نجح روبوت بشري صيني في أداء مهمة طهي معقدة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، حيث قام بطهي شريحة لحم ورش الملح بأصابعه بدقة لافتة، وذلك رغم بُعد المسافة بينه وبين المشغل الذي كان يتحكم فيه من مكان يبعد نحو 1800 كيلومتر، في تجربة جديدة تمثل قفزة في إمكانيات الروبوتات البشرية
التجربة التي تم تنفيذها من قبل شركة "شنتشن دوبوت" الصينية نُشرت عبر حساب الشركة على تطبيق "وي شات"، حيث استعرضت مقطعًا مصورًا استمر لأربع دقائق يوثق الروبوت أثناء تنفيذه لمهام دقيقة تشمل مسح شريحة اللحم وسكب الزيت وتقليبها ثم تتبيلها بطريقة تشبه الحركات البشرية
إقرأ ايضاً:
"فرصة للنخبة".. وزارة التعليم السعودية تفتح باب الابتعاث إلى أيرلندا في 3 تخصصات حيويةاعتماد عالمي جديد يدعم صحة الأمهات والأطفال: مستشفى الولادة بالمدينة المنورة يتوج بلقب "صديق الطفل"الروبوت المسمى "دوبوت أتوم" يُعد أول روبوت بشري تطلقه الشركة، وقد تم الكشف عنه رسميًا في شهر مارس الماضي، وفي هذه التجربة كان الروبوت متواجدًا في مقاطعة شاندونغ بينما تم التحكم به من مقاطعة قوانغدونغ، مما يبرز قدرة النظام على تجاوز قيود المسافة بدقة عالية
التحكم في الروبوت تم من خلال نظارة واقع افتراضي ارتداها المهندس المشغّل الذي التقطت حركات يده وتمت محاكاتها من قبل الروبوت، ما أعطى انطباعًا بحركة واقعية وسلسة تحاكي أداء البشر في المطبخ، الأمر الذي يفتح الباب أمام تطبيقات محتملة في مجالات أكثر دقة
التقنية الجديدة تتميز بقدرتها على تنفيذ حركات دقيقة جدًا، حيث أشارت الشركة إلى أن هامش الخطأ لا يتجاوز 0.05 مليمتر، إلا أن الروبوت في شكله الحالي لا يزال يقتصر على تنفيذ الحركات في الجزء العلوي من الجسم فقط، دون التحكم الكامل بالجسد كاملاً بعد
ولا تُعد هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها تقنيات الواقع الافتراضي للتحكم في روبوتات بشرية، إذ كانت وكالة ناسا قد استعرضت عام 2022 تجربة مشابهة للتحكم بروبوتها الشهير "فالكيري"، إلا أن دوبوت الآن تتفوق بقدرتها على الوصول للإنتاج الضخم في هذا المجال
ويبلغ سعر روبوت "دوبوت أتوم" نحو 199 ألف يوان أي ما يعادل 27,500 دولار، ويتميز بيدين مكونتين من خمسة أصابع قادرتين على أداء مهام دقيقة مثل ترتيب وجبة فطور وسكب الحليب، كما يتمتع بجسم قابل للحركة بركبة مستقيمة تحاكي المشي البشري إلى حد كبير
تعود جذور شركة "دوبوت" إلى عام 2015، وكانت في بداياتها متخصصة في تصنيع الأذرع الروبوتية الصناعية، قبل أن توسّع مجال أعمالها وتبدأ بتطوير روبوتات بشرية مزودة بقدرات إدراكية وحركية متقدمة تجعلها أكثر تكاملًا مع أنظمة التحكم الذكية
وفي الأسبوع الماضي، بدأت الشركة رسميًا أولى عمليات التسليم الخارجية، حيث استلمت اليابان الدفعة الأولى من هذا الروبوت، مما يشير إلى دخول الشركة مرحلة التوسع الدولي بعد سنوات من التطوير والاختبار التقني
ويُعد هذا الإنجاز تتويجًا لتوجه صيني أوسع نحو تطوير الروبوتات البشرية، إذ أشار تقرير حديث من شركة TrendForce إلى أن 11 شركة صينية دخلت مرحلة الإنتاج الضخم للروبوتات خلال عام 2024، في حين تخطط ست منها لتصنيع أكثر من ألف وحدة خلال العام الجاري وحده
ويأمل الخبراء أن تسهم هذه الروبوتات في أداء مهام دقيقة وخطرة لا يمكن للبشر القيام بها بسهولة، مثل عمليات التفتيش داخل المحطات النووية أو المساعدة في العمليات الجراحية المعقدة، وحتى في استكشاف الكواكب والمواقع الفضائية البعيدة
ومع تقدم قدرات التحكم عن بعد ودقة الاستجابة، تتجه هذه الروبوتات لتكون أداة فعالة في البيئات التي يصعب على البشر التفاعل معها مباشرة، وهو ما يعزز من فرص استخدامها في تطبيقات مستقبلية في الأمن والصناعة والطوارئ
ورغم هذا النجاح، لا تزال التحديات قائمة، فعملية التحكم في الروبوتات من مسافات بعيدة تتطلب بنية اتصالات قوية تضمن استقرار الإرسال وسرعة الاستجابة، وهي عوامل حاسمة في ضمان سلامة ودقة تنفيذ المهام الحساسة
وتسعى شركات التكنولوجيا المتقدمة في الصين إلى تقليص الفجوة مع اللاعبين الكبار عالميًا في مجال الروبوتات، عبر الاستثمار في التصميمات الذكية والبنية الحركية المرنة التي تُضفي طابعًا بشريًا واقعيًا على الروبوتات الميكانيكية
ومع استمرار السباق العالمي في ميدان الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يُنتظر أن تشهد السنوات المقبلة دخول المزيد من الروبوتات البشرية إلى الأسواق، ليس فقط كمساعدين في المصانع، بل أيضًا في البيوت والمستشفيات والمهمات خارج الكوكب