في تأكيدٍ طال انتظاره من جماهير النصر ومحبي كريستيانو رونالدو حول العالم، حسم النجم البرتغالي الجدل الذي دار في الآونة الأخيرة حول مستقبله مع الفريق السعودي، معلنًا بشكل قاطع استمراره مع النصر لموسم قادم على الأقل، وجاء تصريح رونالدو بعد قيادته لمنتخب بلاده إلى التتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية إثر فوز صعب على منتخب إسبانيا، حيث انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1، قبل أن يحسمه المنتخب البرتغالي بركلات الترجيح بنتيجة 5-3 في مباراة شهدت ندية كبيرة على الأراضي الألمانية.
رونالدو، الذي بلغ الأربعين من عمره مؤخرًا، لا يزال يُظهر التزامًا بدنيًا وفنيًا نادرًا في هذا العمر، مؤكدًا عبر ظهوره الإعلامي بعد اللقاء أن لا تغيير طرأ على خططه المهنية، قائلاً ببساطة: "لا جديد،، أنا مستمر مع النصر السعودي لفترة أخرى"، بتلك الكلمات القصيرة، أغلق رونالدو الباب أمام سيل من التكهنات التي رافقت نهاية الموسم الرياضي، والتي ذهبت إلى حد ترجيح مغادرته أسوار النادي العاصمي.
إقرأ ايضاً:شبكة خطيرة تفكك بعسير القبض على مروجين لأقراص طبية محظورة!حاسوب عملاق يكشف مفاجآت مونديال الأندية من يتوج باللقب؟
وكانت شائعات انتقال رونالدو قد احتلت مساحات واسعة في وسائل الإعلام الرياضية مؤخرًا، مع تقارير تحدثت عن عروض قدمتها أندية أوروبية وأخرى من أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة، بعضها مرتبط بالمشاركة في كأس العالم للأندية المقررة في الأراضي الأمريكية، إلا أن رونالدو، وكعادته، لم يترك للضبابية مجالًا حين قرر إعلان موقفه بوضوح.
اللاعب، الذي انضم إلى النصر في ديسمبر 2022 في صفقة هي الأضخم في تاريخ الدوري السعودي حتى الآن، شكّل منذ قدومه إضافة نوعية سواء من الناحية الفنية أو التسويقية، وقد ارتفعت وتيرة الحضور الجماهيري لمباريات الفريق، وتعززت صورة الدوري السعودي عالميًا، بفضل مشاركة أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العصر الحديث، والذي يملك سجلًا ذهبيًا حافلاً بالبطولات والجوائز الفردية.
وفي الموسم المنصرم، لعب رونالدو دورًا محوريًا مع النصر، وساهم في تسجيل عدد كبير من الأهداف، فضلًا عن إلهامه لجيل من اللاعبين السعوديين الناشئين، الذين وجدوا في احتكاكهم اليومي به فرصة لاكتساب الخبرة والانضباط والاحترافية، كما قدّم العديد من المباريات الكبيرة، مؤكّدًا أن العمر ليس عائقًا أمام العطاء، حين يمتلك اللاعب الشغف والرغبة في الاستمرار.
يمثل استمرار رونالدو مع النصر دفعة معنوية للفريق الذي يسعى لتحقيق الألقاب المحلية والآسيوية في الموسم المقبل، خاصة مع بدء التحضيرات الصيفية المنتظرة، والتي قد تشهد استقطابات جديدة تُبنى على وجود قائد بحجم رونالدو في غرفة الملابس، ويُتوقع أن تُوظف هذه الاستمرارية أيضًا في الحملات الترويجية التي تستهدف رفع الوعي بالعلامة التجارية للنادي عالميًا، لا سيما في ظل الشراكات الإعلامية والتجارية التي يبرمها النصر على مختلف الأصعدة.
من جهة أخرى، لا يبدو أن رونالدو في طريقه لتخفيف نسقه التنافسي، بل على العكس، تؤكد المؤشرات أن النجم البرتغالي لا يزال متعطشًا للبطولات والأرقام، وقد بات يمثل حالة نادرة من التفوق الرياضي الذي يمتد لسنوات ما بعد الثلاثين، هذا الحضور المستمر على الساحة الدولية والمحلية يعزز من موقعه كنموذج يُحتذى به في عالم الاحتراف الرياضي، ويمنح الدوري السعودي بُعدًا آخر من الجاذبية.
باختصار، فإن تأكيد كريستيانو رونالدو استمراره مع النصر لا يعد مجرد إعلان شخصي، بل خطوة ذات أبعاد فنية وتسويقية تعزز من مكانة النادي والدوري السعودي ككل، وتثبت أن المشروع الرياضي الذي أطلقته المملكة قادر على جذب والحفاظ على أبرز نجوم الكرة العالمية، وسط منافسة عالمية متصاعدة.