تجمع جازان الصحي

3 أورام "نادرة ومعقدة" في مكان واحد.. كيف نجح أطباء جازان في "أصعب" جراحة من نوعها؟

كتب بواسطة: حسن بكري |

في إنجاز طبي استثنائي يضع منطقة جازان على خريطة الريادة الطبية العالمية، نجح فريق جراحي متخصص في تحقيق ما يشبه المعجزة الطبية داخل مستشفى الأمير محمد بن ناصر.

فقد تمكن الفريق التابع لتجمع جازان الصحي، من إجراء عملية جراحية تعد من بين الأكثر ندرة وتعقيدًا على مستوى العالم، وتوثق كحالة فريدة من نوعها في المجلات العلمية.

إقرأ ايضاً:

الشورى.. قرارات رقابية جديدة تشمل الصحة والطاقة والسكنشاحنة تثير الفوضى .... حادث اصطدام شاحنة بسيارة وواجهة محل بالرياض دون إصابات!

العملية كانت عبارة عن استئصال لثلاثة أورام نادرة ومعقدة، في جهة واحدة فقط من رقبة إحدى المريضات، وهو تزامن لم يسبق تسجيله في الأوساط الطبية من قبل.

بدأت القصة عندما حضرت المريضة إلى المستشفى وهي تشكو من أعراض تبدو شائعة، مثل الإرهاق المزمن، وآلام المفاصل، لكن ما أثار قلق الأطباء هو ارتفاع مستوياتها في الدم.

وعلى الفور، قرر الفريق الطبي بقيادة الدكتورة شيماء مغدي، استشارية جراحة الثدي والغدد الصماء، إجراء فحص شامل ودقيق لكشف سر هذه الأعراض الغامضة.

شملت الإجراءات تحاليل مخبرية مكثفة لوظائف الغدة الدرقية وجار الدرقية، بالإضافة إلى تصوير دقيق للرقبة باستخدام الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية.

كما تم أخذ خزعة موجهة من الورم لتحليلها نسيجيًا، مع تنسيق مسبق وعالي المستوى بين أقسام التخدير، والغدد الصماء، وعلم الأمراض، لضمان تكامل الجهود.

وبعد تحليل كافة البيانات، توصل الفريق إلى تشخيص مذهل، وهو وجود تصادم نسيجي نادر يتضمن ثلاثة أورام مختلفة في مكان واحد، مما شكل تحديًا جراحيًا هائلاً.

الورم الأول كان نوعًا نادرًا من سرطان الغدة الدرقية يعرف بسرطان ورثن، بينما كان الثاني هو النوع الجريبي من سرطان الغدة الدرقية الحليمي، وكلاهما من الأورام الخبيثة.

أما الورم الثالث، فكان ورمًا وظيفيًا نشطًا في الغدة الجار درقية، وهو الذي كان مسؤولاً عن اضطراب مستويات الكالسيوم في دم المريضة، وما يترتب عليه من أعراض.

إن تزامن وجود نوعين مختلفين من سرطانات الغدة الدرقية، مع ورم نشط في الغدة الجار درقية في نفس الجهة من الرقبة، يعد حالة فريدة لم تسجل من قبل على مستوى العالم.

وفي مواجهة هذا التحدي، وضع الفريق الطبي خطة جراحية دقيقة، استخدمت فيها تقنية هجينة متطورة، تهدف لاستئصال جميع الأورام مع الحفاظ على سلامة الأعضاء الحيوية.

كان الهدف الرئيسي هو المحافظة على العصب الحنجري، والغدد الجار درقية السليمة، لضمان عدم تأثر وظائف الجسم الحيوية، وضمان أفضل النتائج الصحية للمريضة على المدى الطويل.

ونجحت العملية الدقيقة في استئصال كامل للغدة الدرقية مع الورمين السرطانيين، بالإضافة إلى استئصال الغدة الجار درقية اليمنى التي كانت تحتوي على الورم النشط.

وقد تكللت جهود الفريق الطبي المتكامل بالنجاح التام، حيث استعادت المريضة عافيتها بشكل سريع، وغادرت المستشفى بعد تماثلها للشفاء الكامل ولله الحمد.

هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا أهمية التعاون الوثيق بين مختلف التخصصات الطبية، والتنسيق المسبق الذي ضمن اتخاذ القرارات الصحيحة في كل خطوة من خطوات العلاج.

إن تسجيل مثل هذه الحالة النادرة، ونجاح التعامل معها بهذا المستوى من الدقة والكفاءة، يعكس التطور الكبير الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة بشكل عام، وفي منطقة جازان بشكل خاص.