محافظة ظفار في سلطنة عمان.

طريق جديد يفتح أبواب السياحة لعشرات الآلاف .. صلالة تستقبل السعوديين وترحب بهم بعروض استثنائية

كتب بواسطة: محمد اسعد |

تشهد محافظة ظفار في سلطنة عمان حركة سياحية نشطة مع تدفق آلاف السياح السعوديين مع بداية موسم الخريف، حيث تتحول مدينة صلالة إلى لوحة طبيعية خلابة تمتزج فيها الخضرة بالضباب والماء، مما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات الصيفية في المنطقة التي يقصدها السعوديون للهرب من درجات الحرارة المرتفعة في المملكة.

وتتميز صلالة في هذا التوقيت من العام بمناخ معتدل تتراوح درجات حرارته بين 22 و27 درجة مئوية، ما يوفر بيئة مثالية للاستجمام وقضاء الإجازات العائلية، وقد أصبحت صلالة خلال السنوات الأخيرة وجهة مفضلة للسعوديين بشكل متزايد، خاصة مع تطور الخدمات السياحية وسهولة الوصول إليها برًا وجوًا.

إقرأ ايضاً:

أوسيمين يُفجّر مفاجأة الصيف ... النصر يتفوق في سباق الميركاتو!"المرور السعودي" يطلق "تنبيهاً هاماً": هذا "السلوك المتهور" يهدد السلامة العامة

وتتربع فنادق “هوانا صلالة” على رأس قائمة الوجهات الفندقية المفضلة للسياح السعوديين، حيث تقدم هذه المنشآت باقة متكاملة من الخدمات الفاخرة والعروض المميزة، التي صممت بعناية لتناسب الذوق الخليجي وتواكب تطلعات العائلات الباحثة عن الراحة والمتعة في آن واحد.

وتضم هذه الوجهة السياحية المتكاملة مجموعة من الفنادق الراقية مثل “فندق فنار”، و”منتجع روتانا”، و”فندق ذا كلوب”، و”فندق جويرة”، وهي جميعًا منشآت تقع على شاطئ يمتد على بحر العرب، وتوفر غرفًا بإطلالات خلابة، ومرافق ترفيهية متنوعة، ومطاعم تقدم أطباقًا محلية وعالمية تناسب جميع الأذواق.

وإلى جانب الفخامة والخدمة المتميزة، تتيح هذه الفنادق للزوار الوصول بسهولة إلى أبرز المعالم الطبيعية والسياحية في المنطقة، مثل وادي دربات الشهير، وعين أثوم، وشلالات مغسيل، إلى جانب المواقع التاريخية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي مثل موقع سمهرم الأثري ومدينة البليد التاريخية.

وتشهد الرحلات الجوية من السعودية إلى صلالة كثافة لافتة، حيث تُسيّر أكثر من 30 رحلة أسبوعيًا من مدن سعودية مختلفة، أبرزها الرياض وجدة والدمام والطائف والمدينة وأبها، ما يسهل بشكل كبير حركة السياحة ويتيح خيارات مرنة للسفر تناسب جداول العائلات والمسافرين على حد سواء.

وتقوم خمس ناقلات جوية بتسيير هذه الرحلات المنتظمة، وهي الخطوط السعودية، فلاي ناس، فلاي أديل، طيران عمان، وسلام إير، في حين تشير التوقعات إلى احتمالية زيادة عدد الرحلات خلال الأسابيع القادمة بالتزامن مع بلوغ موسم الخريف ذروته في شهر أغسطس.

ولا يقتصر تدفق السياح السعوديين على الرحلات الجوية فقط، بل يشهد الطريق البري الرابط بين المملكة وسلطنة عمان عبر منفذ الربع الخالي الحدودي نشاطًا ملحوظًا، حيث أظهرت تقديرات حديثة أن عدد المركبات التي عبرت هذا الطريق تجاوز 150 ألف مركبة خلال هذا الموسم، مما يعكس ثقة المسافرين بجودة الطريق وسلاسة الإجراءات الحدودية.

ويعد هذا الطريق من المشاريع الاستراتيجية التي ساهمت في تعزيز التواصل بين البلدين، حيث يمتد عبر بنية تحتية حديثة واستراحات مجهزة، فضلًا عن تنسيق أمني وجمركي فعّال أسهم في تسريع حركة العبور وتوفير تجربة سفر مريحة وآمنة للعائلات والمسافرين.

ويُقدّر عدد الركاب الذين سلكوا الطريق البري هذا العام بنحو 375 ألف مسافر، بناءً على معدل متوسط يبلغ 2.5 راكب لكل مركبة، ما يبرز الأهمية المتزايدة لوسائل النقل البرية في دعم حركة السياحة الإقليمية، خصوصًا في ظل بحث العديد من الأسر عن خيارات سفر مرنة واقتصادية.

ويعتبر موسم الخريف في صلالة من الظواهر الطبيعية الفريدة في المنطقة، حيث تسود أجواء الضباب الكثيف والرذاذ المستمر، وتنبت المروج الخضراء على الجبال والسهول، في مشهد لا يتكرر كثيرًا في دول الخليج، وهو ما يعزز من جاذبية المحافظة كوجهة سياحية استثنائية.

ويشهد قطاع السياحة في ظفار تعاونًا ملموسًا بين الجهات الحكومية والمستثمرين من القطاع الخاص، حيث تُعد منطقة هوانا صلالة نموذجًا ناجحًا لهذا التعاون، من خلال توفير بنية تحتية سياحية متقدمة تراعي مفاهيم الاستدامة والجودة والتنوع الثقافي في آن واحد.

وتحرص إدارة فنادق هوانا على تطوير برامج ترفيهية وترويجية متجددة سنويًا، تتضمن أنشطة للأطفال والبالغين، وفعاليات ثقافية، وجولات بيئية، مما يضفي على تجربة الإقامة طابعًا متكاملًا يجمع بين الراحة والمتعة والاستكشاف.

ومن المتوقع أن تسجل فنادق صلالة، ولا سيما هوانا، نسب إشغال مرتفعة خلال شهري يوليو وأغسطس، وسط مؤشرات على تزايد الحجوزات المسبقة من السوق السعودي، ما يدفع القائمين على القطاع الفندقي إلى رفع مستوى الجاهزية وتكثيف الكوادر لضمان تقديم أفضل تجربة للزائر الخليجي.

وتراهن سلطنة عمان على موسم الخريف كأحد أعمدة استراتيجيتها لتنويع مصادر الدخل عبر تنمية السياحة الداخلية والخارجية، حيث تتجه الأنظار إلى محافظة ظفار بوصفها مركز جذب رئيسي يجمع بين الطبيعة والتاريخ والثقافة في مزيج فريد من نوعه في شبه الجزيرة العربية.

وتسعى الجهات المعنية إلى ترسيخ مكانة صلالة كوجهة إقليمية متميزة من خلال تطوير البنية التحتية للمطار، وتعزيز خدمات النقل والمرافق العامة، والعمل على تسويق مقوماتها الطبيعية والتاريخية في الأسواق الخليجية والدولية.

ومع ازدياد الوعي السياحي لدى المواطنين والمقيمين في السعودية، أصبحت صلالة من الوجهات التي يقصدها الباحثون عن التجارب المختلفة، بعيدًا عن الطابع التجاري والسياحة النمطية، حيث يجد الزائر في ربوع ظفار تنوعًا بيئيًا وثقافيًا يندر أن يجتمع في مكان واحد.

وتواصل محافظة ظفار استقبال زوارها بكل ترحاب، حيث تتكامل عناصر الطبيعة مع حسن الضيافة والبنية السياحية المتطورة، في مشهد يجعل من خريف صلالة فرصة لا تُفوت لعشاق الأجواء الباردة والمناظر الخلابة.