في ساعات مبكرة من صباح اليوم، باشرت فرق الدفاع المدني في محافظة حفر الباطن حادث حريق اندلع في أحد المستودعات الواقعة بحي السليمانية، حيث تمكنت الفرق الميدانية من السيطرة على النيران في وقت قياسي، ومنعت امتدادها إلى المباني المجاورة، في عملية وصفت بالدقيقة والمنظمة.
وأفادت مديرية الدفاع المدني في بيانها الرسمي بأن الحريق لم يسفر عن أي إصابات بشرية، مشيرة إلى أن الجهود ما زالت متواصلة في موقع الحادث للقيام بأعمال التبريد والوقاية اللازمة، لمنع تجدد الاشتعال أو تسرب الدخان إلى المناطق السكنية المجاورة.
إقرأ ايضاً:
"باحثون" يقدمون "أملاً جديداً" لمرضى خشونة الركبة.. تقنية "غير جراحية" تظهر نتائج "مشجعة"تحذير رسمي .. غرامات قاسية بانتظار المتلاعبين بتصريف الصرف الصحي في جدةوشوهدت سحب الدخان تتصاعد في سماء الحي مع بداية الحريق، ما أثار قلق السكان القريبين من موقع الحادث، ودفع بعضهم إلى مغادرة منازلهم احترازياً، وسط حضور لافت للدوريات الأمنية التي فرضت طوقاً حول الموقع لضمان سلامة المواطنين وتنظيم حركة السير.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن المستودع الذي اندلع فيه الحريق يُستخدم لتخزين مواد متنوعة، بعضها من الأصناف سريعة الاشتعال، ما جعل المهمة أكثر تعقيداً بالنسبة للفرق الميدانية، التي تعاملت بحذر مع ألسنة اللهب المتصاعدة والحرارة العالية داخل الموقع.
ورغم كثافة المواد المخزنة، إلا أن التنسيق السريع بين الجهات المعنية ساهم في منع حدوث أي كارثة كبرى، حيث فُعلت خطط الطوارئ المعدّة مسبقاً، وتم توجيه عدد كافٍ من الآليات والإطفائيين إلى الموقع فور تلقي البلاغ.
وكانت بلاغات أولية قد وردت إلى غرفة العمليات تفيد بتصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف من أحد المستودعات، لتتحرك إثرها فرق الدفاع المدني المدربة بكامل تجهيزاتها، مدعومة بصهاريج مياه إضافية ووحدات متخصصة في التعامل مع الحرائق الصناعية.
وأكد مسؤول في الدفاع المدني أن سرعة الاستجابة والاحترافية في تنفيذ خطة التدخل الميداني، ساهمتا بشكل مباشر في احتواء النيران خلال فترة وجيزة، موضحاً أن الحريق اقتصر على منطقة التخزين دون أن يمتد إلى مرافق أخرى أو يؤثر على الأرواح.
ويجري حالياً تحقيق ميداني لمعرفة الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق، حيث تقوم فرق فنية بتمشيط الموقع وجمع العينات وتحليل مؤشرات الاشتعال، في خطوة تهدف إلى تحديد مصدر الحريق وما إذا كانت هناك شبهة جنائية أو إهمال تقني.
ويُعد حي السليمانية أحد الأحياء الحيوية في حفر الباطن، ويضم عدداً من المستودعات والمحال التجارية الكبيرة، ما يزيد من حساسية وقوع حريق في هذه المنطقة، ويستدعي دائماً تعزيز الجاهزية تحسباً لأي طارئ قد يطرأ فجأة.
وأشاد عدد من السكان المحليين بجهود الدفاع المدني، مؤكدين أن سرعة الوصول إلى الموقع وسلاسة عمليات الإطفاء خففت كثيراً من حجم الأضرار، وأن التعامل المهني أعاد الطمأنينة إلى المنطقة خلال وقت وجيز من اندلاع الحريق.
ورغم السيطرة على الحريق، إلا أن الجهات المختصة لا تزال تُجري عمليات تبريد دقيقة تشمل الجدران والأسطح والمواد المتبقية داخل المستودع، وذلك لضمان عدم وجود بؤر حرارية قد تتسبب في إعادة اشتعال الحريق لاحقاً.
وتعمل الجهات الأمنية بالتوازي مع فرق الإطفاء على تأمين الموقع بالكامل، فيما يُتوقع أن تُستكمل أعمال المعاينة خلال الساعات المقبلة، تمهيداً لإعادة فتح الطرق المحيطة وتقييم الأضرار بشكل نهائي.
وأشارت مصادر الدفاع المدني إلى أهمية التقيد بأنظمة السلامة في المنشآت والمستودعات، خصوصاً في المناطق الصناعية والتجارية، لتقليل احتمالية الحرائق المفاجئة، وحماية الممتلكات والأرواح من الخطر.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تكررت فيه الحرائق في عدد من المواقع التجارية والمخازن في مدن مختلفة خلال الأشهر الماضية، ما يعيد إلى الواجهة أهمية الصيانة الدورية لأنظمة الكهرباء والوقاية في مثل هذه المنشآت الحساسة.
كما شددت مديرية الدفاع المدني على دور أصحاب المنشآت في الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة، وتوفير أنظمة إطفاء فعّالة، إلى جانب تدريب العاملين على كيفية التصرف السليم في حالات الطوارئ.
وأشارت تقارير أولية إلى أن الأضرار اقتصرت على الخسائر المادية التي لحقت بالمستودع ومحتوياته، فيما يُنتظر صدور تقرير نهائي يوضح حجم الخسائر الكلي، وتفاصيل التحقيق الفني حول أسباب الحريق.
ويتابع المسؤولون المحليون في محافظة حفر الباطن تطورات الحادث عن كثب، وسط إشادة بجهود الفرق الميدانية التي تعاملت مع الموقف باحترافية عالية وسرعة استجابة جنبت المنطقة نتائج كانت قد تكون مأساوية.