في خطوة مدوية قد تعيد تعريف مفهوم الإدارة الرياضية في الأندية السعودية، كشفت مصادر صحفية موثوقة عن أن نادي النصر قد عقد اجتماعًا حاسمًا، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على تعيين الإداري الإسباني البارز، رافائيل يوستي، نائب رئيس نادي برشلونة، في منصب الرئيس التنفيذي للنادي.
وقد أشار الإعلامي الرياضي ساشا تافوليري، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إلى أن هذا الاجتماع الحاسم الذي عُقد يوم أمس الخميس، يمثل المرحلة النهائية من المفاوضات، وأنه من المتوقع أن يبدأ يوستي مهامه الرسمية في الرياض في أقرب وقت ممكن.
إقرأ ايضاً:
لتحديث لوائح الأراضي البيضاء.. هيئة العقار السعودية تفتح الباب أمام المشاركات عبر منصة استطلاعبالشراكة مع وزارة السياحة.. جامعة جدة تطلق دبلوم السفر والسياحةإن هذا التوجه نحو استقطاب قامة إدارية بحجم نائب رئيس أحد أكبر وأعرق الأندية في العالم، يمثل نقلة نوعية في استراتيجية نادي النصر، التي لم تعد تقتصر على شراء اللاعبين النجوم، بل امتدت لتشمل بناء هيكل إداري عالمي المستوى، قادر على قيادة النادي نحو تحقيق طموحاته الكبرى.
ويمثل رافائيل يوستي، الذي يشغل منصب نائب الرئيس للشؤون الرياضية في برشلونة، أحد أهم الأسماء في عالم الإدارة الرياضية الأوروبية، حيث كان له دور محوري في العديد من الملفات الهامة والمعقدة داخل النادي الكتالوني خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك الصفقات الكبرى وإدارة شؤون الفريق الأول.
إن استقطاب شخصية تمتلك هذه الخبرة العميقة في التعامل مع ضغوطات الأندية العالمية، وفهمها لآليات العمل الاحترافي، سيوفر لنادي النصر رؤية استراتيجية جديدة، ومنهجية عمل متطورة، تهدف إلى بناء منظومة مستدامة لا تعتمد على القرارات الفردية.
ولم يمر هذا التحرك النصراوي مرور الكرام على بقية الأندية الكبرى في المملكة، حيث أوضح تافوليري أن النادي الأهلي يراقب هذه التطورات عن كثب، وهو ما يشير إلى وجود اهتمام متزايد من قبل الأندية السعودية باستقطاب الكوادر الإدارية الأوروبية صاحبة الخبرة.
وقد نشهد في الفترة المقبلة "ميركاتو" من نوع آخر، لا يتنافس فيه الأندية على اللاعبين فقط، بل وأيضًا على أفضل العقول الإدارية في العالم، في خطوة تهدف إلى رفع مستوى الحوكمة والاحترافية في دوري روشن السعودي بشكل عام.
وفي حال تم هذا التعيين بشكل رسمي، فإنه سيمثل محطة فارقة في تاريخ نادي النصر، وسيؤكد على أن إدارة النادي عازمة على بناء صرح رياضي عالمي متكامل، لا يقتصر على التألق داخل الملعب، بل يمتد ليشمل التميز في كافة الجوانب الإدارية والمالية والتسويقية.
إن مهمة يوستي، في حال توليه المنصب، لن تكون سهلة، حيث سيكون عليه التعامل مع ملفات شائكة، ووضع استراتيجية طويلة الأمد للنادي، والإشراف على قطاعات كرة القدم والفئات السنية، والعمل جنبًا إلى جنب مع الجهاز الفني لتحقيق الأهداف المرسومة.
وتأتي هذه الخطوة لتنسجم بشكل مباشر مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تطوير القطاع الرياضي بشكل شامل، وتحويل الأندية إلى مؤسسات مستدامة وقادرة على المنافسة عالميًا، ليس فقط من خلال لاعبيها، بل وأيضًا من خلال كوادرها الإدارية.
ويترقب الشارع الرياضي الآن الإعلان الرسمي من قبل نادي النصر، والذي من المتوقع أن يحدث ضجة كبيرة، ويؤكد على أن العالمي مقبل على مرحلة جديدة ومختلفة، عنوانها العمل المؤسسي المبني على الخبرة العالمية.
إن استقطاب العقول قبل الأقدام، قد يكون هو الشعار الجديد الذي ترفعه إدارة النصر في هذه المرحلة، إيمانًا منها بأن النجاح المستدام لا يبنى فقط بالنجوم داخل الملعب، بل يبنى أيضًا بالقيادات الحكيمة وذات الخبرة في مكاتب الإدارة.
في المحصلة النهائية، إذا نجح النصر في إتمام هذه الصفقة الإدارية التاريخية، فإنه لن يكون قد تعاقد مع رئيس تنفيذي جديد فقط، بل سيكون قد استورد "عقل برشلونة" وخبرته الطويلة، لوضعها في خدمة المشروع النصراوي الطموح.