القيادة الذاتية

المستقبل يصل شوارع دبي! سيارات الأجرة "بدون سائق" تنطلق هذا العام.. وهكذا ستحجزها عبر أوبر!

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

تخطو دبي خطوة جديدة في مضمار الابتكار بتوقيع مذكرة تفاهم ثلاثية تجمع بين هيئة الطرق والمواصلات في الإمارة، وشركة أوبر الأمريكية، وشركة WeRide الصينية الرائدة في تكنولوجيا القيادة الذاتية، المذكرة تمهد الطريق لانطلاق تجارب سيارات الأجرة الذاتية القيادة على طرق دبي هذا العام، كجزء من رؤية شاملة تستهدف جعل وسائل النقل الذكية واقعًا يوميًا لسكان المدينة وزوارها.

في المرحلة الأولى، ستعمل السيارات ذاتية القيادة بوجود سائقين لأغراض السلامة، مع إمكانية الحجز عبر تطبيق أوبر، وتُعد هذه الخطوة تمهيدًا لإطلاق الخدمات التجارية الكاملة بدون سائقين بحلول عام 2026، في مشهد جديد يمثل تحولًا جذريًا في طبيعة النقل داخل المدينة التي لطالما سعت لتكون مختبرًا مفتوحًا للتقنيات المستقبلية.
إقرأ ايضاً:فرصتك للدراسة في السعودية.. جامعة نجران تفتح باب المنح لغير السعوديين!ماجد الجمعان يكسر الصمت بعد الإقالة.. ويتوعد النصر بالملاحقة القضائية!

تمثل هذه المبادرة جزءًا من الإستراتيجية الذكية التي وضعتها دبي مسبقًا، والهادفة إلى تحويل 25% من وسائل النقل إلى ذاتية القيادة بحلول عام 2030، الأمر لا يتعلق فقط بالتحول الرقمي أو تقليل الاعتماد على العنصر البشري، بل هو توجه متكامل نحو استدامة التنقل وتحسين كفاءته وتقليل الأثر البيئي، بما يعزز تنافسية الإمارة على الصعيد العالمي.

ويبدو أن هيئة الطرق والمواصلات لا تراهن على شراكة واحدة، بل تنتهج استراتيجية تنويع وتحالفات مفتوحة مع شركات عالمية مرموقة، ففي أبريل الماضي، تم الإعلان عن شراكة مع Baidu ApolloGo الصينية، والتي ستُدير 50 مركبة ذاتية القيادة في دبي خلال الفترة التجريبية القادمة، تمهيدًا للإطلاق الرسمي المقرر في 2026.

ولم تكتفِ الهيئة بذلك، ففي مايو الفائت، تم توقيع اتفاقية تعاون مع شركة Pony،ai الأمريكية، وهي شركة معروفة بعلاقاتها مع كبار مصنعي السيارات مثل تويوتا وGAC وBAIC، وبتطويرها الجيل السابع من تقنيات السيارات الذاتية القيادة، هذه الخطوات المتتابعة توضح أن دبي تسعى لاختيار الأفضل من كل مدرسة تقنية، سواء كانت شرقية أم غربية، لضمان الوصول إلى أقصى درجات التطور والكفاءة.

الجدير بالذكر أن الشراكة الجديدة مع WeRide وأوبر تستند إلى تجربة عملية ناجحة أُطلقت سابقًا في أبوظبي في ديسمبر 2024، حيث تم تشغيل سيارات ذاتية القيادة بشكل فعلي، ما يعني أن دبي لا تبدأ من الصفر، بل تبني على تجارب ميدانية سابقة في بيئة مشابهة، ما يسرّع من جاهزيتها ويزيد من فرص نجاحها.

ومن خلال هذه المشاريع الطموحة، لا تنظر دبي إلى القيادة الذاتية كرفاهية تقنية، بل كضرورة استراتيجية تعزز من جودة الحياة وتدفع بعجلة الاقتصاد وتفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمارات في قطاع النقل الذكي، المدينة تعمل على إعادة تعريف مفهوم التنقل، وتخطيط بنية تحتية قادرة على مواكبة هذا التحول دون الإخلال بانسيابية الحركة أو أمن الطرق.

وفي الوقت الذي ما تزال فيه مدن عالمية تتردد في دخول هذا المجال، تُقدم دبي على خطوات تنفيذية ملموسة، واضعة سقفًا زمنيًا واضحًا ومحدّدًا لتحويل الرؤية إلى واقع، هذه الجرأة في اتخاذ القرار والتنوع في الشراكات يرسخان موقع دبي كعاصمة حقيقية للمستقبل، تحتضن كل ما هو جديد قبل غيرها، وتحوّل التحديات التقنية إلى إنجازات ملموسة على الأرض.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار