موسم العمرة

"رئاسة الشؤون الدينية" تعلن عن إطلاق حزمة خدمات إثرائية ضمن مبادرة جديدة للمعتمرين

كتب بواسطة: رانية كريم |

في خطوة لافتة مع بداية موسم العمرة لهذا العام 1447هـ، أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عن إطلاق مبادرة جديدة تحمل اسم «إثراء قاصدينا عِزُّ لمنسوبينا»، في إطار خطتها التشغيلية الهادفة إلى تعزيز التجربة الإيمانية لضيوف الرحمن، وإضفاء عمق روحي على رحلتهم إلى أطهر بقاع الأرض، بما يواكب تطلعات الزائرين.

تحمل هذه المبادرة رؤية مختلفة في تقديم الخدمة، فهي لا تكتفي بتسهيل أداء المناسك، بل تسعى إلى جعل زيارة الحرم تجربة روحية متكاملة، تغرس أثرًا إيجابيًا عميقًا في نفوس المعتمرين، وتُذكرهم بأنهم ضيوف مكرمون يجدون كل الرعاية والاهتمام.

إقرأ ايضاً:

"هيئة الطرق" تعلن استكمال مشروع حيوي لتسهيل الحركة بين الرياض وخميس مشيطضربة رقابية قوية بالمملكة .... قائمة بـ 21 كيانًا و3 مؤثرين و26 موقعًا أمام الجهات المختصة!

ويعبر اسم المبادرة بحد ذاته عن فلسفة واضحة، حيث تعتبر خدمة ضيوف الرحمن «عِزًّا» ومنزلة رفيعة لمنسوبي الرئاسة، ما يعزز روح المسؤولية لديهم، ويرفع من مستوى التزامهم بتحويل عملهم إلى رسالة إنسانية سامية، تؤكد القيم النبيلة لخدمة الحرمين.

وتشمل المبادرة حزمة خدمات متكاملة صممت بعناية لتغطي الجوانب التوعوية والإرشادية، حيث ستتواجد فرق ميدانية متخصصة في أرجاء المسجد الحرام لتقديم الإرشاد الديني المباشر، والإجابة على أسئلة الزوار، وتوجيههم بكل رفق ولين، بما يسهل عليهم أداء عباداتهم.

إضافة إلى ذلك، ستتضمن المبادرة توزيع نسخ من المصحف الشريف، وكتيبات توعوية مترجمة لعدة لغات، تحتوي على معلومات قيّمة عن فضل العمرة، مناسكها، الأدعية المأثورة، ووقفات من السيرة النبوية، ما يعمق الوعي الديني والمعرفي لدى الزائرين.

كما ستشمل المبادرة توزيع هدايا رمزية للمعتمرين في المسجد الحرام، في لفتة إنسانية تعزز التواصل الوجداني معهم، وتؤكد مكانتهم كضيوف مكرمين، بما يترك أثرًا طيبًا وبصمة جميلة في ذاكرتهم عن هذه الرحلة الإيمانية.

وتركز المبادرة بشكل أساسي على إثراء تجربة الزائرين روحيًا، وتعزيز مسارهم التعبدي عبر الاستفادة من التقنيات الحديثة، حيث سيتم توظيف التطبيقات الذكية لتقديم محتوى ديني إثرائي، وخدمات إرشادية تفاعلية، وترجمات فورية بلغات متعددة.

يأتي هذا التوجه نحو توظيف التقنية مواكبًا لرؤية المملكة 2030، التي تؤكد أهمية الابتكار والتقنية في خدمة ضيوف الرحمن، من خلال تحسين جودة الخدمات، وتسهيل وصول المعلومات، وتقديم تجربة رقمية متطورة تعكس حرص المملكة على تقديم أفضل الخدمات.

وتهدف هذه المبادرة في جوهرها إلى إحداث أثر إيجابي مستدام في نفوس المعتمرين، عبر برامج نوعية تساعدهم على أداء مناسكهم بسهولة وخشوع، وتزودهم بالمعرفة الدينية التي تصاحبهم بعد عودتهم إلى بلدانهم، بما يعزز الوعي الإسلامي الصحيح.

ويعتمد نجاح هذه المبادرة على التكامل بين جهود منسوبي الرئاسة الميدانية، والأدوات التقنية المتطورة، لخلق تجربة متكاملة يشعر فيها المعتمر بالاهتمام الكامل منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته، وهو ما يمثل نقلة في مستوى جودة الخدمات المقدمة.

وتأتي هذه الجهود استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة، التي تضع خدمة ضيوف الرحمن في قمة أولوياتها، وتؤكد على توفير كل سبل الراحة والطمأنينة لهم، لضمان أداء مناسكهم في أجواء روحانية هادئة وآمنة تعكس الصورة المشرقة لخدمة الحرمين.

ومع بدء تطبيق هذه المبادرة، يدخل موسم العمرة الجديد مرحلة متقدمة من الجودة الشاملة، حيث لم تعد الخدمات تقتصر على الجوانب التنظيمية فقط، بل امتدت إلى إثراء الرحلة الروحية، وجعلها تجربة إيمانية عالمية بمعايير رفيعة تليق بمقام الحرمين الشريفين.

ويُنتظر أن تؤدي هذه البرامج إلى تحسين تجربة المعتمرين في مختلف الجوانب، بدءًا من استقبالهم وإرشادهم وحتى مغادرتهم، مع الحرص على تلبية احتياجاتهم المتنوعة، وإشعارهم بالعناية والرعاية التي توليها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن.

كما أن استخدام الوسائل التقنية الحديثة يعكس رؤية واضحة نحو التحول الرقمي، وتقليل البيروقراطية التقليدية، وتقديم الخدمات بشكل سريع وفعال، مما يسهم في تحقيق رضا المعتمرين، ويعزز من مكانة الحرمين كمركز إشعاع حضاري وروحي.

وتُعد مبادرة «إثراء قاصدينا عِزُّ لمنسوبينا» تتويجًا للجهود المستمرة في تطوير منظومة الخدمات في الحرمين، بما يعكس روح التجديد والابتكار، والحرص الدائم على تحسين مستوى الأداء بما يليق بحرمة المكان وعظمة الرسالة.

وفي المحصلة، تؤكد هذه المبادرة أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد واجب وظيفي، بل رسالة إنسانية نبيلة، وسعي دؤوب للارتقاء بالتجربة الروحية للمعتمرين، وجعل رحلتهم إلى الحرم المكي ذكرى إيمانية خالدة تنعكس في حياتهم بعد العودة إلى أوطانهم.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار