إنقاذ حياة

إنقاذ درامي لحاجة أصيبت بجلطة حادة وتوقف قلبي في العاصمة المقدسة

كتب بواسطة: رضا سمكي |

أنقذ فريق طبي متخصص بمدينة الملك عبدالله الطبية في العاصمة المقدسة حاجة كاميرونية من موت محقق بعد أن تعرضت لتوقف مفاجئ في عضلة القلب أثناء خضوعها لتدخل طبي طارئ لعلاج جلطة قلبية حادة، الحادثة وقعت داخل غرفة القسطرة القلبية، ضمن منظومة الرعاية العاجلة التي تُعد أحد المحاور الرئيسية لنموذج الرعاية الصحية السعودي، ما أتاح الاستجابة الفورية لحالة نادرة ومعقدة كادت أن تنتهي بفاجعة لولا التدخل الطبي السريع والدقيق.

وبدأت تفاصيل الحالة عندما تم تحويل الحاجة من مستشفى منى الوادي إلى مدينة الملك عبدالله الطبية كحالة طبية طارئة بعد ظهور أعراض حادة تشير إلى وجود مشكلة في القلب، وبعد الفحص السريري والتقييم التشخيصي، تبين أن المريضة تعاني من انسداد حاد في الشريان الأمامي النازل، وهو من الشرايين القلبية الرئيسة والمسؤولة عن تغذية جزء كبير من عضلة القلب، بينما كان الفريق الطبي يستعد لفتح الشريان المسدود، تعرضت المريضة لتوقف كامل في عضلة القلب، ما استدعى بدء عمليات الإنعاش القلبي الرئوي على الفور.
إقرأ ايضاً:بفضل الله ثم التقنية.. "إمبيلا" تعيد النبض لحاجة كاميرونية في الحجالوزارة: لا عمل في الهواء الطلق بين 12 و3 عصرًا

وعلى الرغم من محاولات الإنعاش اليدوي المكثفة، لم تنجح الإجراءات الأولية في استعادة الدورة الدموية، عند هذه اللحظة الحرجة، اتخذ الفريق الطبي قرارًا باستخدام تقنية “إمبيلا” (Impella)، وهي مضخة قلبية صناعية متقدمة تُزرع عبر الشريان الأورطي وتقوم بضخ الدم مؤقتًا بمعدل 3،5 لتر في الدقيقة، لتأمين تدفق الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية، وضمان استمرار الحياة أثناء تنفيذ الإجراء العلاجي المعقد دون تأخير.

قاد هذا التدخل المتقدم فريقًا طبيًا عالي التخصص، ضم الدكتور سعد بن دخيل الله الحساني والدكتور عبدالله غباشي، استشاريي قسطرة القلب، إلى جانب فريق متكامل من أطباء التخدير والتمريض، الذين عملوا بتناغم كامل لضمان استقرار المؤشرات الحيوية وتشغيل المضخة بكفاءة عالية، وكان دور فريق التخدير أساسيًا في ضمان سلامة المريضة، فيما تولّى فريق التمريض مسؤولية تشغيل ومراقبة الجهاز على مدار الساعة.

واستمر تشغيل جهاز "إمبيلا" لمدة ثلاثة أيام متواصلة، كانت خلالها المريضة تحت العناية الدقيقة داخل وحدة العناية القلبية، ومع مرور الوقت، بدأت المؤشرات الحيوية بالتحسن التدريجي، إلى أن تمكن القلب من استعادة وظائفه الطبيعية دون الحاجة لأي دعم إضافي، وبناءً على ذلك، قام الفريق بإزالة المضخة بنجاح يوم أمس، وتم تثبيت حالة المريضة لتبدأ مرحلة التعافي داخل المستشفى.

ويُعد هذا التدخل أحد أبرز النجاحات الطبية التي شهدتها مدينة الملك عبدالله الطبية خلال موسم الحج، إذ يُظهر مستوى الجاهزية العالية والخبرة المتقدمة في التعامل مع الحالات الحرجة ضمن بيئة ميدانية خاصة بخدمة ضيوف الرحمن، كما يعكس مدى التكامل بين الطواقم الطبية والتقنيات الحديثة في تحقيق نتائج طبية استثنائية، حتى في الظروف الأكثر تعقيدًا.

ومن خلال هذا الإنجاز، يواصل القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية إثبات قدرته على التعامل مع التحديات الصحية خلال مواسم الذروة، مستندًا إلى بنية تحتية متطورة، ونموذج رعاية صحية متكامل يُولي أهمية قصوى للتدخلات السريعة والدقيقة التي قد تُحدث فرقًا بين الحياة والموت في ثوانٍ معدودة، ويبرز أيضًا أهمية الاستثمار في التقنيات الحديثة مثل مضخة "إمبيلا" التي أصبحت عنصرًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح في ظل توقف وظائف القلب.

تجربة الحاجة الكاميرونية تُعد شهادة حية على فعالية النظام الصحي السعودي وقدرته على حماية الأرواح، لا سيما في أوقات الذروة مثل موسم الحج، حين يتوافد ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم، ويُتوقع أن تُسهم مثل هذه الإنجازات الطبية في تعزيز ثقة الحجاج والزوار بالخدمات الصحية المقدمة في مكة المكرمة، خاصة في المنشآت المتقدمة مثل مدينة الملك عبدالله الطبية.