تواصل إدارة نادي الهلال السعودي جهودها الحثيثة لتدعيم صفوف فريقها الهجومية في ظل سوق انتقالات يشهد تنافسًا شرسًا وتغيرات سريعة، ومع تعثر مفاوضات ضم اثنين من أبرز المهاجمين في أوروبا، النيجيري فيكتور أوسيمين نجم نابولي، والسويدي فيكتور جيوكيريس مهاجم سبورتينغ لشبونة، بدأ الهلال في رسم مسارات جديدة لتعزيز قوته الضاربة قبل انطلاق الموسم الجديد، وسط تطلعات جماهيره لإضافة صفقة هجومية من العيار الثقيل.
المفاوضات مع أوسيمين وصلت إلى طريق مسدود رغم الجدية الواضحة من الجانب السعودي، إذ أبدى الهلال استعداده الكامل لدفع الشرط الجزائي في عقد اللاعب، والبالغ 75 مليون يورو، إضافة إلى عرض مغرٍ براتب سنوي يصل إلى 40 مليون يورو، و5 ملايين أخرى كمكافآت، إلا أن المهاجم النيجيري قرر التمسك بخياره الأوروبي، مغلقًا الباب أمام انتقاله إلى الدوري السعودي، رغم المغريات المالية التي تفوق ما قد يحصل عليه في أي نادٍ أوروبي.
إقرأ ايضاً:الهلال يبدأ اتصالاته مع نونيز.. وعيون الجماهير تترقب الحسمبعد فشل صفقة أوسيمين.. الهلال يفتح باب التعاقد مع نونيز نجم ليفربول!
أما السويدي جيوكيريس، فقد أظهر ترددًا مشابهًا، حيث رفض عرضًا قدمه الهلال تصل قيمته إلى 35 مليون يورو شاملة المكافآت، اللاعب، الذي تألق بشكل لافت مع سبورتينغ لشبونة، فضل البقاء في أوروبا لخوض تحديات تنافسية أقوى، في الوقت الذي لا يزال الهلال يحتفظ بأمل التوصل إلى اتفاق معه، ويدرج اسمه ضمن قائمة الأولويات في حال تغيرت معطيات السوق أو أبدى اللاعب مرونة مستقبلية.
في ظل هذه التحديات، لم تقف إدارة الهلال مكتوفة الأيدي، وسرعان ما بدأت البحث عن بدائل مجدية بنفس الطموح، ووفقًا لتقارير نشرتها صحيفة "mynet" التركية، فإن إدارة الهلال تستعد لتقديم عرض رسمي بقيمة 30 مليون يورو لنادي فنربخشة التركي من أجل الحصول على خدمات المهاجم المغربي يوسف النصيري، الذي يقترب بدوره من الرحيل عن ناديه خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
النصيري، الذي لمع نجمه خلال مشاركاته مع المنتخب المغربي وفي الملاعب الإسبانية سابقًا، يمثل خيارًا هجوميًا مميزًا بفضل قدراته البدنية ومهاراته في إنهاء الهجمات، وتأتي رغبة الهلال في ضمه وسط تراجع احتمالات ضم أهدافه الأولى، خاصة أن اللاعب بات متاحًا للانتقال، وتدور حوله أحاديث كثيرة بشأن مستقبله المهني، ما جعله هدفًا مطروحًا بقوة على طاولة المفاوضات في الرياض.
ورغم التحرك السريع من الهلال، إلا أن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود أمام إتمام الصفقة، فالنصيري يحظى باهتمام عدد من الأندية الأوروبية البارزة، مثل وست هام يونايتد وأستون فيلا، ما يضع الهلال في منافسة مباشرة مع أندية تتمتع بتاريخ عريق في أوروبا، وتؤكد التقارير أن اللاعب يبحث عن خوض تحدٍ جديد هذا الصيف، وهو ما قد يمنح الهلال فرصة في حال استطاع إقناعه بالمشروع الرياضي والطموح القائم في الدوري السعودي.
الهلال يدرك جيدًا أهمية التوقيت في هذا النوع من المفاوضات، إذ يسعى لتدعيم خطه الأمامي بلاعب يملك خبرة أوروبية وثقلًا فنيًا يمكنه من التأقلم سريعًا مع طبيعة المنافسات السعودية والقارية، ويأتي هذا السعي وسط استراتيجية سعودية أشمل تهدف إلى جذب نجوم اللعبة إلى دوري روشن السعودي، وتحويله إلى أحد أبرز البطولات في العالم من حيث القيمة الفنية والاهتمام الجماهيري والإعلامي.
وتكشف هذه التحركات عن إصرار إدارة الهلال على عدم الاكتفاء بالنجاحات السابقة، بل مواصلة البناء على ما تم تحقيقه من أجل المنافسة القوية محليًا وآسيويًا، وخاصة بعد أن أصبحت الأنظار موجهة إلى الأندية السعودية، التي باتت محط اهتمام وسائل الإعلام العالمية بفضل استقطابها لعدد من أبرز نجوم الكرة خلال الموسمين الماضيين.
ورغم الصعوبات المرتبطة بإقناع اللاعبين العالميين بترك أوروبا، فإن الهلال يملك من الأدوات المالية والتنظيمية ما يجعله طرفًا حاضرًا بقوة في كواليس المفاوضات، وتبقى الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، إذ من المتوقع أن تشهد تحركات مكثفة من إدارة النادي لإغلاق صفقة هجومية نوعية، سواء تمثلت في النصيري أو في اسم آخر قد يخرج إلى العلن في اللحظات الأخيرة من السوق.