في خضم التحركات المكثفة لنادي يوفنتوس الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، تصدّر اسم الجناح الأرجنتيني نيكو جونزاليس واجهة الأحداث، إذ يسعى النادي للتخلص من اللاعب، بعد خروجه من حسابات الجهاز الفني للموسم المقبل، الأمر الذي فتح الباب أمام احتمالية انتقاله إلى وجهة جديدة، قد تكون هذه المرة خارج القارة الأوروبية.
واللاعب الأرجنتيني البالغ من العمر 27 عامًا، لم يعد يمثل أولوية ضمن تشكيلة ماسيميليانو أليغري، المدير الفني ليوفنتوس، مما دفع إدارة السيدة العجوز إلى تسريع وتيرة البحث عن عروض مناسبة للتخلص من عبء راتبه، خاصة مع وجود أسماء أخرى في ذات المركز، تبدو أكثر انسجامًا مع خطط الفريق في الموسم الجديد.
إقرأ ايضاً:
قفزة جديدة في أسعار الذهب بالمملكة وعيار 21 يقترب من 355 ريالًابعد مغادرة النصر.. فيورنتينا يعلن بيولي مدربًا رسميًا للموسم الجديدوفي هذا السياق، كشف الصحفي الإيطالي الموثوق نيكولو شيرا، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن أحد الأندية السعودية أبدى اهتمامًا واضحًا بالتعاقد مع نيكو جونزاليس، حيث تقدّم النادي بطلب رسمي للحصول على معلومات تفصيلية عن وضع اللاعب، تمهيدًا لاتخاذ قرار بشأن الدخول في مفاوضات رسمية مع يوفنتوس.
ورغم أن شيرا لم يذكر اسم النادي المهتم، فإن مصادر مقربة من دائرة المفاوضات رجّحت أن يكون نادي الهلال السعودي هو الجهة التي تسعى لضم اللاعب، خاصة في ظل مساعي إدارة النادي لتدعيم صفوف الفريق بأسماء هجومية جديدة، تتماشى مع طموحات المنافسة على البطولات المحلية والقارية خلال الموسم المقبل.
ويأتي هذا الاهتمام من الهلال بعد سلسلة من الأحداث الداخلية التي أثارت الجدل، لعل أبرزها التصرفات الأخيرة للنجم البرازيلي مالكوم، الذي دخل في مواجهة لفظية مع جمهور الهلال، ما أثار موجة من الاستياء داخل أروقة النادي، وفتح الباب أمام إمكانية رحيله في سوق الانتقالات الصيفية الحالية.
وبحسب مصادر صحفية، فإن الهلال بدأ بالفعل دراسة بدائل محتملة في مركز الجناح الأيمن، ويُعد نيكو جونزاليس من الخيارات البارزة على طاولة الإدارة، خاصة مع قدرته على اللعب في أكثر من مركز هجومي، الأمر الذي يمنح الجهاز الفني مرونة تكتيكية كبيرة، حال إتمام الصفقة.
وجونزاليس، الذي انتقل إلى يوفنتوس قبل موسمين قادمًا من فيورنتينا، لم ينجح في ترك بصمة قوية مع السيدة العجوز، حيث اكتفى بتسجيل خمسة أهداف وصناعة أربعة آخرين خلال 38 مباراة خاضها الموسم الماضي، وهي أرقام تعتبر متواضعة بالنظر إلى التطلعات الكبيرة التي رافقت انتقاله إلى تورينو.
ورغم ذلك، لا يزال اللاعب يحظى بتقدير من بعض الأندية التي ترى فيه عنصرًا هجوميًا مرنًا، قادرًا على شغل مراكز متعددة في الثلث الهجومي، سواء على الجناح الأيمن أو الأيسر، أو حتى كرأس حربة متقدم، وهي السمات التي يفتش عنها الهلال لتعويض الفراغ المحتمل في حال رحيل مالكوم.
ومن جهة أخرى، يولي يوفنتوس أهمية كبيرة للتخلص من عدد من لاعبيه غير الأساسيين، في ظل سعي الإدارة لتخفيض فاتورة الأجور وتهيئة المجال أمام صفقات جديدة، وذلك في إطار سياسة ترشيد النفقات وإعادة هيكلة التشكيلة، خاصة بعد النتائج المتذبذبة في المواسم الأخيرة.
ويرى مراقبون أن انتقال نيكو إلى الدوري السعودي سيكون خطوة مثيرة في مسيرته، إذ سيتاح له اللعب ضمن صفوف أحد الأندية الأكثر طموحًا في القارة الآسيوية، مع فرصة المشاركة في البطولات القارية، فضلًا عن تحديات المنافسة المحلية القوية التي باتت تميز دوري روشن للمحترفين.
ويبدو أن نيكو نفسه منفتح على فكرة الانتقال خارج أوروبا، لا سيما وأن مستقبله في يوفنتوس بات معلقًا بخيط رفيع، ومع تقلص العروض الأوروبية الجادة، فإن عرض الهلال قد يمثل فرصة ذهبية له لاستعادة بريقه والظهور في بيئة كروية جديدة تشهد تطورًا متسارعًا.
وكان الدوري السعودي قد شهد خلال المواسم الماضية طفرة نوعية في سوق الانتقالات، مع انضمام عدد كبير من نجوم الكرة العالمية إلى أنديته، مما أسهم في رفع مستوى التنافس وزيادة جاذبية البطولة، وهو ما قد يكون أحد دوافع نيكو لاتخاذ قرار الرحيل إلى الرياض.
ومن جانبه، لم يصدر الهلال أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي اهتمامه باللاعب، غير أن الصمت الإداري لا يُخفي حقيقة التحركات الفعلية التي تجري خلف الكواليس، حيث يُعرف عن إدارة الهلال ميلها للحسم السريع للصفقات، خاصة مع اقتراب المعسكر الإعدادي للفريق.
وإذا ما تمت الصفقة، فإن انضمام نيكو جونزاليس سيمثل إضافة قوية للهلال، سواء على مستوى التشكيل الأساسي أو دكة البدلاء، بالنظر إلى خبرته الدولية ومشاركته السابقة مع منتخب الأرجنتين، وإن كانت متقطعة، فضلًا عن سنواته في الدوري الإيطالي المعروف بصلابته التكتيكية.
وتبقى الأيام القادمة كفيلة بحسم مصير الصفقة، وسط ترقب من جمهور الهلال الذي يمني النفس برؤية نجم جديد يحمل قميص الفريق، ويُسهم في استعادة اللقب المحلي، والمضي بعيدًا في دوري أبطال آسيا، فيما يأمل يوفنتوس في إغلاق الملف سريعًا، لتوجيه موارده نحو تدعيم مراكز أكثر احتياجًا.
وفي ظل اشتعال سوق الانتقالات، فإن أنباء انضمام نيكو للدوري السعودي لن تمر مرور الكرام، إذ قد تفتح شهية أندية أخرى للدخول على خط المفاوضات، في مشهد يعكس الديناميكية الكبيرة التي باتت تميز الميركاتو الصيفي في كرة القدم الحديثة.