في مقال تحذيري يفتح ملفاً حساساً من ملفات البنية التحتية، سلط الكاتب الصحفي عقل العقل الضوء على الحالة المتدهورة لطريق الدمام – الرياض السريع، بعد تجربة شخصية له على الطريق كشفت عن حجم المعاناة اليومية التي يواجهها المسافرون على هذا الشريان الحيوي.
إقرأ ايضاً:ترقب في السعودية.. هل يُكمل الأخضر مهمة التأهل أم يودع الكأس الذهبية مبكراً؟ليس مجرد اسم.. النيابة السعودية تكشف التعريف الشامل للبيانات الشخصية المحمية قانونياً!
الطريق الذي يُفترض أن يكون آمناً ومريحاً لمن يسلكه، بات بحسب وصف الكاتب مصدراً للقلق والخطر، حيث تنتشر فيه الحفر والمطبات التي لا يمكن تفاديها بسهولة، في ظل حركة مرورية كثيفة، تزداد تعقيداً مع الزحف المتنامي للشاحنات الكبيرة على كافة المسارات.
عقل العقل، وفي مقاله بصحيفة "عكاظ"، لم يكتفِ بتوصيف الواقع، بل طرح رؤية طموحة لحل جذري يواكب تطور المملكة، تمثلت في اقتراح إنشاء خط سكة حديد مخصص للنقل يكون محاذياً للطريق، يخفف الضغط، ويقلل الحوادث، ويعزز من كفاءة التنقل بين العاصمة والساحل الشرقي.
الفكرة تنطلق من مبدأ أن السفر بالسيارة يجب أن يكون خياراً شخصياً مريحاً، لا تجربة محفوفة بالمخاطر، كما هو الحال حاليًا، مؤكداً أن طرق السفر في دول كثيرة أصبحت جزءًا من متعة الرحلة نفسها، مدعومة بخدمات متكاملة ترفع جودة الحياة.
الكاتب أشار إلى أن تجربة الطريق الأميركي مثال حي على نجاح فكرة الطرق السريعة المتكاملة، حيث تتحول الرحلة إلى مساحة للراحة والاكتشاف، لا للقلق والانتظار، مطالبًا أن تترجم تلك الرؤية إلى واقع ملموس في طرقنا.
وفي حديثه عن واقع طريق الدمام – الرياض، أوضح أن إنشاء الطريق منذ عقود بعدد محدود من المسارات لم يعد يناسب حجم الحركة المرورية المتسارعة، والتي باتت تشكل ضغطًا كبيرًا على بنيته الأساسية، مع غياب الصيانة الدورية الفعالة.
من أبرز مشكلات الطريق، كما يرى العقل، هو تركز الأضرار في المسار الأيمن بسبب الاستخدام المكثف من الشاحنات، ما يهدد سلامة المركبات الصغيرة ويجعل من القيادة مغامرة حقيقية، خصوصاً في أوقات الذروة أو الظلام.
وفي ظل وجود مساحات شاسعة على جانبي الطريق، يرى العقل أن التوسع العرضي للطريق بإضافة مسارات جديدة، إلى جانب تنفيذ خط سكك حديدية للنقل، بات ضرورة استراتيجية وليس مجرد خيار، خاصة إذا ما تم ربطه بالمشاريع الكبرى كالجسر البري نحو الساحل الغربي.
لم يُخفِ الكاتب استغرابه من غياب الصيانة المنتظمة، متسائلًا عن السبب في تردي هذا الطريق دون تدخل حاسم، مشيرًا إلى أن الضرر لا يقتصر على المركبات بل يمتد إلى الاقتصاد وسلامة الأرواح في المقام الأول.
أما محطات الوقود، فحدّث ولا حرج، كما يروي العقل تجربته الأخيرة، مؤكداً أن المسافر يعاني بين محطة وأخرى من المسافات الطويلة، وسط تردي خدمات بعضها، وضعف النظافة وغياب المرافق الضرورية، ما يزيد من صعوبة الرحلة على العائلات والسائقين على حد سواء.
كما أشار إلى أن التكدس الشديد عند مراكز وزن الشاحنات لا يتم التعامل معه بكفاءة، حيث تتسبب طوابير الانتظار في توقف حركة السير لمسافات طويلة، وهو ما يزيد من الضغط النفسي والخطر الميداني على الطريق.
وفي اقتراحه العملي، شدد العقل على أن الحل لا يكون بطلاء الحفر أو ترقيع الطريق، بل برؤية شاملة تعيد تصميم كامل منظومة التنقل على هذا الطريق، ليواكب تطلعات المملكة في النقل الذكي والاقتصاد اللوجستي.
وفي ختام مقاله، لفت الكاتب إلى أن طريق الدمام – الرياض ليس مجرد طريق يربط مدينتين، بل شريان اقتصادي وسياحي وأمني، وكل تأخير في تطويره يُفقد المملكة فرصة جوهرية في رفع مستوى السلامة وتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية الطموحة.
المقال لا ينقل شكوى شخصية فقط، بل يدق ناقوس خطر صامت طالما تجاهله البعض، ويطرح تصورًا تنمويًا يحمل في جوهره روح النقد المسؤول والطموح الوطني، لعل من بيدهم القرار يلتقطون هذه الرسالة قبل أن يلتقط الطريق مزيداً من الضحايا.