أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، يوم الثلاثاء، عن التصنيف الأحدث لمسابقات أندية الرجال لموسم 2024-2025، ليؤكد استمرار تفوق الأندية السعودية وهيمنتها على القارة الآسيوية، بعدما جاءت في صدارة الترتيب العام، متقدمة على اليابان وكوريا الجنوبية، ويأتي هذا التصنيف تتويجًا لموسم كروي استثنائي قدمت خلاله الأندية السعودية أداءً مذهلاً في مختلف المنافسات القارية، عزز من مكانتها كقوة أولى في الكرة الآسيوية.
وتعكس صدارة السعودية واقعًا ملموسًا لأدائها المميز، حيث سجلت حضورًا قويًا في دوري أبطال آسيا للنخبة، بوصول ثلاثة من أنديتها الكبرى — الأهلي، الهلال، والنصر — إلى الدور نصف النهائي، وقد تُوّج هذا التألق بفوز الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، في إنجاز تاريخي هو الأول له على مستوى البطولة القارية، ما منح الكرة السعودية دفعة تصنيفية هائلة، ورسّخ موقعها الريادي في القارة.
ولم تقتصر الإنجازات السعودية على دوري النخبة، إذ بلغ نادي التعاون الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا الثاني، في حين لا تزال إنجازات الهلال تلقي بظلالها على التصنيف العام، بفضل تتويجه بلقبي دوري الأبطال عامي 2019 و2021، وحصوله على المركز الثاني في نسخة 2022، إلى جانب وصوله إلى نصف نهائي نسخة 2023-2024، وهذه المسيرة المميزة للزعيم تؤكد أنه أحد الأعمدة الأساسية لتفوق الأندية السعودية آسيوياً.
من جانبها، جاءت الأندية اليابانية في المركز الثاني، متسلحة بتاريخ حافل واستمرارية في بلوغ الأدوار المتقدمة، وقد مثّل كاوازاكي فرونتال الكرة اليابانية في نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، ليؤكد الحضور القوي لليابان التي سبق وأن سجلت حضورًا نهائيًا في السنوات الماضية عبر فرق مثل يوكوهاما مارينوس، أوراوا ريد دايموندز، وكاشيما أنتلرز وتتويج هذه الفرق المتكرر يعكس عمق المنافسة وقوة الدوري الياباني.
أما كوريا الجنوبية، فقد حلّت ثالثة، مستفيدة من حضور فرقها في أدوار متقدمة، رغم أن أداءها هذا الموسم لم يكن بنفس الزخم الذي عرف عنها في العقد الماضي، ومع ذلك، فقد سجلت فرق مثل جوانجو وجيونبوك هيونداي موتورز نتائج إيجابية بوصولهما إلى دور الثمانية في كل من دوري أبطال آسيا للنخبة والثاني، واستمرار استناد التصنيف إلى تتويجات سابقة كفوز جيونبوك في 2016 ووصافة بوهانج ستيلرز في 2021.
وجاءت الإمارات في المركز الرابع مستندة إلى إنجازات جديدة وملفتة، أبرزها تتويج الشارقة بلقب دوري أبطال آسيا 2، وهو إنجاز تاريخي للنادي، إلى جانب فوز العين بلقب دوري أبطال آسيا 2023-2024، مما منح الكرة الإماراتية دفعة كبيرة في سباق التصنيف، ورسّخ مكانتها كواحدة من أبرز القوى الكروية في غرب آسيا.
أما المفاجأة الأبرز في التصنيف فكانت سنغافورة، التي حققت قفزة مذهلة بصعودها ثمانية مراكز لتحتل المرتبة الخامسة عشرة، بفضل الإنجاز الكبير لنادي ليون سيتي سايلرز الذي بلغ نهائي دوري أبطال آسيا الثاني، ليصبح أول نادٍ سنغافوري يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة في تاريخ البطولات القارية، وهو ما يعكس تطورًا ملحوظًا في كرة القدم السنغافورية، رغم محدودية إمكانياتها مقارنة بكبار القارة.
وامتد تأثير الإنجازات الفردية إلى دول أخرى، حيث ساهم وصول نادي برياه خان ريتش سفاي رينج الكمبودي إلى نهائي دوري التحدي الآسيوي في صعود كمبوديا سبعة مراكز لتصل إلى المركز 24، بينما ارتقت بوتان أربعة مراكز بفضل تأهل نادي بارو إلى دور المجموعات، مما يؤكد اتساع رقعة التنافس وتنامي الطموحات لدى الاتحادات الناشئة.
على صعيد توزيع المقاعد لموسم 2026-2027، واصلت السعودية سيطرتها على منطقة الغرب، بحصولها على ثلاث بطاقات مباشرة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة، إضافة إلى مقعد في دوري أبطال آسيا الثاني، بينما جاءت الإمارات وقطر في المركزين الثاني والثالث تواليًا بنفس حصة المقاعد.
وفي منطقة الشرق، حافظت اليابان على تفوقها بحصولها على ثلاث مقاعد مباشرة، بينما تقاسمت كوريا وتايلاند الحصة الثانية ذاتها، وهذه التوزيعات تعكس مدى تأثير التصنيف السنوي على مستقبل الأندية الآسيوية في البطولات القادمة، وتبرز ثقل الدور الذي تلعبه الأندية في رسم خريطة القارة.