قبيلة حرب من أبرز القبائل العربية، ترجع أنسابها إلى الخولانيين القحطانيين في اليمن، بالتحديد إلى حرب بن سعد بن خولان، وقد استقرت في صعدة قبل أن تهاجر إلى الحجاز في عام 131 هـ إثر نزاع مع أولاد عمومتهم من قبيلة الربيعة.
تشير المصادر إلى أن أبناء حرب بن سعد أربعة هم: الفاحش ومالك وعامر والفياض، ومن نسلهم تفرعت القبيلة إلى بطون وفروع متعددة، أبرزها بنو مسروح وبنو سالم.
إقرأ ايضاً:
"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامبعد نوبة صحية خطيرة.. الهلال الأحمر في جازان ينقذ رضيعًا من خطر التشنجات في موقع جبلي معزولشجرة قبيلة حرب تنقسم إلى عمارتين رئيسيتين: أولاهما «بنو مسروح» التي تضم فروعًا مثل زبيد وبنو السفر وبنو علي وبنو عمرو)، والعمارة الثانية «بنو سالم» تتفرّع إلى فروع كيميْم، والمروّح، والأحامدة، وغيرهم .
استقرت القبيلة غرب شبه الجزيرة العربية، بين الحرمين الشريفين، وتمتد ديارها من وادي مر الظهران جنوب جدة قطريًا مرورًا بالحجاز حتى ما وراء جبل أحد، وتشمل ساحل البحر الأحمر ونجد حتى الحدود العراقية.
قاد فرسان من حرب معارك تاريخية أبرزها عمرو بن يزيد الحربي الذي برز في الفتنة بين بني خولان والربيعة، وقد وصفت بعض أبياته بأنها «فردة لا أخت لها» في الشجاعة الشعرية.
لم تكن حرب مجرد قبيلة فحسب، بل شاركت بدور أمني وتجاري هام في تأمين طرق الحج، وكانت تربّي المواشي وتبيع القوافل مواشيها في طريق الحجاج، ما كسبها دورًا اقتصاديًا وثقافيًا بارزًا .
إضافة إلى ذلك، دخلت فروع القبيلة إلى بلاد الشام والعراق والأردن، وهناك تُعد من القبائل الكبرى في هذه المناطق، وقد أسست بعض فروعها إمارات محلية مثل إمارة المحاميد في الكرك بالأردن.
تراث قبيلة حرب غني بالفنون الشعبية منها العرضة الحربية والزير والرضيح والبدواني والحرابي، كما أنتجت شعراء من طراز راشد السحيمي وزياد بن نحيت وغيرهم ممن أبدعوا في الشعر الفصيح.
تعددت الروايات حول النسب، لكن النسّابة كأبو محمد الهمداني وأتّبعه ابن خلدون وآخرون أكّدوا أصالة القبيلة وتوحّد نسبها من حرب بن سعد، مع بعض الاختلافات حول الخلط من بطون بني هلال.
على الرغم من حداثة الإحصاءات، تقدّر أعداد أفراد قبيلة حرب بمئات الآلاف في السعودية، ويصل عددهم في العالم العربي لعدة ملايين، وفق تقديرات غير رسمية.