يعيش نادي ضمك السعودي مرحلة حاسمة من التحضيرات الأولية لانطلاقة الموسم الرياضي الجديد، حيث تتجه الأنظار إلى القرار المرتقب بشأن وجهة المعسكر الخارجي الذي سيُشكل محطة محورية في استعدادات الفريق، ووفقًا لمصادر مطلعة من داخل النادي، فإن المفاضلة باتت محصورة بين خيارين أوروبيين بارزين هما تركيا وسلوفينيا، وسط نقاشات مكثفة بين الإدارتين الفنية والإدارية.
وتؤكد المعطيات أن إدارة النادي قد حسمت قرارها الأولي باعتماد القارة الأوروبية مكانًا لإقامة المعسكر الخارجي، في خطوة تعكس الرغبة الجادة في توفير بيئة تدريبية متكاملة، إلا أن تحديد الدولة المستضيفة لا يزال قيد الدراسة، مع وجود ميل طفيف تجاه سلوفينيا نظرًا للتجارب الإيجابية السابقة التي خاضها الفريق هناك.
إقرأ ايضاً:
النصر يفقد نجمًا بارزًا ... الاتحاد يخطف هزازي ويصدم أنصار النصر!"هيئة الزكاة والضريبة والجمارك" تعلن: إحباط 1268 محاولة تهريب.. وهذه أبرز المضبوطاتواحتضنت سلوفينيا في السنوات الأخيرة أكثر من معسكر تحضيري لفريق ضمك، ما جعلها خيارًا مألوفًا للإدارة والجهاز الفني، وقد كانت الوجهة الأخيرة قبل بداية الموسم الماضي، حيث شهدت إعدادًا مكثفًا أسهم في انطلاقة قوية للفريق آنذاك، الأمر الذي يعزز من أسهم هذا البلد الأوروبي الهادئ في كسب ثقة الجهاز الفني مجددًا.
وفي المقابل، تمثل تركيا خيارًا لا يقل جاذبية من الناحية الفنية واللوجستية، إذ توفر بنية تحتية رياضية متقدمة ومرافق تدريبية على مستوى عالٍ، بالإضافة إلى قربها الجغرافي من المملكة مما يقلل من أعباء السفر ويمنح الفريق وقتًا أكبر للتركيز داخل المعسكر، فضلًا عن التجارب الإيجابية لعدد كبير من الأندية السعودية والخليجية التي سبق لها إقامة معسكرات ناجحة في المدن التركية.
ومن المنتظر أن يبدأ الفريق الضمكاوي تحضيراته المحلية في 20 يوليو الجاري، حيث تنطلق المرحلة الأولى من البرنامج الإعدادي على ملعب النادي الرئيسي، وستمتد هذه المرحلة لمدة عشرة أيام، قبل أن تقلع البعثة نحو المعسكر الخارجي الذي سيشهد المرحلة الثانية والأكثر كثافة في التحضيرات البدنية والتكتيكية.
وفي هذا السياق، يشدد الجهاز الفني بقيادة المدرب الجديد على أهمية إعداد الفريق في أجواء مثالية تسمح برفع معدل اللياقة وتجربة الخطط الفنية المختلفة، حيث ستكون المرحلة الأوروبية بمثابة اختبار حقيقي لمدى انسجام اللاعبين الجدد مع التشكيلة الأساسية، واستيعابهم للنهج الذي ينوي المدرب تطبيقه في الموسم المقبل.
ومن المتوقع أن تتضمن المرحلة الخارجية عددًا من المباريات الودية مع أندية أوروبية مختلفة، بهدف رفع جاهزية الفريق تدريجيًا وقياس مدى تطور الأداء في ظل المنافسة المبكرة، كما تسهم هذه اللقاءات التجريبية في كشف الثغرات التي يمكن العمل على تلافيها قبل الدخول في أجواء المسابقات الرسمية.
ويخضع قرار المفاضلة النهائي لمجموعة من المعايير الدقيقة، تشمل المناخ المتوقع خلال فترة المعسكر، وجودة المرافق، وتوفر الخصوم المناسبين لخوض المباريات التحضيرية، فضلًا عن الجوانب اللوجستية المتعلقة بالإقامة والتنقل، حيث تسعى إدارة النادي إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المعسكر الخارجي دون إرهاق الفريق أو تحميل ميزانية النادي أعباء إضافية.
ويأتي هذا الاستعداد المكثف في وقت تحرص فيه إدارة ضمك على تقديم موسم مختلف يعكس تطلعات الجماهير، خاصة بعد الأداء المتذبذب في الموسم الماضي، حيث يسعى النادي إلى تحسين مركزه في جدول الدوري، وتقديم أداء يليق بالاستقرار الإداري الذي يعيشه مؤخرًا.
وارتفعت حدة الترقب في أوساط الجماهير الضمكاوية بانتظار الإعلان الرسمي عن الدولة المستضيفة، حيث يتابع عشاق الفريق تفاصيل الاستعدادات بشغف كبير، ويأملون أن يشكل المعسكر نقطة تحول إيجابية في مسيرة الفريق نحو موسم أكثر ثباتًا ونجاحًا.
وتراهن إدارة النادي على الاستقرار الفني المبكر والتخطيط المدروس للمعسكر من أجل كسب أفضلية نفسية وفنية قبل انطلاق المنافسات، وهو ما دفعها إلى فتح قنوات التواصل المباشر مع شركات تنظيم المعسكرات في أوروبا لاختيار العرض الأنسب والأكثر تكاملاً.
ولم تُبدِ الإدارة أي استعجال في حسم الملف، معتبرة أن التريث في اتخاذ القرار يصب في مصلحة الفريق، خاصة أن مرحلة ما قبل الموسم تعتبر حجر الأساس الذي تُبنى عليه طموحات النادي خلال العام الكروي الكامل.
وتجدر الإشارة إلى أن معسكرات أوروبا تحظى بإقبال واسع من الأندية السعودية، لا سيما في ظل ما توفره من عوامل مساعدة على الإعداد الجيد، مثل المناخ المعتدل، والاحتكاك مع فرق ذات مدارس كروية مختلفة، وهو ما يعزز من تنوع الخبرات لدى اللاعبين والجهاز الفني.
وقد يتضمن المعسكر المرتقب بعض التدريبات الخاصة للاعبين الدوليين والعائدين من الإصابة، حيث يسعى الجهاز الطبي إلى تسريع وتيرة جاهزيتهم البدنية قبل العودة إلى المنافسات، ما يجعل من هذا التجمع فرصة ذهبية لإعادة صياغة التوازن البدني والتكتيكي للفريق.
ويبدو أن ضمك عازم على دخول الموسم الجديد بأسلوب مختلف، قائم على التنظيم الدقيق والتحضير المسبق، وهو ما يتطلب معسكرًا خارجيًا متكاملًا لا يقتصر على الجوانب البدنية فقط، بل يمتد إلى تعزيز الانسجام والروح الجماعية داخل الفريق.
وفي ظل هذا الزخم من الترتيبات، يتوقع أن يُعلن النادي قراره النهائي بشأن الدولة المستضيفة خلال الأيام القليلة المقبلة، ليبدأ بعدها العد التنازلي نحو محطة الإعداد الأوروبية التي ستشكل الانطلاقة الحقيقية لموسم ضمك المقبل.