يعاني سكان حي المطار في مدينة جازان من أزمة متفاقمة منذ أكثر من عامين بسبب طفح مياه المجاري الذي بات يحاصر منازلهم ويقيد حركتهم اليومية وسط تجاهل واضح من الجهات المعنية وعلى رأسها شركة المياه الوطنية وأمانة منطقة جازان مما دفعهم إلى التوجه بشكوى رسمية لإمارة المنطقة أملاً في وضع حد لهذه الكارثة المستمرة.
يقول يحيى طبيقي أحد سكان الحي إن الوضع تجاوز حدود المعقول حيث أصبحت المجاري الطافحة تشكل خطراً بيئياً وصحياً كبيراً خاصة في مواسم الأمطار التي تضاعف من حجم المعاناة وتزيد من فرص تسرب المياه الملوثة إلى داخل المنازل مبدياً خشيته من وقوع كارثة تمس صحة الأطفال والسكان.
إقرأ ايضاً:
اشتراطات صحية جديدة.. السعودية تحظر استخدام البيض الطازج في تحضير المايونيز لحماية المستهلكمدينة جازان الصناعية تعلن.. التسجيل مفتوح الآن في ورش مهنية معتمدة داخل أكاديمية جازانويضيف أن الروائح الكريهة باتت لا تطاق وأن أسرته لم تعد قادرة على فتح النوافذ أو الاستمتاع ببيئة آمنة داخل المنزل مؤكداً أن الحي لم يشهد أي تحرك ملموس من الجهات المختصة رغم البلاغات المتكررة التي تقدم بها عدد كبير من السكان على مدار الأشهر الماضية.
ومن جهته يوضح يحيى خردلي أن الضرر لم يقتصر فقط على الانزعاج اليومي بل تطور إلى انتشار واضح للحشرات داخل المنازل نتيجة تراكم مياه الصرف الصحي بشكل مكشوف مطالباً الجهات المعنية بالتحرك الفوري لوقف هذا التدهور قبل فوات الأوان.
وأشار إلى أنه تقدم بعدة بلاغات رسمية لشركة المياه الوطنية التي اكتفت بالرد الآلي المعتاد والذي جاء فيه أن بلاغ الطفح قد تمت معالجته بينما الواقع يؤكد أن شيئاً لم يتغير وأن المشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم دون تدخل فعلي يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي.
ويؤكد محمد زيلعي أحد سكان الحي أن حلم امتلاك منزل العمر تحوّل إلى كابوس لا ينتهي بعد أن أصبح الوضع البيئي كارثياً وأنه يشعر بالندم العميق لاختياره هذا الحي الذي يفتقد لأبسط مقومات الحياة والخدمات الأساسية التي يُفترض أن تكون متاحة في أي تجمع سكني.
وأضاف أن غياب الرقابة من أمانة جازان ومن شركة المياه الوطنية ساهم في تفاقم الأزمة حيث تحوّلت شوارع الحي إلى مصائد للمياه الملوثة التي تنتشر في كل اتجاه دون أن يكون هناك خطة صيانة أو شبكة صرف فعالة تحمي السكان من هذا الخطر المزمن.
وأشار إلى أن سكان الحي فقدوا الثقة في الوعود المتكررة من قبل الجهات المعنية التي لم تنفذ أي إجراء حقيقي لمعالجة الطفح المتكرر معبراً عن استغرابه من استمرار الإهمال في حي مكتظ بالسكان ويقع ضمن النطاق الحضري لمدينة جازان.
ويؤكد عدد من الأهالي أن الشكوى التي تم تقديمها لإمارة المنطقة جاءت كخطوة أخيرة بعد أن أوصدت كل الأبواب الأخرى في وجوههم حيث يأملون أن يكون هناك تدخل مباشر يفضي إلى محاسبة المقصرين وتكليف الجهات المختصة بحل جذري وعاجل للأزمة.
وأوضح السكان أنهم يعانون يومياً من صعوبة الحركة والتنقل داخل الحي بسبب انتشار المياه الملوثة التي تغمر الأرصفة والمداخل الرئيسية للمنازل مما يجعل التنقل تحدياً حقيقياً خاصة للأطفال وكبار السن والنساء.
ويخشى السكان من تفشي أمراض معدية قد تنجم عن هذا الوضع البيئي المتدهور في ظل غياب أي جهود توعوية أو حملات تطهير أو متابعة صحية من قبل الجهات المعنية التي يبدو أنها تنأى بنفسها عن تحمل مسؤولياتها في الحي.
ويؤكد بعض السكان أن الوضع لم يعد يحتمل أي تأخير إضافي وأن الحلول الجزئية أو الترقيعية التي يتم الحديث عنها بين الحين والآخر لم تعد مجدية مطالبين بإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي بالكامل بما يضمن عدم تكرار الكارثة مستقبلاً.
ويقول الأهالي إنهم باتوا يشعرون بأنهم في عزلة تامة عن التطور الذي تشهده باقي أحياء المدينة مشيرين إلى أن حي المطار لا يعاني فقط من أزمة المجاري بل من انعدام العديد من الخدمات الأساسية كالإضاءة والطرق المعبدة والمساحات الخضراء.
ويرى سكان الحي أن ما يجري لا يعكس فقط خللاً فنياً في شبكة الصرف بل يكشف عن غياب التنسيق بين الجهات الخدمية في المنطقة مطالبين بإيجاد لجنة طوارئ مشتركة تضم أمانة المنطقة وشركة المياه والإمارة لمتابعة الوضع بشكل يومي وتنفيذ خطة إنقاذ عاجلة.