طقس السعودية

سجلت 45 درجة مئوية.. "الأرصاد" يعلن عن "المدينة الأعلى حرارة" في السعودية لهذا اليوم

كتب بواسطة: محمد اسعد |

في لوحة مناخية متناقضة ترسم ملامح الطبيعة الجغرافية للمملكة العربية السعودية، كشف المركز الوطني للأرصاد عن تفاصيل درجات الحرارة المسجلة اليوم، الثلاثاء التاسع من يوليو.

وقد أظهرت النشرة اليومية للمركز تباينًا هائلاً في الأجواء بين مختلف مناطق المملكة، لتؤكد من جديد على التنوع الفريد الذي تتمتع به الأراضي السعودية الشاسعة.

إقرأ ايضاً:

3 أورام "نادرة ومعقدة" في مكان واحد.. كيف نجح أطباء جازان في "أصعب" جراحة من نوعها؟بسبب "غياب رقابة الآباء".. خبير تقني يحذر: أطفالنا "بلا حماية" في الفضاء الرقمي

ففي الوقت الذي كانت فيه بعض المناطق تسجل درجات حرارة صيفية شديدة الارتفاع، كانت مناطق أخرى تنعم بأجواء معتدلة ومائلة للبرودة، في مشهد قلما يتكرر في بلدان أخرى.

وعلى رأس قائمة المدن الأكثر حرارة، تربعت مدينة الدمام في المنطقة الشرقية، حيث وصلت درجة الحرارة العظمى فيها إلى خمس وأربعين درجة مئوية، مسجلة بذلك أعلى درجة في المملكة.

هذه الحرارة المرتفعة، التي تترافق عادة مع رطوبة الساحل الشرقي، تخلق أجواء شديدة الوطأة، تتطلب من السكان اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لتجنب مخاطر الإجهاد الحراري.

وفي المرتبة الثانية، تقاسمت المدينتان المقدستان، مكة المكرمة والمدينة المنورة، درجة حرارة بلغت أربعًا وأربعين درجة مئوية، في طقس حار يتزامن مع توافد الزوار والمعتمرين.

كما سجلت العاصمة الرياض درجة حرارة مرتفعة بلغت اثنتين وأربعين درجة، تلتها مدن بريدة وعرعر بواقع إحدى وأربعين درجة، ثم سكاكا وجدة بأربعين درجة مئوية.

وفي المقابل، وعلى الطرف الآخر من المقياس، كانت المرتفعات الجنوبية الغربية تقدم صورة مختلفة تمامًا، حيث شكلت ملاذًا من قيظ الصيف الحارق.

فقد سجلت مدينة الباحة أدنى درجة حرارة في المملكة لهذا اليوم، بواقع تسع عشرة درجة مئوية فقط، في أجواء صيفية باردة ومنعشة، تجعل منها وجهة سياحية مثالية.

وإلى جوارها، سجلت مدينة أبها، عروس الجنوب، درجة حرارة معتدلة بلغت ثلاثين درجة مئوية، مع درجة صغرى وصلت إلى عشرين درجة، مما يؤكد على طقسها اللطيف.

هذا التباين الكبير بين الخمس والأربعين درجة في الدمام، والتسع عشرة درجة في الباحة، يعكس بوضوح الفروقات الجغرافية الشاسعة بين السهول الساحلية والمرتفعات الجبلية.

فبينما ترزح المناطق الصحراوية والساحلية تحت وطأة الحر الشديد، تقدم المصايف الجنوبية الغربية متنفسًا باردًا، وأجواء طبيعية خلابة تجذب الزوار من كل مكان.

ولم يقتصر التباين على درجات الحرارة العظمى فقط، بل شمل أيضًا درجات الحرارة الصغرى، التي أظهرت فروقات ملحوظة بين ليل المدن السعودية ونهارها.

ففي حين سجلت جدة درجة صغرى بلغت تسعًا وعشرين درجة، والمدينة المنورة ثلاثين، انخفضت في الرياض إلى سبع وعشرين، وفي الباحة إلى تسع عشرة درجة.

ويؤكد المركز الوطني للأرصاد على أهمية متابعة نشراته اليومية، لمعرفة تفاصيل الطقس، وأخذ الحيطة والحذر، خاصة في المناطق التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة.

إن هذه الأرقام لا تمثل مجرد إحصائية، بل هي قصة تروي طبيعة المملكة المتنوعة، وتبرز كيف يمكن أن تجتمع الفصول الأربعة في يوم واحد على أرض واحدة.

وتظل هذه الخارطة الحرارية المتناقضة سمة فريدة للمملكة العربية السعودية، وشاهدًا حيًا على اتساع رقعتها الجغرافية، وتنوع تضاريسها ومناخها بشكل لافت.