في وقت تعيش فيه إدارة نادي الهلال السعودي مرحلة حساسة بعد إقالة المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، وجه الإعلامي الرياضي المعروف عبدالعزيز المريسل رسالة واضحة لإدارة النادي، طالبهم فيها بتجاوز فكرة التعاقد مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي والتركيز على خيارات أخرى أكثر واقعية.
وجاءت تصريحات المريسل عبر منشور على حسابه في منصة "إكس"، في ظل الترقب الجماهيري الكبير لما ستسفر عنه تحركات الإدارة الهلالية لاختيار مدرب أجنبي جديد، خصوصًا مع اقتراب مشاركة الزعيم في كأس العالم للأندية المقبلة، التي تستضيفها السعودية نهاية العام الجاري.
وقال عبدالعزيز المريسل في تغريدته: "نصيحة لشركة الهلال ومن باب حرصي على مشاركة الفريق في مونديال كأس العالم للأندية حتى نقدم صورة مشرفة عن قوة دورينا، لا تضيعوا وقتكم مع إنزاغي، فهو لن يضحي بهذا الموسم العظيم مع إنتر ميلان ويقبل بتدريب الهلال في كأس العالم، وهو يرغب بالتواجد في نفس البطولة مع الإنتر، روحوا للي بعده".
وتأتي هذه التغريدة كموقف حاسم من الإعلامي تجاه الأنباء المتداولة عن عرض ضخم قدمه الهلال لسيموني إنزاغي، في محاولة لاستقطابه لتولي الإدارة الفنية للفريق في هذه المرحلة المفصلية، إلا أن رد المدرب الإيطالي جاء سلبيًا، نظراً لاستمراره في قيادة ناديه الحالي إنتر ميلان، الذي يشارك هو الآخر في نسخة كأس العالم للأندية، بصفته بطلًا لأوروبا.
وكانت مصادر إعلامية قد كشفت خلال الأيام الماضية أن إدارة الهلال قدمت عرضًا ماليًا مغريًا للغاية للمدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، في محاولة لإقناعه بتولي المهمة الفنية خلفًا للبرتغالي خورخي خيسوس الذي أقيل بعد تراجع أداء الفريق، ورغم ضخامة العرض، إلا أن إنزاغي أبدى تمسكه بالبقاء في نادي إنتر ميلان الإيطالي، مؤكدًا عزمه مواصلة مشروعه الرياضي مع "النيراتزوري"، والمشاركة في كأس العالم للأندية مع فريقه الحالي، وهو ما أغلق الباب فعليًا أمام احتمالية قدومه إلى الهلال في هذه المرحلة.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لإدارة نادي الهلال، التي تجد نفسها أمام تحدي كبير في اختيار مدرب مناسب يقود الفريق في البطولة العالمية القادمة، خاصة وأنها تسعى إلى تحقيق نتائج إيجابية تعكس تطور الكرة السعودية ومكانة دوري روشن على الساحة العالمية، وكانت إدارة النادي قد أعلنت في وقت سابق إقالة المدرب خورخي خيسوس بعد سلسلة من التذبذب في الأداء، إضافة إلى خلافات داخلية أفادت بعض المصادر بأنها ساهمت في اتخاذ القرار بشكل عاجل، وهو ما جعل مسألة التعاقد مع مدرب جديد مسألة ملحّة لا تحتمل التأجيل.
وتمثل بطولة كأس العالم للأندية حدثًا استثنائيًا في تاريخ الهلال، خاصة وأنه سيشارك في البطولة بصفته ممثلًا للبلد المستضيف، ضمن نسخة موسعة تضم 32 فريقًا لأول مرة في تاريخ البطولة، ومن المنتظر أن تكون المشاركة بمثابة اختبار حقيقي للفريق وللجهاز الفني الجديد الذي سيتم اختياره.
وتضع الإدارة الهلالية هذا الحدث ضمن أولوياتها القصوى خلال المرحلة المقبلة، ليس فقط لأهمية الحدث بحد ذاته، ولكن أيضًا لما قد يترتب عليه من تعزيز لصورة النادي عالميًا، وإبراز مدى قوة الدوري السعودي الذي شهد طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة، سواء على مستوى التعاقدات أو البنية التحتية أو المنافسات المحلية والقارية.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن تصريحات المريسل تعكس دعوة للواقعية والتخلي عن الخيارات المستحيلة، في ظل إصرار إنزاغي على البقاء في الإنتر، حيث يحقق المدرب الإيطالي نتائج مميزة في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، ما يصعب من احتمالية تركه المشروع الإيطالي من أجل خوض مغامرة جديدة في السعودية خلال منتصف الموسم.
ويعتقد هؤلاء أن تكرار المحاولات مع إنزاغي سيهدر وقتًا ثمينًا قد ينعكس سلبًا على استعدادات الفريق لكأس العالم، مطالبين الإدارة بتحديد أهداف واضحة ومعقولة في سوق المدربين، والبحث عن أسماء لا تقل كفاءة عن إنزاغي لكنها أكثر استعدادًا لخوض تجربة الهلال في الوقت الراهن.
وعلى صعيد الجماهير، بدا واضحًا أن هناك انقسامًا في الآراء حول المدرب القادم، فبينما يتمنى البعض أن تنجح الإدارة في استقطاب اسم عالمي كبير مثل إنزاغي، يرى آخرون أن الأهم هو الاستقرار الفني والتكتيكي أكثر من الاسم بحد ذاته، خاصة وأن الوقت لم يعد كافيًا لخوض تجربة غير محسوبة.
وفي المقابل، تداولت بعض التقارير أسماء أخرى مطروحة على طاولة المفاوضات، بعضها سبق له العمل في المنطقة العربية، وبعضها يتطلع لخوض تجربة جديدة في الخليج، لكن لا شيء مؤكد حتى الآن.
وفي ظل التصريحات المتزايدة والتحليلات المتباينة، تبقى الكرة في ملعب إدارة نادي الهلال، التي تعي تمامًا أهمية المرحلة المقبلة، وتدرك أن أي قرار فني سيتم اتخاذه الآن سيكون له تأثير مباشر على مصير الفريق في واحدة من أهم بطولاته القارية والعالمية، ومع ضيق الوقت واقتراب البطولات الكبرى، سيكون الحسم السريع والمدروس هو الخيار الأمثل، على أمل أن يكون المدرب القادم قادرًا على مواصلة المسيرة الزرقاء بثبات واستقرار.