في خطوة جديدة تعكس طموح "ميتا" في ريادة مستقبل التكنولوجيا، بدأت الشركة العمل على تطوير سلسلة من الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، وعلى رأسها نظارات تحمل العلامة التجارية "أوكلي"، وهي خطوة تستهدف الرياضيين بشكل خاص، وتهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية.
وتخطط "ميتا" لإطلاق هذه النظارات خلال العام الجاري، وذلك ضمن جهود وحدة "ريالتي لابس" المتخصصة في تطوير الأجهزة داخل الشركة، في إطار توجهٍ عام يسعى لتوسيع نطاق منتجات الواقع المعزز، والدخول في منافسة مباشرة مع شركات مثل "أبل" و"سامسونغ".
إقرأ ايضاً:قبل أن تتوجه للمطار.. تحذير عاجل من إمارة مكة.. ارتكاب هذه الأخطاء قد يدمر رحلتك بالكامل!رسمياً في موسوعة غينيس.. السعودية تبني أضخم محطة تحلية في العالم.. وتكسر الرقم القياسي في كفاءة الطاقة!
التقارير التي نقلتها "بلومبرغ" أوضحت أن "ميتا" تستعد أيضًا لإطلاق جيل جديد من نظارات ذكية مزودة بشاشات، على أن يتم طرحها رسميًا في عام 2025، فيما تشير المصادر إلى أن الشركة تحرز تقدمًا واضحًا في تطوير أول نظارات للواقع المعزز، تستهدف إصدارها بحلول 2027.
ورغم استثمار "ميتا" لعشرات المليارات في تقنيات الواقع الممتد، فإن القبول الجماهيري الواسع لتلك الأجهزة لم يتحقق حتى الآن، ما يدفع الشركة اليوم لمحاولة استغلال عناصر جديدة أكثر جاذبية للمستخدم، تجمع بين الذكاء الاصطناعي والتصميم العملي.
وتبيع الشركة حاليًا نظارات "Ray-Ban" الذكية التي تتيح التقاط الصور وتشغيل الموسيقى والرد على المكالمات، ولكنها لا تقدم تجربة واقع معزز فعلية، ومع ذلك، يبدو أن "ميتا" تخطط لتوسيع هذا الخط الإنتاجي تحت اسم "Supernova"، عبر ثلاث محاور استراتيجية.
الخطوة الأولى تشمل طرح نظارات "Ray-Ban" في أسواق جديدة، بينما تسعى الخطوة الثانية لتوسيع التعاون مع علامات تجارية مملوكة لمجموعة "لوكسوتيكا"، مثل "أوكلي"، من خلال تطوير نظارات جديدة موجهة للرياضيين، مع تصميم ينقل الكاميرا إلى منتصف الإطار لزيادة الدقة.
أما المحور الثالث فهو تطوير نظارات جديدة بالكامل تُعرف داخليًا باسم "Hypernova"، تحتوي على شاشة تعرض المعلومات أسفل العدسة اليمنى، وتتيح عرض الإشعارات وتشغيل التطبيقات، وتُقارب في خصائصها تجربة الواقع المعزز المنتظرة.
ومن المنتظر أن تكون "Hypernova" من الفئة الفاخرة، بسعر يُقدّر بنحو 1000 دولار، وهو ما يتجاوز سعر نظارات "Ray-Ban" الحالية بثلاثة أضعاف، ما يشير إلى فئة مستهدفة تبحث عن تجربة متقدمة ومستوى أداء أعلى.
ولا تقتصر ابتكارات "ميتا" على النظارات فحسب، إذ تختبر الشركة حاليًا سوارًا يُدعى "Ceres"، يُمكن استخدامه للتحكم في النظارات الجديدة، وسيكون بمثابة وسيلة إدخال بديلة في حال لم تنجح النسخة النهائية من السوار في تلبية معايير الجودة.
وتتجه "ميتا" إلى تقديم تجربة متكاملة تجمع بين النظارات والساعات الذكية، حيث تدرس من جديد فكرة إطلاق ساعة منافسة لـ"أبل ووتش"، قد تتمكن من عرض الصور المُلتقطة بالنظارات، وتوفر بذلك تكاملًا بين الأجهزة الذكية القابلة للارتداء.
وتُعد هذه السلسلة الجديدة من الأجهزة تمهيدًا لإطلاق منتج متكامل يهدف لاستبدال الهاتف الذكي، حيث تعمل "ميتا" على نموذج أولي يُعرف بـ"أوريون"، يحتوي على وحدة خارجية لمعالجة البيانات، وتطمح لطرحه للمطورين في 2026 لتجريب التطبيقات الجديدة عليه.
ولكن "أوريون" لن يصل إلى الأسواق العامة، بل سيتم استبداله بنموذج أكثر تطورًا يُطلق عليه اسم "Artemis"، تخطط الشركة لطرحه في عام 2027، على أن يكون أخف وزنًا وأعلى كفاءة، مما يجعله منافسًا قويًا لنظارات "Vision Pro" من "أبل".
وفي موازاة هذه التطويرات، تعمل "ميتا" أيضًا على ابتكار سماعات ذكية تُنافس "إيربودز"، ستكون مزودة بكاميرات قادرة على فهم وتحليل البيئة المحيطة، وتقديم خدمات ذكية بمجرد توجيه النظر إلى عنصر معين وطلب تحليله.
لكن المشروع ما زال يواجه تحديات في التصميم، أبرزها صعوبة استخدام السماعات لأصحاب الشعر الطويل، وعدم رضا الشركة عن زوايا الكاميرا الحالية، ما يضع احتمالًا دائمًا لإلغاء المشروع إن لم تُحل هذه المشكلات خلال مرحلة التطوير.
وفي حال تم تجاوز العقبات، ستُعرف هذه السماعات داخل "ميتا" باسم "Camera Buds"، وهي محاولة لاستثمار نجاح النظارات الذكية وتحويله إلى صيغة أكثر شيوعًا وانتشارًا بين المستخدمين، في فئة يُقبل عليها الملايين حول العالم.
وبهذه التحركات المتسارعة، يبدو أن "ميتا" تراهن على دخول مرحلة جديدة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المُرتبط بالأجهزة الذكية، لتُعيد رسم حدود التفاعل بين الإنسان والتقنية، وتُمهّد الطريق نحو عصر جديد من الحوسبة المدمجة في الحياة اليومية.