الحج 144في إطار الجهود الأمنية المكثفة لحماية موسم الحج وتنظيم أداء الشعائر وفقًا للضوابط المحددة، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن ضبط ثمانية أشخاص خالفوا أنظمة وتعليمات الحج لهذا العام، بعد أن ثبت قيامهم بنقل 21 مخالفًا لا يحملون التصاريح الرسمية اللازمة للدخول إلى مكة المكرمة وأداء فريضة الحج، وشملت قائمة المخالفين سبعة مواطنين إضافة إلى وافد واحد، تم ضبطهم عند مداخل العاصمة المقدسة عبر فرق قوات أمن الحج التي تواصل عملها بحزم ويقظة عالية خلال الموسم.
التحقيقات الميدانية التي أجرتها الجهات الأمنية أفضت إلى إصدار قرارات إدارية عاجلة بحق جميع المتورطين، وذلك عبر اللجان الإدارية الموسمية المختصة والتي تُفعَّل سنويًا لضمان سرعة البت في المخالفات المرتبطة بالحج، وجاءت هذه القرارات حاسمة، لتعكس جدية الدولة في تنفيذ التعليمات، حيث شملت عقوبات بالسجن لمرتكبي المخالفات، بالإضافة إلى غرامات مالية قد تصل إلى مئة ألف ريال سعودي على كل من قام بنقل الحجاج دون تصاريح.
إقرأ ايضاً:شبكة خطيرة تفكك بعسير القبض على مروجين لأقراص طبية محظورة!حاسوب عملاق يكشف مفاجآت مونديال الأندية من يتوج باللقب؟
وفي خطوة تؤكد على مبدأ الشفافية وردع التكرار، قررت الجهات المعنية التشهير بالناقلين المخالفين، ونشر أسمائهم في وسائل الإعلام بعد صدور الأحكام النهائية بحقهم، كما شملت العقوبات ترحيل الوافدين المتورطين بعد تنفيذ الأحكام، ومنعهم من دخول المملكة لمدة عشر سنوات، وهي أقصى مدة يُطبق فيها هذا النوع من المنع الإداري، وذلك تعزيزًا للردع العام،
ولم تقف الإجراءات عند حدود معاقبة الناقلين، بل طالت أيضًا المركبات التي استُخدمت في عمليات النقل المخالف، حيث تقدمت الجهات الأمنية بطلبات قضائية لمصادرتها، تطبيقًا لما تنص عليه الأنظمة ذات الصلة، وبهذا تعزز السلطات موقفها تجاه من يستخدمون وسائلهم الخاصة أو التجارية في نقل مخالفي أنظمة الحج، وهي رسالة واضحة بأن أي وسيلة تُستخدم لخرق النظام ستكون تحت طائلة العقوبة والمصادرة.
أما بالنسبة للمخالفين الذين تم نقلهم دون تصاريح، فقد شملتهم القرارات بعقوبات مالية تصل إلى عشرين ألف ريال سعودي على كل شخص، وهي غرامة جاءت لتؤكد على أن محاولة أداء مناسك الحج بدون تصريح يُعد تجاوزًا خطيرًا للضوابط التي وضعتها الدولة حفاظًا على أمن الحجاج وسلامة التنظيم، لا سيما في ظل التحديات المرتبطة بكثافة أعداد الحجاج.
وزارة الداخلية شددت في بيانها على ضرورة التزام المواطنين والمقيمين على حد سواء بالتعليمات المعتمدة لموسم الحج، مؤكدة أن النظام لا يُفرق في تطبيقه بين سعودي أو وافد، وأن الهدف الأسمى هو تحقيق انسيابية الأداء التنظيمي والحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن في كل المواقع، من مداخل مكة حتى أعالي المشاعر المقدسة.
وتأتي هذه التحركات الرسمية في إطار سياسة عامة تتبناها الدولة السعودية، حيث جعلت من أمن الحجاج أولوية قصوى، ترتكز على منظومة متكاملة من القوانين والقرارات والتنظيمات التي تُطبَّق على الجميع دون استثناء، وقد ساهم هذا النهج الصارم في خفض نسب التسلل والمخالفات بشكل ملحوظ على مدى السنوات الماضية، وهو ما أسهم في نجاح مواسم الحج على المستويات الصحية والأمنية والخدمية.
ويعكس هذا البيان الرسمي الأخير من وزارة الداخلية مدى الجدية في تطبيق الإجراءات الرادعة وتوسيع نطاق الرقابة على مداخل مكة، باستخدام تقنيات متقدمة ودوريات أمنية منتشرة على مدار الساعة، كما يبعث برسالة قوية إلى كل من تسول له نفسه تجاوز الأنظمة أو المساهمة في ارتكاب مخالفات تمس قدسية الشعيرة وتنظيمها، بأن الحساب سيكون حتميًا وعقوبة المخالفة لن تقتصر على الجانب المادي فقط، بل تشمل السجن والترحيل والتشهير.