برج كيلومتري في قلب الرياض

استعد للدهشة.. الرياض على موعد مع تحفة عمرانية بارتفاع كيلومترين!

كتب بواسطة: حكيم حميد |

في خطوة غير مسبوقة على مستوى المشاريع العمرانية، شرعت المملكة العربية السعودية عبر صندوق الاستثمارات العامة في تقييم العروض المقدمة من كبرى شركات الاستشارات العالمية للفوز بإدارة مشروع بناء أطول ناطحة سحاب في العالم بارتفاع مقترح يصل إلى كيلومترين، وذلك ضمن منطقة أعمال جديدة تحمل اسم "القطب الشمالي" وتقع في شمال العاصمة الرياض. المشروع الذي أطلق عليه اسم "رايز" يعكس طموح المملكة في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للاستثمار والتطوير العمراني، ويأتي ضمن استراتيجية أوسع لتحويل الرياض إلى إحدى أكبر العواصم الاقتصادية إقليميًا وعالميًا.

وشركة "تطوير العقارات لمنطقة البرج"، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، كانت قد أصدرت طلبات تقديم العروض لشركات رائدة في قطاع الاستشارات الإدارية، من بينها "إيكوم"، و"جاكوبس"، و"بارسونز"، و"تيرن" من الولايات المتحدة، إضافة إلى شركة "ميس" البريطانية، في حين تولت شركة "فوستر وشركاؤه" البريطانية إعداد التصاميم الهندسية للمشروع بعد فوزها بمسابقة دولية نظمت أواخر عام 2022، ما يعكس حجم التنافسية والدقة التي يحرص عليها الصندوق في تنفيذ هذا النوع من المشاريع الكبرى.
إقرأ ايضاً:ما بعد التدشين: هل تشهد خطوط جدة-دمشق توسعًا في 2026؟رحلة خاصة لكبار السن لم تتحدث عنها وسائل الإعلام

البرج المرتقب من المتوقع أن يتجاوز بارتفاعه ضعف "برج خليفة" في دبي، والذي يُعد حاليًا الأعلى في العالم بارتفاع يبلغ 828 مترًا، كما أنه سيكون أطول من البرج الذي لا يزال قيد الإنشاء في مدينة جدة والذي يتخطى حاجز الألف متر. هذا الإنجاز المعماري، إن تم تنفيذه وفق المخطط، سيضع السعودية في الصدارة على خريطة الإنشاءات العالمية، ليس فقط من حيث العلو بل من حيث التقنيات المعمارية والبيئية التي ستُستخدم.

وتشير تقديرات أولية قدمها مقاولون متخصصون في الأبراج العملاقة إلى أن تكلفة تنفيذ البرج قد تصل إلى نحو 5 مليارات دولار، في حين تظل الكلفة النهائية مرهونة بالمراحل التنفيذية والتفاصيل الهندسية التي ستُعتمد لاحقًا، خاصة مع تعقيد التحديات الفنية واللوجستية لمثل هذا النوع من المشاريع التي تتطلب مواصفات غير تقليدية في البنية التحتية والمواد الإنشائية والتقنيات الذكية.

والمشروع لا يقتصر فقط على الجانب الرمزي أو المعماري، بل يهدف إلى خلق بيئة اقتصادية متكاملة تحتضن مراكز أعمال ومقار دولية واستثمارات متنوعة، ما يعزز من موقع الرياض كمركز جاذب في قلب الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل توجه المملكة لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. ومع اكتمال هذا المشروع، ستكون العاصمة السعودية أمام معلم عمراني جديد يعيد رسم أفقها الحضري ويشكل نقطة تحول في تاريخ مشاريعها العملاقة.