محترف الاتحاد

عبر بوابة هذا النادي .. محترف الاتحاد "المنبوذ" يعود إلى الدوري الإسباني

كتب بواسطة: رولا نادر |

عاد المدافع الإيطالي لويز فيليبي إلى أجواء الدوري الإسباني من جديد، بعد إعلان نادي رايو فاليكانو الإسباني التعاقد معه رسميًا، قادمًا من نادي مارسيليا الفرنسي، في خطوة تمثل فصلًا جديدًا في مسيرة اللاعب الذي عاش تقلبات حادة خلال العامين الماضيين، خاصة في تجربته مع نادي الاتحاد السعودي التي لم تسر كما كان مأمولًا.

وكان فيليبي قد انضم إلى صفوف الاتحاد في فترة الانتقالات الصيفية قبل الماضية، قادمًا من نادي ريال بيتيس الإسباني، في صفقة حظيت باهتمام جماهيري وإعلامي كبير آنذاك، لما يمثله اللاعب من قيمة فنية وخبرة دولية، غير أن الأمور لم تسر على ما يرام في جدة، حيث عانى المدافع الإيطالي من سلسلة إصابات متكررة أثرت على جاهزيته الفنية وأبعدته عن التشكيلة الأساسية لفترات طويلة.

إقرأ ايضاً:

توسع "ترامب ميديا" العالمي: "+Truth" تحدٍّ جديد لعمالقة البث أم مجرد منصة بديلة؟لا تبدأ رحلتك قبل قراءتها .. تعليمات المرور السعودي الأربع لمواجهة حرارة الصيف

ورغم الآمال العريضة التي علقتها جماهير الاتحاد على اللاعب، إلا أن مشاركته في المباريات ظلت محدودة، حيث ظهر في 28 مباراة فقط خلال موسم واحد، تلقى خلالها 7 بطاقات صفراء، وسط أداء متذبذب وشكوك مستمرة حول حالته البدنية، ما دفع الجهاز الفني لاحقًا إلى استبعاده من التشكيلة الأساسية في العديد من المناسبات.

ولم تترك الإصابات التي لاحقت فيليبي له مجالًا لتقديم أفضل ما لديه، إذ واجه صعوبات متكررة في العودة إلى مستواه المعروف، مما أدى في نهاية المطاف إلى فسخ عقده مع النادي بالتراضي، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع بعد تراجع مستواه وعدم مشاركته في المباريات الحاسمة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى ملاءمته للدوري السعودي من الناحية البدنية والتكتيكية.

وعقب رحيله من الاتحاد، انتقل فيليبي إلى نادي مارسيليا الفرنسي في صفقة انتقال حر، سعيًا منه لاستعادة مكانته على الساحة الأوروبية، إلا أن مشواره مع الفريق الفرنسي لم يكن طويلًا، حيث لم يحظ بفرصة حقيقية لإثبات نفسه، ليجد نفسه مجددًا أمام مفترق طرق يتطلب اتخاذ قرار مصيري بشأن مستقبله الرياضي.

واختار فيليبي العودة إلى الدوري الإسباني، وهو الدوري الذي شهد تألقه سابقًا مع ريال بيتيس، حيث يملك خبرة كبيرة في أجواء الليغا، ويعرف طبيعة المنافسة هناك جيدًا، وقد يكون هذا الانتقال إلى رايو فاليكانو فرصة ذهبية لإعادة إطلاق مسيرته من جديد، خاصة في ظل حاجة الفريق لتعزيز خط الدفاع.

ويعد فيليبي من المدافعين المعروفين بانضباطهم التكتيكي وقدرتهم على اللعب تحت الضغط، وقد قدّم مستويات جيدة خلال فترة تواجده مع لاتسيو في الدوري الإيطالي، قبل أن يخوض تجربته الإسبانية الأولى مع ريال بيتيس، والتي شهدت ذروة أدائه، مما جعل الاتحاد يسعى لضمه إلى صفوفه في وقت سابق.

