الأمن البيئي السعودي

بـ"40 متناً من الإبل".. "الأمن البيئي" يطيح بمواطن ارتكب هذه "المخالفة الصريحة" في محمية ملكية

كتب بواسطة: حكيم حميد |

في تأكيد جديد على الحزم في تطبيق الأنظمة البيئية، أعلنت القوات الخاصة للأمن البيئي عن ضبطها لمواطن خالف التعليمات الصريحة المتعلقة بحماية المحميات الطبيعية في المملكة.

جاءت هذه الحادثة في محمية الملك عبدالعزيز الملكية، التي تعد واحدة من أهم الكنوز الطبيعية في المنطقة، وتخضع لبرامج حماية مكثفة للحفاظ على توازنها البيئي الدقيق.

إقرأ ايضاً:

صدمة إنتر ميامي.. تقارير فرنسية تكشف عن مفاوضات الأهلي السعودي لضم افضل لاعب في العالم!تأكيد رسمي من مجلس الضمان الصحي: هذه الخدمة حق مجاني لكل مؤمن خلال 14 يوم

وتمثلت مخالفة المواطن في قيامه بعملية الرعي لقطيع من الإبل داخل حدود المحمية، في مواقع محظورة تمامًا على مثل هذه الأنشطة التي تضر بالغطاء النباتي والحياة الفطرية.

وقد بلغ عدد الإبل التي تم ضبطها في هذه الواقعة أربعين متنًا، وهو رقم يعكس حجم الضرر المحتمل الذي كان من الممكن أن يلحق بالبيئة الهشة في تلك المنطقة المحمية.

إن حظر الرعي في هذه المواقع لا يأتي من فراغ، بل يستند إلى دراسات بيئية معمقة، توضح أن الرعي الجائر يقضي على النباتات النادرة، ويسهم في تفاقم ظاهرة التصحر.

كما أن هذا النشاط يؤثر بشكل مباشر على مواطن الكائنات الفطرية التي تعتمد على هذا الغطاء النباتي في غذائها ومأواها، مما يهدد التنوع البيولوجي الذي تسعى المملكة للحفاظ عليه.

وفور رصد المخالفة، تحركت فرق القوات الخاصة للأمن البيئي، التي تقوم بدوريات مستمرة على مدار الساعة، لضبط المواطن وتطبيق الإجراءات النظامية اللازمة بحقه.

وأوضحت القوات أنه تم التعامل مع الحالة وفق ما ينص عليه نظام البيئة، الذي يضع عقوبات واضحة وصريحة لكل من يتعدى على الموارد الطبيعية والمناطق المحمية.

وتشمل العقوبة في مثل هذه الحالات فرض غرامة مالية تبلغ قيمتها خمسمئة ريال سعودي عن كل متن من الإبل، مما يعني أن إجمالي الغرامة في هذه الواقعة يصل إلى عشرين ألف ريال.

هذه الغرامة لا تهدف إلى العقاب المالي فقط، بل تعمل كرادع قوي لكل من تسول له نفسه استغلال الموارد الطبيعية بشكل غير قانوني، وتؤكد على جدية الدولة في حماية بيئتها.

وتعكس هذه الإجراءات الصارمة التزام المملكة بتحقيق مستهدفات رؤيتها لعام 2030، والتي تضع الاستدامة البيئية وحماية التراث الطبيعي ضمن أولوياتها القصوى.

وفي هذا السياق، جددت القوات الخاصة للأمن البيئي دعوتها لجميع المواطنين والمقيمين، ليكونوا شركاء فاعلين في جهود حماية البيئة، والإبلاغ الفوري عن أي تجاوزات.

وأشارت إلى أن الإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداءً على البيئة أو الحياة الفطرية، يتم عبر الاتصال بالرقم (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية.

بينما يمكن للمواطنين في بقية مناطق المملكة استخدام الرقمين (999) و(996) لتقديم بلاغاتهم، التي ستساهم بشكل كبير في سرعة ضبط المخالفين ووقف التعديات.

وتعهدت القوات بالتعامل مع جميع البلاغات بسرية تامة، مؤكدة أنه لن تترتب أي مسؤولية على الشخص المُبلِّغ، مما يشجع الجميع على المشاركة دون أي تردد أو خوف.

إن حماية المحميات الطبيعية ليست مسؤولية الجهات الأمنية وحدها، بل هي واجب وطني يقع على عاتق كل فرد يعيش على هذه الأرض، لضمان استدامتها للأجيال القادمة.

وتؤكد هذه الواقعة أن عين الرقابة البيئية ساهرة، وأن القانون سيطبق بحزم على كل من يتجاوز الأنظمة، في سبيل الحفاظ على الثروات الطبيعية التي لا تقدر بثمن.