبة للقرار، فإن الجوير التزم الصمت حتى الآن، مفضلًا التركيز على التدريبات والتحضيرات البدنية، بانتظار حسم مستقبله رسميًا، سواء بالاستمرار مع الهلال أو الانضمام إلى فريق يمنحه دورًا أكبر داخل الملعب.
