المشاعر المقدسة

تجربتك في مكة لن تكتمل بعد اليوم بدونها.. ما هي "الكنوز الخفية" التي كشفت عنها الهيئة الملكية؟

كتب بواسطة: سالي حسنين |

في مبادرة جديدة تنسج الماضي بالحاضر، أطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حملة ترويجية تحمل عنوان "مكة إرث حي"، وذلك لتسليط الضوء على المواقع التاريخية والثقافية التي تميز العاصمة المقدسة وتروي حكاياتها الخالدة.

الحملة تأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة لإحياء الوعي الثقافي والروحي، سواء لدى الزوار القادمين من خارج المملكة أو بين سكان المدينة أنفسهم، عبر إبراز معالم تعكس أصالة مكة وعمقها التاريخي.
إقرأ ايضاً:ترقب في السعودية.. هل يُكمل الأخضر مهمة التأهل أم يودع الكأس الذهبية مبكراً؟ليس مجرد اسم.. النيابة السعودية تكشف التعريف الشامل للبيانات الشخصية المحمية قانونياً!

ومن بين المعالم التي تشملها الحملة، يبرز متحف برج الساعة الذي يحكي مسيرة الزمن من قلب أطهر بقاع الأرض، إضافة إلى المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، حيث يلتقي الزائر بجذور الرسالة المحمدية في أبهى صورها.

ويُعد جبل الرحمة وغار حراء من أبرز المحطات التي تركز عليها الحملة، لما لهما من دلالة روحية عظيمة، إذ يشهد أحدهما على نزول الوحي، والآخر على دعاء إبراهيم عليه السلام، مما يمنح تجربة الزيارة بعدًا إيمانيًا فريدًا.

تسعى الهيئة الملكية من خلال هذه الحملة إلى تقديم تجربة متكاملة، لا تقتصر على العرض البصري أو التوثيق التاريخي، بل تمضي نحو إشراك الزائر في سردية المكان وروحانيته، ليغدو جزءًا من القصة لا مجرد متفرج.

ولا تقتصر الحملة على الإعلانات التقليدية، بل تعتمد مسارين متكاملين للإطلاق والترويج، ما يضمن وصول الرسالة إلى أوسع شريحة ممكنة، ويشجع مختلف فئات المجتمع على استكشاف الكنوز الثقافية والإيمانية التي تحتضنها مكة.

الحملة تمثل أحد مخرجات استراتيجية أوسع تنفذها الهيئة الملكية، تهدف إلى إعادة تعريف علاقة الإنسان بالمكان، عبر تطوير أكثر من 98 موقعًا في مكة والمشاعر المقدسة، لتتحول إلى وجهات تثقيفية وروحية.

وقد أنجزت الهيئة مؤخرًا عددًا من المشاريع النوعية، شملت أعمال تأهيل وتجهيز عدد من المواقع، وإعادة تصور تجربة الزائر، بحيث تتجاوز الزيارة النمطية إلى استكشاف أعمق يلامس الوجدان والعقل معًا.

وبالتوازي مع التأهيل الميداني، تم الانتهاء من دراسات فنية متخصصة تساعد في تفعيل هذه المواقع بطريقة مستدامة، ما يضمن بقاءها حية في ذاكرة الأجيال القادمة، ويعزز من مكانة مكة كمركز إشعاع حضاري.

تولي الهيئة جانب الاستثمار اهتمامًا واضحًا ضمن هذه المبادرة، إذ تفتح الحملة المجال لفرص استثمارية جديدة تسهم في تنشيط القطاع السياحي الثقافي، وتدعم التنمية الاقتصادية دون المساس بقدسية المكان.

يأتي ذلك في إطار الرؤية الأوسع التي تتبناها المملكة لتعزيز مكانة مكة كمركز عالمي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويجسد تجربة إنسانية متكاملة تمتزج فيها العقيدة بالتاريخ، والروح بالحضارة.

ومع بدء الحملة، يتوقع أن تشهد المواقع المستهدفة إقبالًا متزايدًا من الزوار، الباحثين عن رحلة لا تُنسى في عمق التاريخ الإسلامي، ومواقع تحمل بين جنباتها قصص النبوة والإيمان.

وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى هذه المبادرة، تبدو مكة وقد استعادت بريقها الثقافي والتاريخي، رافعةً شعار "إرث حي" في وجه الزمن، لتؤكد أن الماضي ليس فقط ذكرى، بل تجربة يمكن أن تُعاش مجددًا بكل تفاصيلها.

إنها لحظة فاصلة في رحلة مكة نحو المستقبل، حيث تُعاد صياغة العلاقة بين المكان وساكنيه وزائريه، في إطار من التقدير للإرث، والاعتزاز بالهوية، والسعي نحو غدٍ أكثر إشراقًا.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار