حماية الأطفال أونلاين

بسبب "غياب رقابة الآباء".. خبير تقني يحذر: أطفالنا "بلا حماية" في الفضاء الرقمي

كتب بواسطة: تميم بدر |

في تحذير شديد اللهجة، دق المختص التقني البارز فيصل السيف ناقوس الخطر، بشأن الفضاء الرقمي المفتوح الذي بات يشكل تهديدًا متناميًا لأمان وسلامة الأطفال في عالمنا المعاصر.

وأكد السيف أن غياب الرقابة الأبوية الفعالة والمستمرة، يترك الأطفال فريسة سهلة لكم هائل من المخاطر، ويجعلهم عرضة لمحتوى غير منضبط قد يترك آثارًا سلبية عميقة.

إقرأ ايضاً:

تسريبات مثيرة .... كشف حقيقة مفاوضات النصر مع رودريجو وموقف ريال مدريد!مطالبة "صريحة" من مجلس الشورى.. "هيئة السوق المالية" أمام "مهمة جديدة" قد تغير كل شيء

لقد أصبح الفضاء الإلكتروني جزءًا لا يتجزأ من حياة أطفالنا، لكن هذا الواقع يفرض تحديات جديدة تتطلب وعيًا وحكمة من أولياء الأمور للتعامل معها بالشكل الصحيح.

وأشار السيف إلى أن العديد من المنصات الرقمية، التي تبدو بريئة في ظاهرها، باتت تغزو يوميات الأطفال بمحتوى لا يخضع لأي نوع من الضوابط الأخلاقية أو التربوية.

هذا المحتوى قد يتعارض بشكل مباشر مع القيم الدينية والاجتماعية التي تسعى الأسر لغرسها في نفوس أبنائها، مما يخلق حالة من التشتت والارتباك لدى الصغار.

والأمر لا يقتصر على المحتوى المرئي فقط، بل يمتد ليشمل الخطر الأكبر، وهو احتمالية وقوع الأطفال في محادثات صوتية أو نصية أو مرئية مع أطراف مجهولة الهوية.

هذه المحادثات قد تكون بوابة لأشكال متعددة من الاستغلال أو التنمر أو الابتزاز، حيث يستغل المتربصون براءة الأطفال وقلة خبرتهم للإيقاع بهم في فخاخ خطيرة.

وأوضح المختص التقني أن دائرة الخطر تتجاوز تطبيقات التواصل الاجتماعي المعروفة، لتشمل منصات أخرى قد تبدو آمنة، مثل بعض المنصات التعليمية أو الترفيهية.

فالكثير من هذه المنصات يحتوي على نوافذ للدردشة غير المراقبة، أو إعلانات غير مناسبة، أو روابط خارجية قد تقود الطفل إلى عوالم مظلمة وغير لائقة لسنه.

لذلك، فإن المسؤولية الملقاة على عاتق الآباء لم تعد تقتصر على مراقبة تطبيقات محددة، بل تستدعي فهمًا شاملاً لكل بيئة رقمية يدخل إليها أطفالهم مهما كانت طبيعتها.

إن حماية الأبناء في هذا العصر لا تعني المنع الكامل، الذي قد يأتي بنتائج عكسية، بل تعني المشاركة الفعالة، والحوار المفتوح، وبناء جدار من الثقة مع الطفل.

يجب على الآباء أن يتحدثوا مع أطفالهم بوضوح وصراحة عن مخاطر الإنترنت، وتوعيتهم بكيفية التعامل مع الغرباء، وتشجيعهم على إبلاغهم فورًا عند مواجهة أي موقف مقلق.

كما أن استخدام أدوات الرقابة الأبوية التي تتيحها أنظمة التشغيل والتطبيقات، أصبح ضرورة ملحة، فهي تساعد على فلترة المحتوى وتحديد أوقات استخدام الأجهزة.

إن بناء الوعي الرقمي لدى الأسرة بأكملها، آباءً وأبناءً، هو خط الدفاع الأول والأكثر أهمية، فالأب الواعي قادر على توجيه ابنه وحمايته بشكل أفضل.

ولا يمكن إغفال دور المؤسسات التعليمية والمجتمعية في تعزيز هذا الوعي، من خلال تنظيم ورش عمل ومحاضرات، تسلط الضوء على كيفية الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت.

فالمسؤولية مشتركة، والهدف واحد، وهو ضمان أن يكون الفضاء الرقمي بيئة إثراء ومعرفة لأطفالنا، لا مصدرًا للخطر أو القلق أو الانحراف السلوكي.

إن تحذيرات فيصل السيف تأتي في وقت حاسم، لتذكرنا بأن ترك أطفالنا دون حماية في هذا العالم المفتوح، هو تخلٍ عن أحد أهم واجباتنا التربوية.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار