القبض على مخالفَين بمكة

القبض على مخالفَين بمكة احتالا على الحجاج ببطاقات مزورة

كتب بواسطة: محمد صالح |

في ضربة أمنية جديدة تؤكد يقظة الجهات المعنية بملاحقة المخالفين والحد من التجاوزات خلال موسم الحج، تمكنت دوريات الأمن في العاصمة المقدسة من القبض على مقيمين من الجنسية الإندونيسية تورطا في عمليات نصب واحتيال ممنهجة، المتهمان عمدا إلى الترويج لحملات حج وهمية عبر إعلانات مضللة، استهدفت الراغبين في أداء مناسك الحج، مستغلين عاطفة التدين والحاجة الروحية لدى الكثير من المقيمين والزائرين، وقد شكّلت هذه الحملات وسيلة لاصطياد ضحاياهم، من خلال إيهامهم بإمكانية أداء الحج بطرق غير نظامية.

التحقيقات الأولية كشفت عن قيام المتورطَين بتزوير بطاقات "نسك حاج"، وهي الوثائق المعتمدة التي تصدرها الجهات المختصة لتنظيم دخول الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وقد استخدم المتهمان هذه البطاقات المزورة لإقناع ضحاياهم بأن حملاتهم معتمدة وتخضع لإشراف رسمي، ويُعد تزوير مثل هذه الوثائق جريمة خطيرة تمس بقدسية شعيرة الحج، وتشكّل تهديدًا أمنيًا وتنظيميًا لجهود المملكة في إدارة هذه الفريضة على أعلى درجات الانضباط والدقة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اتسعت رقعة المخالفات لتشمل إيواء عدد كبير من الوافدين المخالفين داخل مبنى في مدينة مكة المكرمة، وأكدت الجهات الأمنية أن المتهمين قاما بإيواء 23 وافدًا من حاملي تأشيرات الزيارة بمختلف أنواعها، في انتهاك صريح لأنظمة وتعليمات الحج، التي تشدد على عدم استخدام تأشيرات الزيارة لأداء المناسك، لما يشكله ذلك من فوضى تنظيمية ومخاطر صحية وأمنية محتملة.

ويُعد إيواء المخالفين أحد أبرز أشكال التستر والمساعدة على التحايل على الأنظمة، وهو ما تحذر منه السلطات السعودية بشدة، في إطار سعيها لضمان تنظيم موسم حج آمن ومنظم، وقد أدى هذا السلوك إلى سلسلة من الإجراءات القانونية التي باشرتها الجهات المختصة فور ضبط الواقعة، حيث تم إيقاف المتهمين على الفور، واتُّخذت بحقهما كافة الإجراءات النظامية، تمهيدًا لإحالتهما إلى النيابة العامة لاستكمال مجريات التحقيق.

وأشارت مصادر أمنية إلى أن عملية الضبط جاءت ضمن جهود استباقية مكثفة تنفذها الأجهزة الأمنية في العاصمة المقدسة، بالتعاون مع الجهات المختصة، لرصد أي أنشطة مشبوهة تهدف إلى استغلال موسم الحج، سواء في صور النصب والاحتيال أو المخالفات التنظيمية، وتأتي هذه الحادثة لتؤكد أهمية وفاعلية هذه الجهود في التصدي لأي ممارسات تمس بسلامة الحجاج أو تعيق التنظيم العام للموسم.

الجهات المختصة أكدت كذلك إحالة الأشخاص الذين تم إيواؤهم إلى الجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم من العقوبات بحقهم، بحسب الأنظمة المعمول بها في المملكة، ويشمل ذلك ترحيلهم ومنعهم من الدخول مجددًا، إضافة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يثبت تورطه في تسهيل أو تنظيم مثل هذه المخالفات، في رسالة واضحة مفادها أن النظام سيطال الجميع دون استثناء.

وتحرص المملكة، عبر كافة مؤسساتها الأمنية والتنظيمية، على فرض أعلى درجات الانضباط خلال موسم الحج، باعتباره حدثًا عالميًا تشارك فيه جموع غفيرة من مختلف دول العالم، ولهذا تبذل جهودًا ضخمة لضمان عدم التلاعب بهذا الحدث أو استغلاله لتحقيق مكاسب غير مشروعة، وتدعو وزارة الداخلية جميع المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الالتزام بالأنظمة والتعليمات، والإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مريبة تتعلق بتنظيم الحملات أو تسهيل أداء الحج بطرق مخالفة.

كما شددت السلطات على أن كل من يخالف التعليمات الصادرة بشأن تنظيم الحج، سواء بالتزوير أو الإيواء أو النصب، سيواجه العقوبات النظامية بكل حزم، وتعد هذه الواقعة نموذجًا حقيقيًا على جدية التعامل مع هذا النوع من الجرائم، بما يحقق الردع، ويحافظ على هيبة الشعيرة، ويصون النظام العام.