أصدرت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية توجيهات مهمة لقائدي المركبات، وذلك مع اشتداد موجة الحر التي تشهدها العديد من مناطق المملكة، ودعت الإدارة جميع السائقين إلى الالتزام بإجراءات السلامة عند قيادة المركبة في الأجواء شديدة الحرارة، مؤكدة أن التقيد بهذه التعليمات يساهم في حماية الأرواح والمركبات من المخاطر المحتملة.
وجاءت هذه التوصيات في وقت سجلت فيه درجات الحرارة مستويات مرتفعة خلال الأيام الماضية، حيث تجاوزت الأربعين درجة مئوية في عدة مناطق، وهو ما يزيد من احتمالات حدوث أعطال في المركبات أو وقوع حوادث سير بسبب تأثير الحرارة العالية على المكونات الأساسية للسيارات.
إقرأ ايضاً:
من 3 جنسيات مختلفة.. "الأمن البيئي" يطيح بـ 7 وافدين في تبوك.. فما هي جريمتهم؟حملة "رقابية" مكثفة.. إيقاف "موظف جمعية" والتحقيق مع 39 جهة.. فما هي المخالفة؟وأكدت الإدارة العامة للمرور عبر حسابها الرسمي أن أولى هذه التعليمات تتعلق بالتحقق من ضغط الإطارات، موضحة أن الإطارات تتأثر بشكل مباشر بارتفاع درجات الحرارة، حيث يؤدي الضغط الزائد أو الناقص إلى زيادة احتمالات الانفجار، خاصة أثناء القيادة لمسافات طويلة أو على الطرق السريعة.
كما شددت على أهمية فحص مياه التبريد في المحرك بشكل دوري، إذ يلعب نظام التبريد دورًا محوريًا في الحفاظ على حرارة المحرك ضمن الحدود الطبيعية، وتعرض النظام لأي خلل قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة المحرك بشكل مفاجئ، مما قد يتسبب في تعطل المركبة أو نشوب حريق.
ودعت الإدارة السائقين إلى تجنب إيقاف مركباتهم تحت أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، إذ أن تعرض المركبة لأشعة الشمس قد يؤدي إلى تلف بعض الأجزاء الداخلية كلوحة القيادة والمقاعد، فضلًا عن ارتفاع درجة حرارة المقصورة الداخلية إلى مستويات غير آمنة قد تؤثر على صحة الركاب.
وأوصت كذلك بضرورة تهوية المركبة قبل قيادتها، من خلال فتح النوافذ والأبواب لعدة دقائق، بهدف خفض الحرارة الداخلية وتفادي استنشاق هواء ملوث بالانبعاثات المتراكمة في المقصورة، خصوصًا في حال وجود أطفال أو مرضى داخل المركبة.
وهذه التعليمات تأتي ضمن جهود متواصلة تبذلها الجهات المختصة في المملكة للتقليل من الحوادث المرورية خلال فصل الصيف، حيث تشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدل الأعطال والحوادث خلال أشهر الصيف، نتيجة تأثير الحرارة العالية على أنظمة المركبة المختلفة.
وتسعى الإدارة العامة للمرور إلى تعزيز ثقافة السلامة المرورية من خلال نشر التوعية عبر المنصات الرقمية ووسائل الإعلام، إضافة إلى الحملات الميدانية التي تستهدف تفقد جاهزية المركبات والتأكد من التزام السائقين بالإرشادات الفنية.
وتلعب حرارة الطقس دورًا كبيرًا في تقليص العمر الافتراضي لبعض أجزاء المركبة، مثل البطاريات والإطارات وأنظمة التبريد، مما يجعل من الضروري إجراء الصيانة الدورية، خاصة قبل السفر بين المدن أو في أثناء التنقل خلال ساعات الذروة.
ويُعد تجاهل هذه التعليمات سببًا رئيسيًا في وقوع العديد من الحوادث المرتبطة بانفجار الإطارات أو اشتعال المركبات، وهي حوادث يمكن تجنبها بسهولة إذا ما تم الالتزام بالفحص المنتظم واتباع الإرشادات الفنية التي تنشرها الجهات المختصة.
وتحرص إدارة المرور على تقديم النصائح المباشرة للسائقين، خاصة في الفترات التي تتسم بتغيرات مناخية حادة، مؤكدة أن الوقاية تبدأ من إدراك السائقين لأهمية العناية بالمركبة قبل الانطلاق، وليس فقط أثناء القيادة.
كما حذرت الإدارة من خطورة استخدام المكيفات بشكل مفرط دون تهوية المقصورة أولًا، لأن الهواء الساخن المحبوس داخل السيارة قد يسبب إجهادًا حراريًا، وخصوصًا لدى كبار السن والأطفال، ما يجعل التهوية أمرًا أساسيًا قبل تشغيل المكيف.
ويواجه الكثير من السائقين تحديات إضافية في ظل ارتفاع درجات الحرارة، خاصة مع ازدياد كثافة الحركة المرورية في المدن الرئيسية خلال فترة الإجازة الصيفية، مما يتطلب مزيدًا من الحذر والاهتمام بالحالة الفنية للمركبة.
وتكثف الفرق الميدانية التابعة للمرور من انتشارها على الطرقات، لمتابعة مدى التزام السائقين بهذه الإرشادات، كما تقوم بضبط المركبات التي تُظهر علامات تلف أو تهالك في أحد أجزائها المهمة، كالإطارات أو أنظمة الإنارة والتبريد.
وتسهم هذه الجهود التوعوية بشكل فعال في تقليل معدلات الحوادث، إذ باتت الثقافة المرورية لدى السائقين تتطور تدريجيًا، مدعومة بحملات توجيهية تواكب التغيرات المناخية والبيئية التي تمر بها المملكة.
وأعادت الإدارة التذكير بأن القيادة الآمنة لا تقتصر فقط على الالتزام بأنظمة المرور، بل تشمل أيضًا العناية بالمركبة وتجهيزها بالشكل المناسب لمواجهة مختلف الظروف، خاصة في بيئة مناخية متقلبة كالمملكة.
ويُنتظر أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لتوقعات المركز الوطني للأرصاد، مما يجعل من الضروري أن تكون هذه التعليمات جزءًا من الروتين اليومي للسائقين، حماية لهم ولمرافقيهم من أخطار يمكن تفاديها ببساطة.
وتأتي هذه المبادرات من الإدارة العامة للمرور ضمن إطار رؤية المملكة 2030، التي تضع سلامة المواطن والمقيم في مقدمة أولوياتها، وتعمل على تعزيز جودة الحياة من خلال تقليل الحوادث وتحسين البنية التحتية للنقل والمواصلات.