إنتاج الحليب

حليب أكثر.. اكتفاء أقرب! ... خطة سعودية لرفع إنتاج الحليب محليًا!

كتب بواسطة: رضا سمكي |

أعلن البرنامج الوطني لتطوير الثروة الحيوانية والسمكية عن تبني خطة استراتيجية متقدمة تمتد لخمس سنوات، تستهدف رفع كفاءة إنتاج الحليب من الأبقار في المملكة العربية السعودية، عبر استخدام أساليب التحسين الوراثي والتقنيات الحيوية الدقيقة.

وتستند الخطة إلى تطبيق تقنية التنميط الجيني، التي تتيح اختيار الأبقار المحسنة وراثيًا بناءً على خصائصها الجينية المتعلقة بالإنتاج والصحة، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي ودعم السوق المحلي بكميات حليب ذات جودة وإنتاجية أعلى.

إقرأ ايضاً:

بعد نوبة صحية خطيرة.. الهلال الأحمر في جازان ينقذ رضيعًا من خطر التشنجات في موقع جبلي معزولهل تتراجع نسبة الأجانب في السعودية فعلاً إلى 30% بحلول 2030؟

وأوضح البرنامج أن هذه التقنية الحديثة تمتاز بقدرتها العالية على تحسين خصائص القطيع من خلال الانتخاب الدقيق للأبقار التي تمتلك جينات إنتاجية قوية ومقاومة طبيعية للأمراض الشائعة.

وتُشير التقديرات إلى أن استخدام تقنية التنميط الجيني يمكن أن يؤدي إلى تحسين إنتاجية القطيع بنسبة تتراوح ما بين 25% إلى 90% من إجمالي القطيع الموجود حاليًا، وهو ما يُعد تحولًا كبيرًا في الأداء الإنتاجي لقطاع الألبان بالمملكة.

ومن أبرز الأهداف المرتبطة بالخطة كذلك، العمل على خفض معدلات الإصابة بالأمراض الوراثية التي تؤثر على جودة وكفاءة الإنتاج الحيواني، وذكر البرنامج أن التحسين الوراثي سيسهم في تقليل المشكلات الصحية المتعلقة بالوراثة بنسبة تصل إلى 60%، من خلال استبعاد الحيوانات التي تحمل جينات مرتبطة بأمراض مزمنة مثل التهاب الضرع، والعرج، ومشاكل الخصوبة.

ويأتي ذلك ضمن إطار الوقاية الاستباقية، حيث من المتوقع أن تساهم هذه الممارسات في تقليل الحاجة للتدخلات العلاجية ورفع متوسط عمر الإنتاج للأبقار.

وفي سياق متصل، تسعى مبادرة توطين اختبارات التحسين الوراثي إلى الكشف المبكر عن التهديدات الصحية المرتبطة بالعوامل الوراثية بنسبة تتراوح ما بين 40% إلى 70%، مع التركيز على الجوانب المتعلقة بضعف المناعة، وأمراض الضرع، ومشكلات النمو، وتطمح هذه المبادرة إلى بناء قاعدة بيانات وراثية دقيقة تُستخدم كمرجع وطني لتحسين عمليات التهجين والاختيار في المستقبل.

وأشار البرنامج إلى أن الأبقار التي تنتج كميات من الحليب تتراوح بين 20 إلى 25 لترًا يوميًا تُعد أقل كفاءة اقتصاديًا ضمن المعايير الحديثة للإنتاج، موضحًا أن المرحلة المقبلة ستشهد عملية إحلال تدريجية لهذه الأبقار خلال السنوات الخمس القادمة، في إطار خطة متكاملة تهدف إلى تجديد وتحسين نوعية القطيع الوطني، ما يعزز من استدامة الموارد وتحقيق عوائد اقتصادية أكبر.

وتكشف البيانات الصادرة عن البرنامج الوطني لتطوير الثروة الحيوانية والسمكية أن الإنتاجية اليومية للأبقار في المملكة تختلف من شركة إلى أخرى، حسب أساليب إدارة القطيع، ونوعية الأعلاف، ومستوى العناية البيطرية، ومدى تطبيق برامج التحسين الوراثي.

ويبلغ عدد الأبقار الحلوب في المملكة حاليًا حوالي 250 ألف بقرة، بمتوسط إنتاج يتجاوز 11 ألف طن من الحليب سنويًا، ما يعادل نحو 30 إلى 35 كيلوجرامًا يوميًا لكل بقرة، في مؤشر على تطور مستوى الإنتاج المحلي الذي ينافس بعض الدول الرائدة في هذا المجال.

وتأتي هذه المبادرات ضمن التوجه الوطني الرامي إلى تطوير قطاع الثروة الحيوانية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوية، ورفع الكفاءة التشغيلية للمنشآت الإنتاجية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل وتحقيق الأمن الغذائي بشكل مستدام.