شهدت العاصمة السعودية الرياض انطلاق فعاليات مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، في حدث عالمي ضخم يواكب انطلاقة البطولة الأضخم في تاريخ هذه الرياضة، ويُعد هذا المهرجان خطوة جديدة تعزز موقع المملكة على خارطة الترفيه العالمية، معززًا من رؤيتها الرامية إلى جعل الرياض وجهة دولية للإبداع والابتكار.
ويستمر المهرجان، الذي يحتضنه بوليفارد رياض سيتي، على مدار سبعة أسابيع متواصلة، حيث تتحول المدينة إلى منصة نابضة تجمع بين شغف الألعاب وثقافة الفنون والموسيقى، في توليفة ترفيهية غير مسبوقة تستهدف الجمهور من مختلف الفئات العمرية، وتخلق أجواءً مفعمة بالحيوية والإثارة.
إقرأ ايضاً:
مدينة جازان الصناعية تعلن.. التسجيل مفتوح الآن في ورش مهنية معتمدة داخل أكاديمية جازان"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العاموقد تم تصميم مناطق المهرجان لتكون وجهات تفاعلية متعددة، تقدم تجارب حية مبتكرة تربط الألعاب الإلكترونية بعوالم الأنمي والموسيقى والفن البصري، وتوفر بيئة ترفيهية منفتحة تستقطب العائلات والشباب على حد سواء، وتُقدم فيها عروض يومية وجلسات حوارية وأنشطة جماهيرية تستمر طوال أيام الأسبوع.
وتتألق "حلبة أرامكو للسباقات" كواحدة من أبرز معالم المهرجان، حيث تقدم للزوار تجربة محاكاة فريدة لسباقات السيارات باستخدام أحدث تقنيات المحاكاة المتطورة، وتُعد وجهة مفضلة لعشاق الإثارة ومحبي السرعة، الذين يتوافدون لخوض تجارب تحاكي البطولات الواقعية.
وإلى جانبها، تستقطب "حلبة stc" و"حلبة أمازون للألعاب الإلكترونية" اهتمام الزوار، من خلال منافسات مجتمعية مشوّقة تجمع بين الحماس والمرح، وتتيح للجمهور التفاعل المباشر مع مؤثرين رقميين وصناع محتوى عالميين، في جلسات تنبض بروح العصر الرقمي والانخراط المجتمعي.
ويحتضن المسرح الرئيسي للمهرجان أمسيات فنية تجمع بين العروض الموسيقية والأنشطة العائلية، مما يجعل التجربة شاملة ومتنوعة، بحيث تلبي تطلعات الزوار الباحثين عن محتوى ترفيهي متكامل، يربط بين الحضور الواقعي والطابع الرقمي المعاصر.
ولا يقتصر المهرجان على جانب الألعاب فقط، بل يضم مجموعة من المتنزهات والفعاليات الثقافية، منها "منتزه الناشر" و"منتزه الألعاب HMG" و"منتزه الريترو"، إلى جانب "سفارة الرياضات الإلكترونية" التي تعكس التنوع العالمي في هذه الرياضة، و"الحديقة اليابانية" التي تقدّم لمحات من الثقافة اليابانية عبر بوابة الأنمي.
كما يشهد المهرجان مشاركة بارزة من "بارك جميل لرياضة المحركات"، الذي يربط بين الشغف بالسيارات والطابع الإلكتروني، ويعرض تجارب تحاكي المحركات الكلاسيكية والحديثة، مما يضيف بعدًا جديدًا لعالم الرياضات الإلكترونية، ويبرز مدى تكامل الترفيه مع التكنولوجيا.
ويأتي هذا الحدث الكبير بالتزامن مع انطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، التي تُعد الأضخم من نوعها، إذ تجذب أنظار الملايين من عشاق الألعاب حول العالم، وتمنح الفرصة لعشاق الفرق العالمية لمتابعة أبرز التحديات ومنافسات النخبة.
وتستضيف البطولة أكثر من 2,000 لاعب محترف يمثلون أكثر من 200 نادٍ من 100 دولة، ويتنافسون في 25 بطولة منفصلة تغطي 24 لعبة إلكترونية شهيرة، منها VALORANT وFatal Fury: City of the Wolves وApex Legends، وسط تغطية إعلامية عالمية واسعة.
وتعتمد البطولة نظام الكؤوس، الذي يعكس روح المنافسة ويجسد رحلات اللاعبين وأثرهم في هذه الرياضة الرقمية، مع تخصيص جوائز لكل لعبة على حدة، إلى جانب جائزة كبرى تُمنح لأفضل أداء شامل في البطولة، مما يعزز من مكانة الحدث على الساحة العالمية.
ويُشار إلى أن البطولة تأتي بعد نجاح النسخة الافتتاحية في عام 2024، التي لاقت إشادة دولية واسعة، مما دفع القائمين على البطولة إلى رفع سقف التطلعات هذا العام، سواء من حيث حجم الجوائز أو تنوع الألعاب وعدد المشاركين.
وبلغت القيمة الإجمالية للجوائز هذا العام أكثر من 70 مليون دولار أمريكي، مما يجعلها الأعلى في تاريخ الرياضات الإلكترونية، ويعكس مدى التطور المتسارع الذي يشهده هذا القطاع على مستوى العالم، ودور المملكة في دعم وتطوير هذا النوع من الرياضات.
ولا يكتفي المهرجان بالترفيه والمنافسة فقط، بل يسعى إلى بناء مجتمع عالمي مترابط من محبي الألعاب الإلكترونية، من خلال جلسات تعليمية وتفاعلية وورش عمل متخصصة، تُمكن الزوار من التعرف على جوانب هذه الصناعة المتشعبة.
وتؤكد هذه الخطوة التزام المملكة بتعزيز مكانتها في مجال الرياضات الرقمية، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى جعل الرياض مركزًا إقليميًا وعالميًا للابتكار الرقمي والترفيه التفاعلي، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب والمهتمين بهذا المجال.
وتُعد استضافة مهرجان وبطولة بحجم كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض، بمثابة إعلان عن تحول نوعي في مشهد الترفيه العالمي، الذي بات يولي اهتمامًا كبيرًا للألعاب الإلكترونية كجزء لا يتجزأ من الثقافة الحديثة، والمجتمع الرقمي المتنامي.
ويجذب هذا الحدث العالمي حضورًا جماهيريًا واسعًا من مختلف القارات، ويُعزز من حركة السياحة الداخلية والدولية، مع ما يوفره من تجارب فريدة تجمع بين اللعب والتعلم، والتفاعل الاجتماعي، ما يجعله حدثًا غير مسبوق في المنطقة والعالم.
ومن المتوقع أن يسهم الحدث في ترسيخ مكانة الرياض كعاصمة عالمية للألعاب الإلكترونية، ووجهة مفضلة لعشاق هذا العالم الرقمي، بما يتماشى مع طموحات المملكة في الريادة الرقمية والتقنية، ودعم الاقتصاد الترفيهي الناشئ.