في إطار الاستعدادات الجارية للتصفيات النهائية المؤهلة إلى البطولات القارية المقبلة، أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن موعد سحب قرعة ملحق التصفيات، والتي ستُجرى في السابع عشر من شهر يونيو الجاري، ويعد هذا الإجراء خطوة أساسية على طريق تحديد هوية المنتخبات التي ستُكمل عقد المتأهلين إلى النهائيات المرتقبة، سواء على مستوى كأس آسيا أو تصفيات كأس العالم، وهو ما يضفي على القرعة المرتقبة أهمية استثنائية لدى جماهير القارة ووسائل الإعلام الرياضية.
وقد اعتاد الاتحاد الآسيوي على تنظيم هذه القرعة ضمن أجواء رسمية تحظى بمتابعة واسعة، خاصة أنها تُحدّد المواجهات الفاصلة بين المنتخبات التي لم تحسم تأهلها المباشر، لكنها لا تزال تملك الفرصة في عبور بوابة الملحق، وتعتبر مباريات الملحق في العادة من أكثر المواجهات إثارة وتوترًا، نظرًا لطابعها الحاسم والنهائي، حيث لا مجال للتعويض أو الخطأ، ما يجعل القرعة المقبلة محط أنظار الشارع الرياضي في القارة.
إقرأ ايضاً:ما بعد التدشين: هل تشهد خطوط جدة-دمشق توسعًا في 2026؟رحلة خاصة لكبار السن لم تتحدث عنها وسائل الإعلام
وبحسب المعطيات الفنية، فإن الملحق الآسيوي سيضم منتخبات أنهت التصفيات السابقة في مراكز لا تؤهلها مباشرة، لكنها تتنافس على بطاقة إضافية للتأهل، ويُتوقع أن تكون القرعة مرآة حقيقية لمستوى التوازن أو الفوارق الفنية بين هذه المنتخبات، ومن المرجح أن يشهد الملحق مواجهات قوية تتسم بالندية العالية، وهو ما يزيد من الحماس الجماهيري المنتظر للحدث، ويعزز من حجم الترقب لنتائج القرعة.
ويعكس هذا الإعلان التزام الاتحاد الآسيوي بتنظيم المسابقات وفق جدول زمني دقيق، مع مراعاة العدالة التامة في توزيع الفرص وتحديد المسارات المؤهلة، بما ينسجم مع معايير النزاهة والشفافية التي يحرص الاتحاد على ترسيخها في كل بطولاته، وتأتي هذه القرعة ضمن منظومة عمل متكاملة تسعى إلى تطوير البنية التنافسية لكرة القدم في آسيا، ورفع مستوى الجاهزية التنظيمية والاحترافية للمنافسات على جميع الأصعدة.
القرعة ستُقام بمقر الاتحاد الآسيوي في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وسط اهتمام خاص من مسؤولي المنتخبات المعنية، الذين يترقبون نتائجها لتحديد خططهم الفنية والإعدادية المقبلة، كما ستنقل مجريات الحدث مباشرة عبر القنوات الرسمية للاتحاد ومنصاته الرقمية، وهو ما يعكس تطور آليات التغطية الإعلامية للفعاليات الكروية القارية، واستجابة الاتحاد لرغبة الجماهير في متابعة الأحداث أولًا بأول.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام التي تسبق سحب القرعة تحليلات وتكهنات متعددة من قبل المختصين، حول السيناريوهات الممكنة ونتائج المواجهات المحتملة، خاصة أن بعض المنتخبات تملك تجارب سابقة في مباريات الملحق، فيما يدخل آخرون إلى هذا الدور بطموحات متجددة، وستكون القرعة بمثابة حجر الأساس في تحديد ملامح المرحلة القادمة، حيث سيبدأ العد التنازلي للمباريات التي ستفصل بين الفشل والتأهل.
وتكتسي هذه المرحلة طابعًا مصيريًا، ليس فقط للمنتخبات المشاركة، بل أيضًا للأجهزة الفنية والإدارية التي ستُحاسب على نتائجها، في ظل سقف التطلعات المرتفع من جماهير كل منتخب، ويُدرك الجميع أن مجرد بلوغ الملحق لا يكفي، بل إن النجاح الحقيقي يكمن في تجاوز هذا الحاجز الصعب، وحجز مقعد بين الكبار في النهائيات، ما يمنح كل مباراة طابعًا أشبه بالنهائي.
يأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه الكرة الآسيوية تطورات متسارعة، من حيث الاستثمارات، ونمو المنافسات، وارتفاع مستوى اللاعبين والمدربين، ما يجعل القرعة أكثر من مجرد إجراء تقني، بل محطة مصيرية في مسار قاري يتجه نحو المزيد من الاحترافية والتنافسية، وستبقى العيون معلقة على ما ستُسفر عنه قرعة 17 يونيو، انتظارًا لما تحمله من مفاجآت قد تعيد رسم خريطة المنافسة في التصفيات الآسيوية المقبلة.