الهلال الأحمر في جازان

بعد نوبة صحية خطيرة.. الهلال الأحمر في جازان ينقذ رضيعًا من خطر التشنجات في موقع جبلي معزول

كتب بواسطة: حسن بكري |

نفذت فرق الهلال الأحمر السعودي في منطقة جازان عملية إنقاذ دقيقة لطفل رضيع تعرّض لنوبة تشنجات حرجة في موقع جبلي وعر، حيث تلقت الجهات الإسعافية بلاغًا عاجلًا من ذوي الطفل يفيد بحالته المتدهورة وصعوبة الوصول به إلى أقرب مركز طبي.

فور تلقي البلاغ تحركت الفرق الإسعافية إلى الموقع المحدد في إحدى القرى الجبلية التابعة لمحافظة العيدابي، حيث واجه المسعفون تحديات كبيرة تتعلق بصعوبة التضاريس ووعورة الطريق المؤدي إلى منزل الأسرة التي تقيم في موقع ناءٍ عن الطرق المعبدة.

إقرأ ايضاً:

"بعد إعلان النتائج الأولية".. شرط جديد ومفاجئ في قبول الكليات العسكريةتنبيه للمستخدمين.. "حافلات الرياض" تعلن إغلاق نقطة توقف هامة

ورغم هذه الصعوبات تمكنت الفرق من الوصول إلى الرضيع في وقت قياسي، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية له في الموقع مباشرة باستخدام المعدات الطبية المحمولة التي وفرتها هيئة الهلال الأحمر للتعامل مع الحالات الطارئة في المناطق النائية.

وكان الطفل يعاني من تشنجات متكررة وصعوبة في التنفس عند وصول الفرق إليه، ما تطلب تدخلًا فوريًا ومستعجلًا للسيطرة على وضعه الصحي وتثبيت حالته قبل نقله إلى المستشفى لتلقي العناية المتقدمة اللازمة لحالته الحرجة.

وبعد استقرار حالته جزئيًا تم نقل الطفل إلى مستشفى العيدابي العام عبر مركبة إسعاف مجهزة بالكامل، حيث جرى تسليمه للفريق الطبي في قسم الطوارئ لاستكمال الإجراءات العلاجية تحت إشراف أطباء متخصصين في طب الأطفال والطوارئ.

وقد لاقت سرعة الاستجابة من الهلال الأحمر إشادة واسعة من ذوي الطفل وسكان المنطقة، الذين عبّروا عن امتنانهم للمسعفين الذين خاطروا بأنفسهم للوصول إلى الموقع الجبلي المعزول وتقديم الرعاية اللازمة دون تأخير.

وأكدت هيئة الهلال الأحمر بمنطقة جازان أن هذه الحالة تُعد من الحالات التي تستدعي تدخلًا فوريًا وتنسيقًا عاليًا بين غرفة العمليات والفرق الميدانية، مشيرة إلى أن فرقها مدربة على التعامل مع الظروف البيئية المعقدة والحرجة.

كما أوضحت الهيئة أن التعامل مع المناطق الجبلية يتطلب نوعًا خاصًا من الاستعدادات، حيث يتم تجهيز الفرق بأدوات خاصة ووسائل اتصال بديلة للتعامل مع احتمالات ضعف الشبكة أو انعدامها في بعض المواقع النائية.

وتحرص هيئة الهلال الأحمر السعودي على تعزيز جاهزية فرقها في جميع المحافظات عبر التدريبات المتكررة التي تحاكي مختلف أنواع الطوارئ، من بينها حالات الإنقاذ في الجبال والوديان والمناطق البعيدة عن المراكز الطبية.

وتأتي هذه الجهود في إطار التزام الهيئة بتقديم خدمات إسعافية متكاملة لجميع المواطنين والمقيمين دون تمييز وفي أي وقت، خاصة في المناطق التي يصعب على السكان فيها الوصول إلى المرافق الصحية بسهولة عند الطوارئ.

من جانب آخر أشارت الجهات المختصة إلى أهمية وعي الأهالي في مثل هذه المناطق بطرق التعامل مع الحالات الطارئة وتوفير وسائل التواصل المباشر مع الجهات الإسعافية، لضمان سرعة الاستجابة وتقليل المخاطر على الحالات الحرجة.

وتدعو الهيئة المواطنين إلى تحميل تطبيق “أسعفني” الذي يتيح التواصل السريع مع غرف العمليات ويزودها بموقع المتصل بدقة، ما يسهم في تسريع زمن الوصول ورفع كفاءة التدخل الميداني، خصوصًا في المواقع الجغرافية المعقدة.

وأكدت الهيئة استمرارها في تزويد مراكزها بأحدث التجهيزات الطبية ووسائل النقل المتطورة لضمان وصول الخدمة إلى كل محتاج، سواء في المدن أو القرى أو حتى في أعلى قمم الجبال التي يصعب الوصول إليها بوسائل النقل العادية.

ويعكس هذا التدخل الناجح استعداد الهلال الأحمر العالي للتعامل مع كافة أنواع الطوارئ، ما يعزز من ثقة المجتمع في كفاءة وجاهزية فرق الإنقاذ التي تعمل على مدار الساعة لتقديم المساعدة والرعاية لكل من يحتاجها في الوقت المناسب.

وتجدد الهيئة دعوتها إلى أهمية التعاون مع فرقها خلال الطوارئ، سواء من خلال تسهيل وصولهم إلى الموقع أو تقديم المعلومات الدقيقة عند التواصل مع غرفة العمليات، بما يسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل تأثير الحوادث الصحية المفاجئة.