تواصل وزارة الداخلية السعودية تطبيق إجراءاتها الأمنية المشددة لضمان تنظيم موسم الحج، حيث كشفت عن ضبط شبكة تهريب كبيرة للحجاج غير المرخصين عند مداخل مكة المكرمة. وقد تمكنت قوات أمن الحج من اعتقال خمسة عشر شخصاً متورطين في عمليات نقل الحجاج المخالفين، مما يؤكد حرص المملكة على تطبيق الأنظمة الخاصة بالحج بحزم وعدالة. هذه العملية الأمنية تأتي في إطار الجهود المستمرة لحماية قدسية المشاعر المقدسة وضمان سلامة جميع الحجاج، خاصة مع تزايد محاولات التحايل على التصاريح الرسمية المطلوبة لأداء فريضة الحج.
و أسفرت العملية الأمنية عن ضبط سبعة وافدين وثمانية مواطنين يقومون بنقل واحد وستين حاجاً لا يحملون تصاريح نظامية لأداء الحج، مما يشكل مخالفة صريحة للأنظمة واللوائح المعمول بها في المملكة. هذه الأرقام تعكس حجم التحدي الذي تواجهه السلطات في مكافحة عمليات التهريب غير القانونية، والتي تهدد أمن وسلامة الحجاج وتخل بالتنظيم العام لموسم الحج. وقد أكدت مصادر أمنية أن هذه العملية جاءت نتيجة رصد مكثف ومتابعة دقيقة لحركة المرور عند المداخل الرئيسية لمكة المكرمة، حيث تم رصد أنشطة مشبوهة تتعلق بنقل أعداد كبيرة من الأشخاص دون وثائق نظامية.
وأصدرت اللجان الإدارية الموسمية قرارات صارمة بحق جميع المتورطين في هذه القضية، حيث تنوعت العقوبات لتشمل عدة جوانب رادعة تهدف إلى منع تكرار مثل هذه المخالفات. وقد تضمنت القرارات عقوبات السجن والغرامات المالية التي تصل إلى مائة ألف ريال سعودي للناقلين والمساهمين في هذه الأعمال غير القانونية، بالإضافة إلى إجراءات التشهير العلني بالمخالفين كوسيلة ردع إضافية. أما بالنسبة للوافدين المتورطين، فقد شملت العقوبات ترحيلهم من المملكة مع منعهم من دخولها لمدة عشر سنوات كاملة بعد تنفيذ العقوبة الأصلية، مما يضمن عدم عودتهم لممارسة هذه الأنشطة المخالفة مرة أخرى.
و امتدت الإجراءات العقابية لتشمل مصادرة المركبات المستخدمة في عمليات النقل غير القانونية، حيث ستتم مطالبة الجهات القضائية بمصادرة هذه المركبات نهائياً كجزء من العقوبة الشاملة. كما فرضت السلطات غرامات مالية على من حاولوا أداء الحج دون تصريح نظامي تصل إلى عشرين ألف ريال سعودي، مما يؤكد أن المسؤولية تقع على جميع الأطراف المتورطة في هذه المخالفات. هذه العقوبات المتنوعة تهدف إلى خلق رادع قوي يمنع استغلال قدسية الحج لأغراض تجارية غير مشروعة، وتضمن في الوقت نفسه احترام النظام العام والقوانين المعمول بها في المملكة العربية السعودية.
حيث وجددت وزارة الداخلية دعوتها لجميع المواطنين والوافدين للالتزام الكامل بأنظمة وتعليمات الحج، مؤكدة أن هذا الالتزام يضمن لضيوف الرحمن أداء مناسكهم في أجواء آمنة ومنظمة. الوزارة شددت على أن تطبيق هذه الإجراءات الصارمة يأتي حرصاً على سلامة جميع الحجاج وضمان حصولهم على الخدمات المناسبة وفقاً للمعايير المطلوبة، كما يهدف إلى الحفاظ على النظام العام في المشاعر المقدسة وتجنب الازدحام والفوضى التي قد تنتج عن الأعداد غير المنظمة. هذه التأكيدات تعكس التزام المملكة بتوفير أفضل الظروف لأداء فريضة الحج، والحفاظ على كرامة وقدسية هذه الشعيرة الإسلامية العظيمة من خلال تطبيق القوانين بعدالة وحزم.
