بدأت شركة "جوجل" بإتاحة ميزة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تسهيل تجربة المستخدمين في التعامل مع البريد الإلكتروني، وذلك من خلال نموذجها الذكي "جيميني" الذي أصبح قادرًا على تلخيص رسائل البريد داخل خدمة "جي ميل".
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع تتبناها الشركة لدمج قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن التطبيقات اليومية، بما يعزز الإنتاجية ويقلل الوقت المهدر في قراءة سلاسل الرسائل الطويلة.
إقرأ ايضاً:الهلال يلاحق النصيري بعرض كبير بعد فشل صفقتي أوسيمين وجيوكيريسهل تتراجع "أبل" أمام "جوجل" و"مايكروسوفت" في سباق الذكاء الاصطناعي؟
وبحسب ما أوضحته "جوجل"، فإن خاصية التلخيص الجديدة ستظهر بشكل تلقائي داخل تطبيق "جي ميل" على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، على أن تظل الخدمة مفعّلة بشكل افتراضي حتى يقرر المستخدم إيقافها من خلال إعدادات التطبيق.
وقد لاحظ عدد من المستخدمين مؤخّرًا ظهور خيار جديد في جانب الشاشة داخل "جي ميل" يتيح السماح لنموذج "جيميني" بقراءة رسائل البريد الإلكتروني وتلخيص محتواها بصورة مختصرة وواضحة.
الميزة الجديدة تستهدف بشكل خاص سلاسل الرسائل الطويلة، أو تلك التي تحتوي على عدد كبير من الردود المتداخلة، حيث يمكن أن يفقد المستخدم خلالها التركيز أو يصعب عليه تتبع سياق الحديث الكامل.
ويقوم "جيميني" بتلخيص النقاط الرئيسية في هذه السلاسل، ويضيف إلى الملخص أي ردود لاحقة تظهر ضمن نفس السلسلة، مع تحديث الملخص بشكل مستمر كلما تم استقبال رسائل جديدة مرتبطة بها، ويُعرض الملخص أعلى الرسالة، مما يوفّر على المستخدم عناء قراءة كافة التفاصيل من البداية.
ورغم أن الخدمة ستكون متاحة على نطاق واسع لمستخدمي "جي ميل" في العديد من دول العالم، فإن بعض المناطق مثل الاتحاد الأوروبي، واليابان، وسويسرا، والمملكة المتحدة، ستبقي على خيار الاشتراك في هذه الميزة اختياريًا، بحيث يمكن للمستخدم تفعيل الخدمة أو تعطيلها حسب الرغبة، في التزام واضح من "جوجل" بالمعايير التنظيمية والخصوصية الصارمة في هذه المناطق.
الخاصية الجديدة ستدعم في البداية اللغة الإنجليزية فقط، لكن من المتوقع أن تقوم "جوجل" بتوسيع الدعم ليشمل لغات إضافية في مراحل لاحقة، مع مراعاة التوسّع التدريجي وفقًا لملاحظات المستخدمين وسلوك الاستخدام في مختلف الأسواق.
ويأتي إطلاق هذه الخاصية ضمن سلسلة من التحديثات التي تعمل "جوجل" على إدخالها إلى تطبيقات "Workspace"، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي عنصرًا أساسيًا في تحسين كفاءة العمل.
فبعد دمج "جيميني" في مستندات "جوجل" وجداول البيانات والعروض التقديمية، ها هو الآن يدخل مجال البريد الإلكتروني ليمنح المستخدمين تجربة أكثر ذكاءً وسلاسة في التعامل مع محتوى الرسائل.
وترى "جوجل" أن هذا النوع من الميزات لا يهدف فقط إلى اختصار الوقت، بل أيضًا إلى مساعدة المستخدمين في التركيز على الرسائل ذات الأولوية العالية، والتقليل من التشتت في بيئة العمل، خاصة لمن يتعاملون يوميًا مع مئات الرسائل التي يصعب قراءتها بالكامل.