بقاع خضراء

"بقاع خضراء" تزرع الوعي في مكة "أمانة العاصمة" تُطلق ثورة الفرز الذكي!

كتب بواسطة: حكيم حميد |

نفّذت أمانة العاصمة المقدسة مبادرة نوعية تحت عنوان "بقاع خضراء" في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وذلك ضمن جهودها المتواصلة لتعزيز مفاهيم الاستدامة البيئية خلال موسم الحج، وتقديم خدمات متكاملة لضيوف الرحمن ترتقي إلى مستوى التطلعات.

وتهدف هذه المبادرة إلى رفع الوعي البيئي لدى الحجاج، من خلال توجيههم إلى أهمية فرز النفايات والتخلص منها في المواقع المخصصة، بما يسهم في تحسين كفاءة إدارة النفايات وتقليل الأثر البيئي في المواقع المقدسة التي تشهد كثافة بشرية كبيرة خلال موسم الحج.
إقرأ ايضاً:تحطم طائرة هندية في أحمد آباد بعد دقائق من إقلاعها نحو لندنضحايا السرطان يعادلون قتلى الحرب: معاناة مزدوجة في اليمن المنكوب

وقد تم تنفيذ المبادرة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، وتحديدًا من خلال قطاع البحث العلمي، في خطوة تعكس مدى التكامل بين القطاع البلدي والمؤسسات الأكاديمية، واستثمار الخبرات العلمية والتطبيقية في دعم جهود الميدان.

وجاءت هذه الشراكة كجزء من توجه أمانة العاصمة إلى فتح قنوات تعاون موسعة مع الجامعات ومراكز البحث لتطوير حلول ذكية ومستدامة في مجالات الصحة العامة، وإدارة النفايات، والوعي البيئي، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 في التحول نحو بيئة نظيفة وآمنة.

شارك في تنفيذ المبادرة فرق متخصصة من منسوبي الأمانة، إضافة إلى متطوعين من جامعة الملك عبدالعزيز، حيث قاموا بحملات توعية ميدانية استهدفت الحجاج في أماكن تواجدهم، خاصة في المشاعر المقدسة كمنى وعرفات ومزدلفة.

وركزت الرسائل التوعوية على أهمية فصل النفايات العضوية عن غير العضوية، والتزام الحجاج باستخدام الحاويات المخصصة لكل نوع، وذلك بهدف تسهيل عمليات الجمع والمعالجة وإعادة التدوير، وتقليل الضغط البيئي الناتج عن الكميات الكبيرة من النفايات التي يتم إنتاجها خلال الموسم.

كما وفرت المبادرة مواد إرشادية مطبوعة ومرئية بعدة لغات، لضمان وصول الرسائل البيئية إلى مختلف الجنسيات والثقافات، مع استخدام تقنيات عرض تفاعلية تسهل على الحجاج فهم أهمية الفرز ودوره في الحفاظ على نظافة الأماكن المقدسة، وتم وضع حاويات ذكية موزعة على مواقع مختارة، إلى جانب لوحات توعوية تحمل رموزًا ورسائل بسيطة تعزز ثقافة الحفاظ على البيئة.

وأكدت أمانة العاصمة المقدسة أن مبادرة "بقاع خضراء" تأتي ضمن حملة "وطهّر بيتي"، التي أطلقتها الأمانة بهدف ترسيخ مفاهيم النظافة، والصحة العامة، والوعي البيئي، وتعزيز الدور المجتمعي في خدمة ضيوف الرحمن، بما يعكس الصورة الحضارية لمكة المكرمة وقدسية مناسك الحج.

كما تهدف الحملة إلى بناء علاقة تشاركية مع المجتمع، من خلال إشراك مختلف الشرائح، من طلاب جامعيين، ومتطوعين، وسكان محليين، في دعم جهود الأمانة خلال الموسم.

ويُتوقع أن تسهم المبادرة في تقليل حجم النفايات غير المفروزة بنسبة ملحوظة، كما ستوفر بيانات ميدانية مهمة يمكن الاستفادة منها مستقبلاً في تطوير خطط إدارة النفايات الموسمية، إلى جانب تعزيز التجربة البيئية العامة لضيوف الرحمن.

وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية شاملة تعمل عليها أمانة العاصمة، تهدف إلى تحويل مكة المكرمة إلى نموذج عالمي في مجال إدارة النفايات والبيئة خلال مواسم الذروة.