وتأتي عودة فيليبي إلى الليغا في وقت يبحث فيه اللاعب عن إثبات نفسه مجددًا، خاصة بعد عامين صعبين على المستويين البدني والنفسي، إذ أن فشل التجربة في الاتحاد مثّل نقطة تراجع حادة في مسيرته، غير أن الانتقال إلى رايو فاليكانو قد يمنحه الفرصة لاستعادة الثقة واللعب باستمرار في أجواء أكثر تنافسية.

ويعاني رايو فاليكانو من جهته من مشاكل دفاعية واضحة، وقد يكون التعاقد مع فيليبي جزءًا من خطة النادي لتعزيز خطه الخلفي بلاعب يمتلك الخبرة الدولية والقدرة على التنظيم الدفاعي، وهو ما يأمل الجهاز الفني أن يتحقق في ظل ما يتمتع به اللاعب من إمكانات فنية.

ويعرف الجمهور الإسباني لويز فيليبي جيدًا، وسبق أن تابع أداءه خلال سنواته في بيتيس، حيث أثبت نفسه كأحد العناصر الأساسية في الخط الخلفي، وشارك بانتظام في البطولات المحلية والأوروبية، وهو ما يجعل عودته إلى الليغا محط أنظار المتابعين الذين يترقبون ما إذا كان سيستعيد بريقه مجددًا.

ويبدو أن فيليبي يدرك تمامًا أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة له في أحد الدوريات الخمسة الكبرى، ولذلك فإنه سيحاول استغلالها بأفضل صورة ممكنة، عبر التركيز على الجانب البدني وتحقيق الجاهزية الكاملة، بعيدًا عن الإصابات التي لازمته في الفترات السابقة.

وهذا الانتقال يمثل أيضًا درسًا للعديد من المحترفين في الدوري السعودي، إذ يبرز أهمية الجاهزية البدنية والتأقلم السريع مع طبيعة المنافسة، خاصة للاعبين القادمين من أوروبا الذين يواجهون تحديات من نوع مختلف في بيئة جديدة مثل دوري روشن.

ويتوقع الجهاز الفني لرايو فاليكانو أن يكون فيليبي عنصرًا داعمًا للمنظومة الدفاعية، وليس مجرد صفقة لتعويض النقص العددي، وقد خضع اللاعب للفحوصات الطبية المعتادة قبل توقيع العقد، مما يدل على حرص النادي على التأكد من حالته الصحية بعد فترة الإصابات السابقة.

وبالعودة إلى الاتحاد، فإن تجربة فيليبي يمكن تصنيفها ضمن الصفقات التي لم تنجح بالشكل المطلوب، رغم التوقعات العالية التي سبقتها، وقد يكون الدرس الأبرز للنادي هو أهمية التقييم الدقيق للحالة البدنية والتاريخ الطبي للاعبين قبل التعاقد معهم.

وفي المقابل، فإن اللاعب الإيطالي يملك الفرصة لتغيير هذا التصور من خلال التألق مع فريقه الجديد، خاصة أن سنه لا يزال يسمح له بالعطاء في مستوى عالٍ، وهو ما قد يعيد له الأضواء ويجعل منه من جديد اسمًا لامعًا في سماء الليغا.

ويأمل عشاق رايو فاليكانو أن يكون فيليبي الصفقة التي تحدث الفارق في الموسم المقبل، حيث يعوّل عليه المدرب في قيادة الخط الخلفي وتنظيم الدفاع، خصوصًا في المباريات الصعبة أمام كبار الليغا، وهو تحدٍ يبدو أن اللاعب مستعد له تمامًا.

وبين تجربة لم تكتمل في السعودية، ومشوار جديد في إسبانيا، يقف لويز فيليبي أمام مفترق طرق حاسم في مسيرته، فإما العودة إلى الواجهة، أو الاكتفاء بذكريات التألق السابق، وهو ما ستكشفه مجريات الموسم المقبل في الليغا.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار